أنت هنا

3 ربيع الثاني 1429
المسلم-وكالات:

أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "اختفاء" محمد زهير الصديق، الشاهد الرئيسي في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، والذي كان يخضع للإقامة الجبرية في فرنسا.

وقال كوشنير على هامش مؤتمر صحافي عقده أمس إن الصديق "كان في منزله أو خاضعا للإقامة الجبرية ثم اختفى. وهذا كل ما أعرفه". وأضاف: "تبلغت بالخبر هذا الصباح، وأنا أول من يأسف لذلك".

وكان أول رئيس للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس قد اعتبر محمد زهير الصديق ـ وهو ضابط سابق في الاستخبارات السورية ـ شاهدا رئيسيا في قضية اغتيال الحريري، لكن الصديق الذي كان قد ذكر في وقت سابق أن الرئيس اللبناني السابق إميل لحود والرئيس السوري بشار الأسد هما اللذان أمرا باغتيال الحريري، تحول من شاهد إلى مشتبه به بالضلوع في اغتيال الحريري أمام القضاء اللبناني الذي أصدر مذكرة توقيف غيابية بحقه، ثم أوقف بناء على طلب لبنان وبواسطة مذكرة توقيف دولية في 16 أكتوبر 2006 في إحدى ضواحي باريس وأخضع للإقامة الجبرية.

من جهة أخرى، وعلى صعيد متصل، أكد محققون دوليون، أمس، وجود شبكة للاغتيالات السياسية في لبنان، والتي كان من ضحاياها رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وأكثر من عشرين شخصية سياسية وإعلامية اغتيلت منذ عام 2005.

وقالت اللجنة المستقلة المكلفة التحقيق لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تقرير مرحلي إنه يمكنها الآن على ضوء الأدلة تأكيد وجود شبكة من أفراد قاموا معا بتنفيذ اغتيال الحريري. وقال دانيال بيليمار كبير المحققين في اللجنة والمدعي العام الكندي السابق: "إن شبكة الحريري موجودة قبل اغتيال رئيس الوزراء، وارتبطت ببعض الاغتيالات اللاحقة".

وأضاف: "في حين أن التقارير السابقة أشارت إلى فرضية وجود شبكة، فإن الجديد هذه المرة هو أن لدينا الأدلة الآن على وجود هذه الشبكة وروابطها". وتابع بيليمار أن الشبكة قامت بمراقبة تحركات الحريري وقامت بالعملية يوم مقتله، كما واصلت القيام بعمليات أخرى بعد هذا التاريخ.

وقال إن شبكة المحققين الدوليين ستركز الآن على جمع أدلة تورط هذه الشبكة، ونطاق عملها، وهوية كافة أعضائها وصلاتهم بآخرين خارج الشبكة ودورهم في الاغتيالات.