
اندلع تمرد جديد في سجن "سواقة" الأردني جنوب العاصمة عمّان اليوم الثلاثاء، بعد مواجهات دامية شهدها سجن "الموقر" جنوب شرق عمان أمس أدت إلى مقتل ثلاثة من المعتقلين الإسلاميين حرقا، وإصابة العشرات.
وكانت أجهزة الأمن الأردنية قد استخدمت الأسلحة والقنابل المسيّلة للدموع لكبح جماح نزلاء سجن "الموقر" جنوب شرق عمان أمس، الذين كانوا يعبرون عن رفضهم سياسة مديرية الأمن العام في الفصل بين النزلاء، حسب انتماءاتهم، والمعاملة المهينة التي يتلقاها المعتقلون في السجون الأردنية، وأدت رد الفعل العنيفة من السلطات الأمنية الأردنية إلى مقتل ثلاثة من السجناء الإسلاميين وجرح العشرات أمس.
من جانبه، حاول محمد الخطيب، الناطق الاعلامي في مديرية الأمن العام الأردني تبرير ما حدث بالقول في بيان إن "مجموعة من نزلاء سجن الموقر أقدمت على إضرام الحريق في أحد المهاجع وحرق محتوياته المعدة للنوم وتكسير الشبابيك والأبواب الداخلية وإحداث أضرار، إضافة إلى إيذاء أنفسهم بأدوات حديدية مختلفة"، زاعما أن "إدارة السجن حاولت بكل الطرق السلمية تهدئة هؤلاء وإقناعهم بالعدول عن أعمال التخريب وعدم إيذاء انفسهم، إلا أن الأمر ازداد سوءا، ما استدعى تدخل قوة مناسبة من الدرك للحؤول دون تفاقم الوضع في مهاجع أخرى، وحماية نزلاء غير مشتركين في اعمال الشغب والفوضى"، على حد قوله.
ومن الجدير بالذكر أن الأوضاع داخل السجون الأردنية كانت قد لقيت انتقادات واسعة داخلية وخارجية، كما وجهت اتهامات لأجهزة الأمن الأردنية من منظمات دولية بتحويل المملكة إلى "مركز تعذيب دولي"، بعد ثبوت قيام محققين أردنيين بتعذيب معتقلين لحساب وكالة الاستخبارات الأمريكية.
يشار إلى أنه في الأردن يوجد عشرة سجون تعمل فوق طاقتها، حيث يوجد بها أكثر من 7500 نزيل. وقد وقعت عدة أحداث شغب داخل سجون أردنية خلال السنوات الثلاث الماضية. وكان سجنا "سواقة"، و"الجويدة"، شمال العاصمة الأردنية وجنوبها قد شهدا أعمال شغب في مارس 2006 تم خلالها احتجاز 13 عنصرًا من الشرطة، ثم أطلق سراحهم إثر مفاوضات بين السجناء ومسئولين وزعماء عشائر.