إصدارات
7 ربيع الثاني 1429
منذر الأسعد

العولمة-رؤية إسلامية
• تأليف: محمد مرهف حسين أسد
• الناشر: دار وحي القلم بدمشق
• ط1-118صفحة (14×20سم)
مما يُحْمَدُ لمؤلف هذا الكتيّب جرأته على اقتحام موضوع شائك وشديد التعقيد، هو تقديم رؤية إسلامية لظاهرة العولمة، وكذلك حرصه على الفعل الإيجابي، فهو يعرض البديل الإسلامي في إطار اجتهاده وفهمه لمقاصد الإسلام الكلية، متجاوزا حدود الهجاء المكرور لمثالب العولمة.
يبدأ الكتاب بمحاولة تعريف العولمة من خلال عرض تعريفاتها المتباينة لدى الجابري وسيار الجميل ومحاضر محمد ومحمد عمارة، ثم يخوض في نشأتها التاريخية، ليدخل في تمييز أشكالها: العولمة الاقتصادية-العولمة السياسية-العولمة التشريعية-العولمة العسكرية-العولمة الدينية-عولمة القِيَم والمبادئ-العولمة الثقافية-العولمة اللغوية-العولمة الإعلامية، ثم يخلص المؤلف إلى تجلية الدور الأمريكي الكبير جدا في العولمة، الأمر الذي حفّز كثيرا من الباحثين على إطلاق مصطلح "الأمركة"على مفهوم العولمة نفسه.
وبعد عرض موجز لأبرز ما تنطوي عليه العولمة-أو الأمركة-من تحديات وبخاصة للمسلمين، يناقش الكاتب موقف الإسلام من الظاهرة التي تخصه وأهله بالنصيب الأكبر من عدائها، ليعقد موازنة توضح الفروق الشاسعة بين عالمية الإسلام والعولمة الغربية السائدة في الوقت الحاضر، وصولا إلى ما يراه سبلا ناجعة للتعامل الرشيد مع العولمة وتحدياتها، من منطلق ثقة المسلمين بدينهم، الذي يعني السعي إلى امتلاك عناصر القوة والتأثير في الآخرين، والتصدي الحازم لجهود الاستلاب الخارجية المناوئة، مع الإفادة الجريئة من العناصر الإيجابية التي تتيحها العولمة للجميع حتى بالرغم من إرادة قادتها.
ويختم أسد كتابه بحديث مستفيض عن تحديات العمل الإعلامي وضرورة مواجهتها.

*******

رحلة الرصافي من المغالطة إلى الإلحاد -دراسة تحليلية نقدية لكتابه: الشخصية المحمدية
• تأليف: أحمد موساوي-محمد صالح ناصر-محمد موسى باباعمي-طه إبراهيم كوزي-إسماعيل عمر بيوض
• الناشر: دار صفحات للدراسات والنشر بدمشق
• ط2-2008م-159صفحة(قطع متوسط)
هذا الكتاب مفهوم من عنوانه، فهو يدحض أباطيل الكتاب البذيء (الشخصية المحمدية) المنسوب إلى الشاعر العراقي المشهور: معروف الرصافي، والذي-إذا صحت نسبة الكتاب إليه- لم يجرؤ على نشره في حياته، بل إن أحدا لم يبلغ هذا الدرك من الانحطاط بالرغم من انقضاء عدة عقود على موت الرصافي، إلا في السنوات الأخيرة التي أصبح الزنادقة فيها يَحْظَوْنَ بحماية صليبية صهيونية معلنة، فأقدم على هذه القماءة واحد من عملاء الأمركة وعبيد التغريب.
ومن يطالع كتاب الرصافي-بحسب النشر حتى الآن- لا يجد فيه شيئا مما يزعمه الحاقدون والمارقون، فهو جملة من الأكاذيب المسروقة من المستشرقين والمنصّرين بل ومشركي مكة في عصر البعثة النبوية.غير أن شيوع الكتاب وانتشار تفاهاته، جعل الرد العلمي لبيان تهافتها ضرورة وواجبا، تصدى للنهوض به المؤلفون الخمسة الأفاضل، الذين امتازوا –منهجيا-بتقديم نموذج عملي على التأليف الجماعي، وهو نادر الحدوث في ثقافتنا بعامة قديمها وحديثها.واختار كل منهم معالجة موضوع محدد، فأجادوا وأفادوا.
فالدكتور موساوي ناقش كتاب الر صافي في ميزان المنطق والعقل كاشفا تناقضات صاحب (الشخصية المحمدية) في كلامه عن صفات شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وموقف المؤلف من المصادر التي اعتمد عليها والتي استبعدها، ومن قضية الشرك بالله عز وجل، وأخيرا من الرسالة المحمدية.ثم عرض باباعمي ثلاثة نماذج من مغالطات الرصافي المنطقية، لينسف في الختام ثلاثة من أحكامه المسبقة التي يحفل بها كتابه، حيث يحلل الكاتب كل حُكْمِ على حدة ثم يفضح عواره.وفي فصل آخر يهتك باباعمي الستار عن الأخطاء المنهجية لكتاب الرصافي بدءا بتعمية الناشر على المواصفات العلمية الدقيقة للنسخة المعتمدة مرورا بإخفاء اسم محقق كتاب (الشخصية المحمدية) واعتماد نسخة مصورة يتيمة من النسخة الأصل، لينتهي إلى التشكيك في نسبة الكتاب إلى الرصافي بالصيغة الراهنة للنشر!!
أما الدكتور محمد صالح ناصر فينسف في نحو40 صفحة الأسطورة الكبرى للكتاب الكذوب حول بشرية القرآن المفتراة والتي كان كفار مكة في عهد البعثة هم أول من تولى كِبْرَها، ويعتمد الكاتب هنا على الأدلة القاطعة حول إعجاز القرآن الكريم الذي يقطع الشكوك ويبدد الأوهام ببقاء التحدي للثّقَلَيْن أن يأتوا بسورة من مثله إلى يوم القيامة.
ويخصص الباحث إسماعيل عمر بيوض إسهامه هنا ببيان تناقضات الرصافي ومزالقه وأغلاطه الفاضحة المتصلة بحقائق علم الفلك في العصر الحاضر.
ويركز الباحث كوزي على مغالطات الرصافي المتعلقة بعلم القراءات القرآنية ، وعلى فهمه السقيم المأخوذ عن غلاة المستشرقين الأعجمين لنزول القرآن على سبع أحرف.ويكتفي كوزي بتفنيد ستِّ من تلك المغالطات.