
في الذكرى الستين لمجزرة دير ياسين التي وقعت في التاسع من أبريل عام 1948، استنكرت جامعة الدول العربية صمت العالم على المجازر "الإسرائيلية" المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدة دعمها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وحذرت الجامعة في بيان لها "إسرائيل" من مواصلة سياساتها العدوانية، ومناهجها التوسعية والعنصرية، التي تضرب بكافة قرارات الشرعية الدولية عرض الحائط، ومواثيق حقوق الإنسان، وسعيها لفرض سياسة الأمر الواقع التي تنسف أي جهود لتحقيق سلام شامل وعادل، وتدمر أية فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة.
ومن الجدير بالذكر أن اليوم الأربعاء (التاسع من ابريل) يصادف الذكرى السنوية الستين لمجزرة دير ياسين، إحدى أبشع المجازر السبعة والسبعين التي اقترفتها الصهيونية بحق الفلسطينيين. حيث استيقظ سكان قرية "دير ياسين" الوادعة شمال غرب القدس المحتلة، في مثل هذا اليوم من عام 1948 مذعورين على دوي انفجارات القنابل والعبوات التي ألقتها العصابات الصهيونية سافحة دماء المدنيين ومستبيحة شيخوخة البلدة وطفولتها من دون رحمة.
ولم تنج حتى السيدات الحوامل من نيران المتعطشين للقتل والاغتصاب والتمثيل بالجثث، كما يؤكد عدد من المؤرخين، بمن فيهم "الإسرائيليون".
وكان الهجوم على القرية قد سبقه استشهاد الحاج عبد القادر الحسيني قائد جيش "الجهاد المقدس" في فلسطين في معركة القسطل الخميس 8/4/ 1948. وفي الساعة الثانية من فجر الجمعة 9/4 قامت عصابتا "الليحي" و"الايتسيل" بمهاجمة دير ياسين المجاورة للقسطل من الشرق والجنوب والشمال، وهي معززة بالمدرعات، فيما كانت فرقة من "الهاجاناه" تمهد للهجوم بقصف بالهاون والرشاشات.
وقد قاوم سكان القرية المعتدين بما ملكت أيديهم من سلاح ووسائل بدائية، واستطاعوا قتل عدد من الصهاينة، لكن القرية وقعت أخيراً بأيدي اليهود الذين رفعوا عليها العلم الصهيوني، وأثخنوا أهلها تقتيلاً ومنازلها تدميراً، وارتكبوا مجزرة بشعة طالت النساء والأطفال والشيوخ، قتلا واغتصابا، وهناك نساء بقرت بطونهن وأخرجت الأجنة منها، وهو ما أشاع حالة من الفزع والرهبة في كافة قرى فلسطين، حيث اضطر أهلها إلى الرحيل طلبا للنجاة بعد أن مُحيت دير ياسين عن الخارطة.
وأدت هذه الهجرة أو "النكبة" إلى إخلاء معظم مناطق فلسطين من سكانها، الذين لم يتبق منهم سوى 165 ألفا، من اصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون على ثرى فلسطين، وهيأ ذلك للصهاينة الفرصة المؤاتية التي انتظروها طويلا لإعلان قيام الكيان الصهيوني بعد شهر تقريبا في 15 من مايو عام 1948.