
اعتبر ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي، الذي بدأ زيارة أمس لبغداد، أن الغزو الذي قادته بلاده للعراق عام 2003 واحتلاله "مسعى ناجح"، على الرغم من أن قذائف المقاومة العراقية كانت بانتظاره بمجرد وصوله إلى المنطقة الخضراء.
وقال تشيني عقب لقائه رئيس الوزراء الطائفي نوري المالكي أمس: "من المهم بشكل خاص أن أعود هذا الأسبوع الذي نحتفل به بالذكرى الخامسة لبدء الحملة التي حررت شعب العراق من طغيان صدام حسين، ووضعته على الطريق الصعب، ولكن التاريخي للديموقراطية"، على حد زعمه، وأضاف: "إذا عاودتم النظر إلى هذه السنوات الخمس، فستجدون أنها كانت محاولة صعبة، وتنطوي على تحد، لكنها كانت ناجحة... وتستحق تماما الجهد الذي بذل من أجلها". وذلك على الرغم من أن غزو العراق كلف الاقتصاد الامريكي 500 مليار دولار على الأقل وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعوقين من الجنود الأمريكيين، وترك العراق في وضع اعتبرته منظمة الصليب الأحمر الدولية أول من أمس "أسوأ وضع إنساني" على مستوى العالم، في ظل الحديث عن ما لا يقل عن أربعة ملايين عراقي لا يزالون مشردين، بالإضافة إلى ملايين لا يزالون محرومين من المياه النظيفة والرعاية الطبية.
من جهة أخرى، دعا تشيني الدول العربية إلى إرسال سفراء لها لبغداد، وقال في تصريحات للصحفيين أمس: "سيفعل أصدقاؤنا العرب خيرا بإرسال سفراء إلى العراق". وأضاف: "أعتقد ـ وخاصة اذا كانت الدول العربية قلقة بشأن النفوذ الإيراني في العراق ـ أن إحدى الطرق التي تستطيع من خلالها مواجهة ذلك هو الالتزام بأن يكون لها وجود هنا أيضا".