أنت هنا

20 ربيع الثاني 1429
المسلم - الهيئة نت

ناشد فضيلة الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي‎ ‎الحكومات الإسلامية والعربية لتقديم ‏العلاج اللازم لأطفال العراق، بعد تدمير مركز جراحة القلب ببغداد على يد المحتل ‏الأمريكي، وذلك صيانة لهم من الرِدَّة والتشكيك في دينهم وأوطانهم‎.‎
وجاءت كلمات الشيخ خلال رده على مقالة الدكتور عمر الكبيسي الذي كشف‎ ‎قضية ‏معالجة الأطفال العراقيين المرضى في دولة الكيان الصهيوني، من خلال جمعية ‏‏"خيرية" صهيونية.‏‎
وطالب الشيخ القائمين على المستشفيات الأهليَّة بالتنازل عن الاستغلال الفاحش ‏للمرضى والاكتفاء‎ ‎بالربح اليسير مع الثواب الوفير‎.
وطالب فضيلته المسؤولين عن معالجة هؤلاء‎ ‎الاطفال بمعاقبة المنظمات الوهمية ‏الخادعة بما تستحق من عقوبات، وإحالتهم إلى‎ ‎القضاء لينالوا جزاء هذا العمل ‏الإجرامي المقيت.
وحمّل الشيخ الحكومة العراقية، التي تدَّعي‎ ‎أن لها سيادة على هذا البلد، وأنَّها حررته ‏من الدكتاتورية، واجب الإنفاق من ثروات العراق الهائلة لعلاج العراقيين داخل ‏العراق‎ ‎أو خارجه في دولة إسلامية أو صديقة أو مسالمة‎.
وأوضح الشيخ أنه في حال فقدان الحكومة القدرة على هذا الأمر، وكان لدى المحتل‏‎ ‎مستشفيات لهذا المرض؛ فإنه لا مانع من أن يتم العلاج فيها؛ لأن المحتل هو ‏المتسبب، حسب الأعراف‎ ‎الدولية، لكنه أشار إلى أن المحتل الأمريكي لم يكتف بحرق‎ ‎المركز الطبي لعلاج القلب ببغداد، ولكنه حرَّق وقتَّل وهجَّر الكفاءات الطبية والعلمية ‏العراقية .‏
فإن لم يحصل هذا ولا ذاك، وجب على الدولة الإسلامية - وبالأخص‎ ‎المجاورة ‏كالسعودية والأردن وسوريا ودول الخليج- أن تفتح أبواب مستشفياتها لاستقبال‎ ‎هؤلاء ‏الأطفال لتعالج أمراضهم الجسمية وتحفظ لهم عقيدتهم ودينهم‎.
وفي حال عدم وقوع ذلك، وجب على تجار المسلمين وأغنيائهم القيام بذلك في دولة ‏عربية أو إسلامية‎ ‎أو مسالمة‎.
أما علاجهم في دولة معادية "كإسرائيل" فهو مسؤولية يتحملها‎ ‎قادة العراق أولاً ممثلة ‏بوزارة الصحة ثم الحكومات الإسلامية والعربية؛ لأنَّ‎ ‎الله تعالى يقول: (ولن يجعل الله ‏للكافرين على المؤمنين سبيلا) أي مِنَّةً وفضلا؛‎ ‎لأنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى عدة أضرار، ‏منها‎: ‎‏ المِنَّةُ والتعالي على‎ ‎المؤمنين، وسبيلٌ لاستذلالهم في دولة العدو‎.
ثم أن مثل هذا العلاج قد‎ ‎يؤدي بالأطفال أو أهلهم إلى محبة العدو وموالاته إن لم ‏يصل الأمر إلى أخطر من‎ ‎ذلك وهي الردة عن دين الإسلام الذي هو دين المساعدة ‏والتعاون والمساواة‎.
أنها تسبب الزهادة في الوطن وعدم الولاء له؛ لأنه باعهم إلى عدوهم‎ ‎بثمن رخيص ‏وبخس، وحرمهم من حقوقهم في وطنهم مع توافر القدرات في الدول المجاورة‎ ‎العربية‎.