أنت هنا

20 ربيع الثاني 1429
المسلم - صحف

افتتح محمد الغنوشي، رئيس الوزراء التونسي أمس، الدورة السادسة والعشرين من معرض تونس الدولي للكتاب، وسط تراجع لافت للكتب الإسلامية، التي كانت حاضرة بقوة في دورات سابقة، بحجة أنها "ذات نزعة ظلامية تتعارض مع القيم الجوهرية التي انبنت عليها سياسات تونس الثقافية"، على حد زعم مدير المعرض.
وتشارك في المعرض الذي يستمر حتى 5 مايو المقبل نحو 1027 دار نشر تمثل 32 دولة من العالم العربي وأوروبا وأمريكا وآسيا، إضافة إلى خمس منظمات إقليمية. ويضم المعرض أكثر من 100 ألف عنوان، إضافة إلى العديد من الكتب الرقمية التي خصصت لها اجنحة كبرى.
واقتصر العرض داخل أغلب الأقسام على كتب القران وتفسيره، بعد استبعاد كتب العقيدة الإسلامية والفقه، والكتب التي تعالج قضايا معاصرة بمرجعية إسلامية.
وحاولت إدارة المعرض تبرير استبعاد العديد من الكتب الإسلامية بالزعم ان ذلك جاء "لاحترامها لمستوى الزوار وتخليصهم من كتب الشعوذة والكتب ذات النزعة الظلامية التي تتعارض مع القيم الجوهرية التي انبنت عليها سياسات تونس الثقافية، وقال بوبكر بن فرج، مدير معرض الكتاب: إنه "لامكان للكتب الظلامية والمتطرفة في هذا المعرض الذي يسعى من خلال العناوين المقترحة الى تنوير العقل والانفتاح على الآخر"، على حد قوله، مشيرا إلى أنه تم استبعاد قرابة 25 دار نشر وصفها بـ "المتطفلة على الكتاب".
ومن الجدير بالذكر أن الحكومة التونسية العلمانية، وعلى الرغم من الأغلبية الكاسحة من الشعب التونسي تدين بالإسلام، دأبت على محاربة أي مظهر للتدين، ومن الأمثلة على ذلك حربها المفتوحة والمستمرة على الحجاب، وضيقت على مواطنيها حتى في ممارسة الشعائر التعبدية كالصوم والصلاة، وتضج المعتقلات فيها بالآلاف الذين لاذنب لهم سوى محاولتهم الالتزام بتعاليم قرآنهم، والعمل بسنة بنيهم عليه الصلاة والسلام.