
اعتبر الأمير الحسن بن طلال ولي عهد الأردن الأسبق الكثافة العددية لقوات الاحتلال الأمريكية على الأراضي العراقية بأنها جعلت من الولايات المتحدة إحدى دول المنطقة العربية .
ونقلت وكالة الفرانس برس عن الأمير الذي يترأس مجلس أمناء "المعهد الملكي للدراسات الدينية"، خلال ندوة حول "التسلح والأمن في الشرق الأوسط" في العاصمة الأردنية عمّان قوله: إن "وجود أكثر من 150 ألف جندي أمريكي في العراق جعل من الولايات المتحدة إحدى دول الجوار في المنطقة".
وتابع: إن "القواعد العسكرية الأمريكية ستبقى في هذا البلد، الأمر الذي سيجعل من الولايات المتحدة داخل إطار دول الجوار في المنطقة".
وفي إشارة منه إلى أن الوجود الأمريكي في العراق سيطول، أكد الحسن على أنه "رغم مرور أكثر من ستين عامًا على نهاية الحرب العالمية الثانية، إلا أن القواعد الأمريكية لا تزال موجودة في ألمانيا واليابان". وحول كلفة الحرب العراقية ونسبة ما أنفق من مال على ما يسمى "إعادة الإعمار"، استشهد الحسن بدراسة لباحث أمريكي يدعى جوزيف ستيجليتز بعنوان "حرب الثلاثة تريليون دولار"، والتي أكدت أن الكلفة الإجمالية للحرب على العراق فاقت ثلاثة تريليونات دولار في حين لم يتم رصد سوى 18.3 مليار دولار لدعم مشاريع "إعادة الإعمار" .
وتطرق الأمير إلى الخسائر البشرية الكبيرة خاصة في صفوف المدنيين وتهجير الملايين من العراقيين إلى جانب الأوضاع الحقوقية للمعتقلين وعدم استقلالية القضاء، مشيرًا إلى إعدام 33 شخصًا خلال العام الماضي بناءًا على محاكمات غير عادلة.
وشدد الحسن على ضرورة "تحقيق مصالحة وطنية حقيقية في العراق لتجاوز الأزمة الحالية"، موضحًا عدم وجود أطراف مستقلة، حتى الآن، لديها الرغبة الحقيقية في دفع العملية السياسية .