
وصف الدكتور محمد بشار الفيضي الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق الحرب التي يخوضها العراقيون ضد الاحتلال الأمريكي بأنها تاريخية مشيرًا إلى وصف العدو لمعركته بأنها صليبية، ومؤكدًا على أن شباب العراق بفضل الله ـ يلحقون به الهزائم تلو الهزائم.
وأكد الشيخ الفيضي أن الهيئة تعد "جميع فصائل المقاومة أبناء لنا على حد سواء، وتعمل على نصرة الجميع، من غير تفريق بين فصيل وآخر، فالجميع يؤدون واجبًا واحدًا، وأقل ما نقدمه لهم، دعمهم بالموقف والكلمة، والذود عنهم، والدفاع عن مهمتهم" .
ونقل موقع هيئة علماء المسلمين نص الحوار الذي أجراه موقع رسالة الإسلام مع الشيخ الفيضي والذي أوضح خلاله أن علماء الهيئة يهدفون لتحرير العراق من الاحتلال الذي نصب نفسه لمعاداة الدين، والمسلمين، مؤكدًا أن برنامج الهيئة متعلق بنهجها الشرعي القاضي بالعمل على تحرير العراق، وتجنيد كل مكوناته لهذا الغرض .
وبين الشيخ الفيضي أن المحتل حاول جاهدًا التقليل من شأن المقاومة العراقية من خلال وسائل إعلامه التي لم تتطرق إلى حجم العمليات المسلحة التي طالت الاحتلال، في ذات الوقت الذي استهدف فيه المحتل بالقتل والاعتقال كل من يشير إلى وجود المقاومة، أو يكشف عن شيء من عملياتها، أو يقدم لها الدعم المادي أو المعنوي، الأمر الذي وضع على أكتاف الهيئة مسؤولية كبيرة، لدعم المقاومة إعلاميًا وسياسيًا، وتفويت فرصة تقزيمها وإبعاد تأثيرها .
وأشار الشيخ الفيضي إلى أن الهيئة ركزت عبر بياناتها وبشكل صريح على أن الاحتلال الأمريكي للعراق عدوان، وأن مقاومته بحسب القوانين الدولية عمل مشروع، أما بمقتضى الشرع الحنيف، فهو جهاد ملزم، وأن ثمة مقاومة عراقية فاعلة، تقوم بواجبها الشرعي، ويتعين علينا دعمها، مبينًا أن أعضاء الهيئة قد دفعوا ثمنًا باهظًا بسبب ذلك على أيدي قوات الاحتلال .
وأكد الفيضي على وجود ثقة كبيرة بين علماء الهيئة وفصائل المقاومة، حيث تستجيب غالب هذه الفصائل لنصائح الهيئة.
وحول موقف الهيئة من تنظيم القاعدة في العراق أوضح الشيخ الفيضي أن المحتل يسعى للنيل من الهيئة بأي ثمن، ومن ذلك استدراجها إلى مواقف تصب في مصالحه، والتي منها إعلان الحرب على تنظيم القاعدة في العراق، لأن ذلك يدفع عنه الحرج أمام العالم، إذ ينفي عنه أنه احتل العراق لسرقة ثرواته، والهيمنة على المنطقة، بل يظهره على صورة من جاء لمحاربة تنظيم مصنف عالميًا على أنه إرهابي، وأنه يقف إلى جانب الشعب العراقي في محاربة هذا التنظيم الذي يستهدفهم، والدليل أن هيئة علماء المسلمين هي من أعلن الحرب عليه.
وهو من جهة أخرى يريد أن يتخذ من هذه المظلة ذريعة لتصفية المقاومة، والدليل على ذلك أنه في خلال حملاته لحرب القاعدة كان يقوم بتصفية المقاومة ككل، وهذا من مكر العدو وخبثه.
ونحن لسنا مثل غيرنا، لسنا سذجًا، ولسنا عملاء للاحتلال، ومن ثم لن نمنح المحتل هذه الفرصة، ولن نثلج له صدرًا.
وقال الفيضي: يجب أن نعرف أولاً أن القاعدة ليست جماعة براية معروفة على الأرض، تقف في طرف معلوم من جبهة المعركة مثل الخوارج مثلاً، إنما هم جماعات مبثوثة هنا وهناك، يصعب حصرها، والتعامل معها بشكل مباشر، لذلك نحن والحالة هذه نرصد الفعل، فإذا كان مما ينطبق عليه وصف المقاومة وصفناه به، وإذا كان مما ينطبق عليه وصف الإرهاب أو الجريمة وصفناه بهما، بغض النظر عن الفاعل.
وحول رفض الهيئة الاستجابة لدعوات لزيارة إيران، قال الفيضي: إن رفضنا نابع من تقييمنا لسياسة إيران، فهي دائما تستغل مثل هذه الزيارات لأجندتها دون أن تقدم شيئا، وهناك تجارب لجهات قبلنا زارت إيران، ورجعت بخفي حنين، بل تحولت بين عشية وضحاها إلى بوق لإيران، ومن ناحية أخرى وهي الأهم أن إيران متورطة في دعم المشروع الأمريكي في العراق منذ انطلاقه حتى اللحظة، وأجهزتها الاستخباراتية عاثت في الأرض فسادًا، وهي متهمة بجرائم لاتحصى في حق شعبنا، وكنا نرى أن الزيارة قد تبعث برسالة خاطئة لشعبنا مفادها أننا راضون عما تفعله إيران، أو داعمون لتدخلها في الشأن العراقي.
وأوضح الفيضي أن المحتل الأمريكي حاول صرف بعض فصائل المقاومة عن قتاله بقتال الميليشيات التابعة لإيران بعد اتضاح الدور الإيراني في العراق، باعتبار أنهم أكثر خطورة، فالاحتلال سيغادر يومًا ما، لكن هؤلاء باقون.
وكشف الفيضي أنه في عهد زلماي زادة جاء للهيئة من حاول الترويج لهذه الفكرة، وقالوا لماذا لانتفق على ترك الأمريكيين وننشغل بالإيرانيين والميليشيات، وقالوا إن لديهم ضمانات من الأمريكيين بدعمنا لتحقيق هذا الهدف، ولكننا قلنا إن النفوذ الايراني يدخل في ظل أمريكا، وبإذن منها، والميليشيات عملت في ظلها، وبمباركة منها أيضا، فهي مشكلتنا الأولى، ولن نجر إلى صراعات جانبية .
وأكد الفيضي أن انسحاب المحتل الأمريكي من العراق لن يسبب حربًا أهلية، مشيرًا إلى أن الأوضاع لن تهدأ في الحال، لكون المحتل قد أرسى قواعد لمشاكل عديدة، لكن الوقت سيكون كفيلاً بحلها، فالصراع من الممكن أن ينشب بين فصائل المقاومة والميليشيات الموالية لإيران، وفي تقديرنا أن صراعًا مثل هذا إذا نشب لن يطول، لأن هذه الميلشيات لا تتمتع بأي دعم، بل أبناء الجنوب ناقمون عليها، وينتظرون على أحر من الجمر لحظة الخلاص منها.
وأعرب الفيضي عن اعتقاد علماء الهيئة بأن التغلغل الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي سيتناقص بشكل سريع، إذ ستفقد إيران دعم الاحتلال لأجهزة الجيش والشرطة، والأحزاب السياسية المعروفة، الأمر الذي ستنكشف مع الأوضاع ولن يبقى لإيران أغطية للتدخل، وعليها حينها العمل بشكل علني إذا أرادت التدخل وهو ما سيكلفها غاليا.