
ناشد فضيلة الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي الحكومات الإسلامية والعربية لتقديم العلاج اللازم لأطفال العراق، بعد تدمير مركز جراحة القلب ببغداد على يد المحتل الأمريكي، وذلك صيانة لهم من الرِدَّة والتشكيك في دينهم وأوطانهم.
وجاءت كلمات الشيخ خلال رده على مقالة الدكتور عمر الكبيسي الذي كشف قضية معالجة الأطفال العراقيين المرضى في دولة الكيان الصهيوني، من خلال جمعية "خيرية" صهيونية.
وطالب الشيخ القائمين على المستشفيات الأهليَّة بالتنازل عن الاستغلال الفاحش للمرضى والاكتفاء بالربح اليسير مع الثواب الوفير.
وطالب فضيلته المسؤولين عن معالجة هؤلاء الاطفال بمعاقبة المنظمات الوهمية الخادعة بما تستحق من عقوبات، وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاء هذا العمل الإجرامي المقيت.
وحمّل الشيخ الحكومة العراقية، التي تدَّعي أن لها سيادة على هذا البلد، وأنَّها حررته من الدكتاتورية، واجب الإنفاق من ثروات العراق الهائلة لعلاج العراقيين داخل العراق أو خارجه في دولة إسلامية أو صديقة أو مسالمة.
وأوضح الشيخ أنه في حال فقدان الحكومة القدرة على هذا الأمر، وكان لدى المحتل مستشفيات لهذا المرض؛ فإنه لا مانع من أن يتم العلاج فيها؛ لأن المحتل هو المتسبب، حسب الأعراف الدولية، لكنه أشار إلى أن المحتل الأمريكي لم يكتف بحرق المركز الطبي لعلاج القلب ببغداد، ولكنه حرَّق وقتَّل وهجَّر الكفاءات الطبية والعلمية العراقية .
فإن لم يحصل هذا ولا ذاك، وجب على الدولة الإسلامية - وبالأخص المجاورة كالسعودية والأردن وسوريا ودول الخليج- أن تفتح أبواب مستشفياتها لاستقبال هؤلاء الأطفال لتعالج أمراضهم الجسمية وتحفظ لهم عقيدتهم ودينهم.
وفي حال عدم وقوع ذلك، وجب على تجار المسلمين وأغنيائهم القيام بذلك في دولة عربية أو إسلامية أو مسالمة.
أما علاجهم في دولة معادية "كإسرائيل" فهو مسؤولية يتحملها قادة العراق أولاً ممثلة بوزارة الصحة ثم الحكومات الإسلامية والعربية؛ لأنَّ الله تعالى يقول: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) أي مِنَّةً وفضلا؛ لأنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى عدة أضرار، منها: المِنَّةُ والتعالي على المؤمنين، وسبيلٌ لاستذلالهم في دولة العدو.
ثم أن مثل هذا العلاج قد يؤدي بالأطفال أو أهلهم إلى محبة العدو وموالاته إن لم يصل الأمر إلى أخطر من ذلك وهي الردة عن دين الإسلام الذي هو دين المساعدة والتعاون والمساواة.
أنها تسبب الزهادة في الوطن وعدم الولاء له؛ لأنه باعهم إلى عدوهم بثمن رخيص وبخس، وحرمهم من حقوقهم في وطنهم مع توافر القدرات في الدول المجاورة العربية.