
وصف ريتشارد فالك مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنين العزل في قطاع غزة، بتلك الجرائم التي تعرض لها اليهود على يد الزعيم النازي أدولف هتلر؛ مشددًا على أنه يهدف من خلال هذه التصريحات إلى إيقاظ الرأي العام.
وقال فالك، وهو أمريكي يهودي، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": إن الممارسات والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" أشبه "بسجل جرائم الإبادة الجماعية التي عاناها اليهود في الحقبة النازية" معتبرًا أن سياسة "العقاب الجماعي" التي تتبعها "إسرائيل" ضد أهالي قطاع غزة "لا تقل بشاعة عن الجرائم النازية".
وأضاف المقرر الجديد للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أن "إسرائيل نجحت حتى الآن في تفادي الانتقادات التي تستحقها" على ما ترتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وكان فالك قد أدلى بنفس التصريحات الصيف الماضي في الولايات المتحدة، مبررًا ذلك بأنه أراد أن يوقظ الرأي العام الأمريكي من سباته؛ لينظر إلى حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون.
وسبق أن وصف نائب وزير الدفاع "الإسرائيلي" ماتان فيلناي عملية "الشتاء الساخن" التي شنتها قوات الاحتلال يوم 27 فبراير الماضي ضد قطاع غزة والتي أوقعت نحو 130 قتيلا فلسطينيًّا بـ"الهولوكوست"، في إشارة إلى المحرقة التي تعرض لها اليهود على يد النازيين.
وكان فالك قد عيّن في 27 مارس 2008م، مقررًا لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية كممثل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكنه سيتولى مهام منصبه الجديد رسميًّا في وقت لاحق العام الجاري.
ويُعَدّ تعيين فالك في هذا المنصب خلفًا للجنوب إفريقي جون دوجارد من أكثر التعيينات التي أثارت جدلا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي يتخذ من العاصمة السويسرية جنيف مقرًّا له.
ولم يرق تعيين فالك لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية اللتين عبّرتا عن استيائهما لاختياره، بحسب إذاعة سويسرا الدولية، وعقب تعيين فالك تساءل السفير الإسرائيلي لدى سويسرا إسحاق ليفانون باستغراب: "كيف وقع هذا الاختيار (على ريتشارد فالك) من بين 184 مرشحًا؟".
وفالك هو أكاديمي أمريكي يهودي في السبعين من عمره، ومعروف بانتقاداته اللاذعة للسياسات "الإسرائيلية". وقد أصدر أكثر من 54 كتابًا في مجال القانون الدولي.