أنت هنا

20 ربيع الثاني 1429
المسلم-وكالات:

يصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان إلى دمشق اليوم، في سياق جهود وساطة تركية بين سوريا و"إسرائيل"، بعد تأكيد الرئيس بشار الأسد الأنباء التي ذكرت من قبل أن رئيس الوزراء التركي أبلغه باستعداد "إسرائيل" للانسحاب من هضبة الجولان.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد اعترف مؤخرا بأن تركيا تقوم بوساطة بين بلاده والكيان الصهيوني. وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة "الوطن" القطرية نشرت مقتطفات منها الخميس الماضي: إن رئيس الوزراء التركي أبلغه باستعداد "إسرائيل" للانسحاب من هضبة الجولان مقابل السلام مع سوريا، وهو ما كانت قد أكدته أيضا وزيرة شؤون المغتربين بثينة شعبان في مقابلة مع فضائية "الجزيرة القطرية".

ويقول مراقبون إن الوساطة التركية بدأت في يناير 2004، عندما قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة مهمة الى تركيا وصفها البعض بالتاريخية كانت الأولى من نوعها خلال 75 عاما، وقام أردوجان بزيارة دمشق في ديسمبر من العام نفسه. وكان ألون ليل، مدير عام سابق في وزارة الخارجية "الاسرائيلية" وسفير "اسرائيل" السابق في أنقرة موجوداً في اسطنبول اثناء زيارة الأسد، ومقيماً في الفندق نفسه الذي يقيم فيه الوفد السوري. وأطلعه صديق في وزارة الخارجية التركية الى أن "اسرائيل" تتمتع بدور مهم في المحادثات بين الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان. وبعد مضي أيام على عودة ليل إلى الكيان الصهيوني، دعي إلى لقاء سفير تركيا في "اسرائيل"، فريدون سينيرليوجلو. وأخبره هذا الأخير أن الأسد طلب من أردوجان استغلال علاقات بلاده مع "اسرائيل" لإعادة فتح قنوات التفاوض مع سوريا.

ومازالت سوريا و"إسرائيل" رسميا في حالة حرب، بعد اتفاق فض الاشتباك عام 1974 ، وعلى الرغم من ذلك لم تطلق القوات السورية طلقة واحدة تجاه قوات الاحتلال "الإسرائيلية"، ولو على سبيل الرد بعد غارات صهيونية على أهداف داخل الأراضي السورية آخرها قصف الموقع العسكري في دير الزور، وسبق ذلك بشهور تحليق طائرات عسكرية "إسرائيلية" فوق أحد القصور الرئاسية في دمشق.

من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي أن نحو ثلثي "الاسرائيليين" يعارضون الانسحاب من مرتفعات الجولان، التي احتلتها اسرائيل عام 1967، مقابل السلام مع سوريا. وحسب الاستطلاع، الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية وقام به معهد "داهاف" "الاسرائيلي"، فان 68% من "الاسرائيليين" يعارضون فكرة الانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان السورية، بينما يعارض 51% الانسحاب الجزئي من هذه المرتفعات.