أنت هنا

3 ربيع الثاني 1429
المسلم-وكالات:

أفرجت السلطات الليبية عن 90 عضوا في "الجماعة الليبية المقاتلة"، كانوا معتقلين في سجن "أبو سليم" في طرابلس، بعد حوار معهم أشرفت عليه "مؤسسة القذافي العالمية للتنمية" التي يرئسها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي.
وجاء في بيان صادر عن "مؤسسة القذافي العالمية أمس "أن الحوار الذي أشرفت على رعايته مع الجماعة الليبية المقاتلة الممثلة بقيادتها، قد توصل إلى الإفراج عن 90 عنصرا من الجماعة، وهو ما يمثل ثلث أعضائها"، على حد ما ورد في البيان.
ومن الجدير بالذكر أن "الجماعة الليبية المقاتلة" تشكلت سرا في بداية تسعينات القرن الماضي في أفغانستان، من قبل ناشطين ليبيين إسلاميين من الذين حاربوا الجيش السوفييتي بعد احتلاله للبلاد، وكان من أبرز أهدافها عودة عناصرها إلى ليبيا والإطاحة بالعقيد معمر القذافي. وبعدما كشف الأمن الليبي منتصف عام 1995 وجود عناصر للجماعة بعدما داهم مزرعة في ضواحي بنغازي، اضطرت الجماعة إلى الظهور للعلن، وإصدار أول بيان لها بتاريخ 17 أكتوبر 1995. ومع الضغط والمتابعة والملاحقة والسجن اضطر عدد من قادة الجماعة إلى الخروج من ليبيا والعودة مرة أخرى إلى أفغانستان، وهناك سرت أنباء عن انضمام هؤلاء لتنظيم "القاعدة"، ومن بينهم أبو الليث الليبي، الذي يقال إن اسمه الحقيقي هو عمار الرقيعي، الذي قتل يوم 29 يناير 2008 في شمال إقليم وزيرستان بباكستان أثناء هجوم شنته طائرة أميركية بدون طيار من طراز "بريديتور".
وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001، خرج عناصر الجماعة من أفغانستان، لكن الجيش الأمريكي استطاع أن يعتقل أبرز قادتها. فتم اعتقال أمير الجماعة عبد الله الصادق في تايلاند عام 2004 واعتقل نائبه أبو حازم ودخل سجن باجرام، كما اعتقل المسؤول الشرعي أبو المنذر عام 2004 في هونج كونج، وقد سلمهم الأمريكيون إلى ليبيا.

ومنذ نوفمبر من العام 2006 دخل عناصر الجماعة المسجونون في ليبيا في حوار مع الحكومة الليبية رعته "مؤسسة القذافي العالمية للتنمية" التي يرئسها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، وبرعاية ثلاثة أجهزة أمنية ليبية هي الاستخبارات العسكرية والأمن الخارجي والأمن الداخلي، وشاركت شخصيات ليبية محسوبة على التيار الإسلامي مثل الدكتور علي محمد الصلابي وعضو الجماعة الإسلامية المقاتلة السابق نعمان بن عثمان في هذا الحوار، الذي أسفر عن إعلان الإفراج عن الدفعة الأولى من الجماعة أمس.