
أبدت جامعة الدول العربية أمس الثلاثاء بالغ قلقها إزاء الملف الصومالي المتمثل في تزايد أعداد القتلى والمصابين المشردين فضلاً عن نزوح أعداد كبيرة ومتزايدة من سكان الصومال خلال الأيام الماضية.
ودعت الأمانة العامة للجامعة في بيان لها المجتمع الدولي إلى سرعة توفير الدعم اللازم لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، لتمكينها من الاضطلاع بمسؤولياتها وتيسير انسحاب قوات الاحتلال الإثيوبية المتحالفة مع حكومة الصومال الانتقالية من هناك طبقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وطالب بيان الجامعة كافة الأطراف المتصارعة بالصومال (المقاومة والمحتلين) بالتخلي عن التصعيد العسكري وضرورة حماية السكان المدنيين وعدم شن هجمات عشوائية على المناطق الآهلة بالسكان.
وتشهد العاصمة الصومالية مقديشو معارك عنيفة منذ شهور بين المقاومين الإسلاميين والقوات الأثيوبية والحكومية الموالية لها، والتي تسعى لتكبيل المقاومة باستهداف المدنيين وترويعهم .
ونقلت فضائية الجزيرة الإخبارية اليوم عن شهود عيان إطلاق قوات الاحتلال الإثيوبية النار بشكل عشوائي على سيارة مدنية تقل نازحين ما أدى لمقتل ثلاثة، وإصابة ستة آخرين، حيث تم نقل الجرحى إلى مستشفى دينلي في مقديشو، كما قامت بتفتيش وإحراق منازل في محافظات ياقشيد وهلواي ومقاطعة سوس التي دارت فيها معارك دامية مؤخرًا، بزعم وجود مقاومين بها .
وكان جيش الاحتلال الإثيوبي قد ارتكب مجزرة بحق رواد مسجد الهداية راح ضحيتها 30 صوماليًا، تم ذبح 24 منهم داخل المسجد، كما اعتقلت صباح أمس 40 من طلاب المسجد أعمارهم تقل عن الـ15 عامًا، الأمر الذي أثار حالة من الهلع لدى السكان الذين سارعوا بالنزوح عن المنطقة .
وتواصل المنظمات الحقوقية داخل الصومال استنكارها للمذبحة داعية المجتمع الدولي لكسر حالة الصمت التي ينتهجها إزاء هذه الانتهاكات، كما طالبت بإجراء تحقيق دولي.
وانتقد الناطق الرسمي باسم مجلس قبائل الهويا أحمد ديريا الحكومة الصومالية الانتقالية وعلى أسها يوسف أحمد لكونها في الوقت الذي تسارع فيه بشجب الهجمات على المحتل الإثيوبي فإنها تلتزم الصمت إزاء المذابح التي يتعرض لها المدنيين الصوماليين الذين تدعي أنها مسؤولة عنهم .
وأوضح ديريا أن أي تواجد إضافي لقوات أجنبية على الأراضي الصومالية أممية كانت أو عربية فإنها ستزيد الأوضاع الأمنية تدهورًا .