
وصل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، إلى العاصمة السورية دمشق، صباح الجمعة 18/4/2008م، للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وذلك في إطار جولته في المنطقة، وسط غضب حكومة الاحتلال “الإسرائيلي”، وانتقاد الإدارة الأمريكية، على اتصالات كارتر مع أطراف تسعى واشنطن لعزلها.
وكان كارتر قد التقى الخميس بالقاهرة، الرئيس المصري حسني مبارك، بعد لقائه وفدًا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي وصلها الخميس قادما من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أن منعت إسرائيل كارتر من زيارة القطاع الذي تسيطر عليه الحركة.
وبدأ الوفد الذي يضم قياديين من حماس، بينهم محمود الزهار وسعيد صيام وأربعة آخرين اجتماعه مع كارتر في احد فنادق القاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة، وقبل الاجتماع قال منسق حماس في القاهرة إبراهيم الدراوي إن كارتر "لديه بوادر جيدة ونحن محتاجون إلى ذلك".
وانتقد الرئيس الأمريكي الأسبق رفض أعضاء الحكومة الإسرائيلية اللقاء معه خلال زيارته لإسرائيل، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية مبادرة السلام العربية لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
وأكد كارتر خلال محاضرة ألقاها مساء الخميس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة أنه لا يمثل أي شخص في جولته، بل يمثل نفسه فقط، وأنه ليس وسيطًا، بل إنه يحاول التوفيق بين الأطراف، مشيرا إلى أنه إذا ما كانت هناك رؤية لإمكانية حدوث اختراق فإنه مستعد لتقديمها للرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش، ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ولحكومة إسرائيل إذا ما استمع أحد هناك إليه.
كما انتقد الرئيس الأمريكي الأسبق استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات ، مشيرا إلى أنه حتى بعد مؤتمر أنابوليس الذي عقد في شهر نوفمبر من العام المنصرم، أعلنت “إسرائيل” عن إقامة المزيد من المستوطنات والحواجز.
وطالب كارتر بإشراك سوريا وحركة حماس في عملية السلام في الشرق الأوسط ، لافتا إلى أن إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان السورية كما أن حماس حصلت على 44 % من إجمالي الأصوات في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة.
وأشار كارتر أنه التقى الخميس في القاهرة مع وفد من حركة حماس في لقاء عقد تحت رعاية الحكومة المصرية، وطالب بوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل. وأضاف كارتر أنه سيلتقي الجمعة في سوريا الرئيس الأسد، ومشعل، قبل أن يتوجه إلى السعودية "التي دائما تسعى إلى دعم الوحدة وتهدئة العداء بين حركتي حماس وفتح" على أن يتوجه بعد ذلك إلى الأردن ثم يزور إسرائيل مرة أخرى لمدة يوم واحد، قبل عودته إلى الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأمريكي الأسبق إنه لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل التباحث مع حماس في ظل الظروف الحالية "لأنهما وضعتا قواعد مسبقة بعدم التباحث مع سوريا وحماس"، مضيفا أن الولايات المتحدة تدعم حاليا موقف إسرائيل بنسبة 100 في المائة.
ووصف الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه فظيع، وقال إن ما يحدث هناك جريمة بسبب ترك 5ر1 مليون فلسطيني بدون طعام كاف ليموتون جوعا، موضحا أنه يحاول التوصل إلى وقف إطلاق النار والصواريخ من غزة والحصول على تعهد من الجانب “الإسرائيلي” بوقف الهجمات وإنهاء الحصار وفتح المعابر من أجل حرية الحركة لأهالي غزة.