"عطسة" فى الخليج وتقع الحرب الأمريكية -الإيرانية !
29 محرم 1428

القضية التي تشغل الجميع في الآونة الراهنة ،هي ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقوم بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران . وفى ذلك تكثر قراءة المؤشرات على الاتجاه الأمريكي أو الصهيوني للفعل (الخطط والسيناريوهات ) كما تركز الكاميرات على المواقف الدولية من هذا الفعل الأمريكي(روسيا –الصين-وأوروبا ) ،وفى هذا الشأن أيضا، تدور التحليلات والحوارات حول ما تمتلكه كل من الدولتين من أدوات للفعل العسكري والسياسي في مواجهة الأخرى ،وعن أماكن المواجهة المحتملة (الخليج –لبنان-العراق ) وعن الأضرار التي ستنجم عن المواجهة وعن احتمالات تحول الحرب إلى صراع إقليمي شامل .وحتى في العراق التي شهدت من قبل أوضح تحالف واتفاق أمريكي إيراني ،فإن المؤشرات الماثلة في هذا البلد تنظر إليها في التحليلات والقراءات ضمن سياق احتمالات المواجهة ،سواء لان الولايات المتحدة باتت تدعى دورا إيرانيا معاديا لاحتلالها للعراق (وآخرها اتهام إيران بإدخال عبوات اشد فتكا صارت تحصد جنودا أمريكيين أكثر) أو لان الولايات المتحدة يدور في داخلها جدل عميق بين طرفين أحدهما يتحدث عن ضرورة الحوار مع إيران حول العراق ،والآخر يرفض مثل هذا الحوار –الرئيس بوش وتشينى-ويحشد الأساطيل في الخليج ويستنفر القوات إلى درجة أن قال احد الكتاب الأمريكيين أن "عطسة" في الخليج باتت تهدد بإشعال الحرب .<BR>لكن المتأمل جيدا لمؤشرات الوضع في العراق ،يلحظ أننا أمام أمرين ،من رصدهما وتدقيقها تتضح طبيعة الخلاف الأمريكي الإيراني وحدوده في تلك اللحظة .فنحن من ناحية نلحظ أن إيران لم تبد لا هي ولا المرتبطين بسياستها في العراق –من القيادات الشيعية في الحكم أو خارجه –أية درجة مقاومة ضد القوات الأمريكية في العراق( وحتى العمليات التي تجرى ضد قوات الاحتلال في الجنوب موجهة أساسا ضد القوات البريطانية )وكذا أن الخطط الأمريكية الجديدة للسيطرة على الأوضاع في العراق وإخضاع الشعب العراقي لم توجه إلا لمناطق المقاومة التي هي من الأصل في عداء مع إيران والولايات المتحدة معا ،ودون دخول في صراع مع أي طرف موالى أو متعاطف مع إيران (جيش المهدي بات يبدى استعداده للتعاون مع الخطة الأمنية)!<BR>لكننا نلحظ على الجانب الآخر،أن الولايات المتحدة غدت في مواجهة سياسية مع إيران على الأرض العراقية ،إذ قواتها قامت بتوجيه ضربات رمزية للوجود الإيراني -عمليات ذات نمط المؤشرات الرمزية -كما هو الحال في اقتحام القنصلية الإيرانية في المناطق الكردية ،وإعلان أن لإيران نحو 30 ألف عميل في العراق ،إلى أن جرت عملية اختطاف الديبلوماسي الإيراني في بغداد الذي اتهمت إيران الولايات المتحدة القيام به ،وكذا الإعلان الأمريكي عن اكتشاف أسلحة (بأرقامها المسلسلة) ذاهبة للتيارات الشيعية قادمة من إيران.<BR>هل نحن أمام الحرب فعليا بين إيران والولايات المتحدة ،وإذا حدثت فما هي الأسباب الحقيقية لها؟ <BR><font color="#ff0000">من التحالف إلى الفراق ! </font><BR>ثمة أهمية هنا أن نشير إلى ثلاث مراحل مرت بها العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران ،لندرك أين تقف تلك العلاقات الآن وما هي حدود وطبيعة الخلاف والاختلاف في المرحلة الرابعة الراهنة ،التي تشهد تصعيدا وتهديدا بالحرب..<BR> <font color="#0000FF">المرحلة الأولى</font> كانت مع عصر الشاة ،وخلالها كانت الولايات المتحدة في حالة تحالف استراتيجي مع إيران أو بالدقة أن الولايات المتحدة كانت عينت خلالها إيران –الشاه -شرطيا لها في السيطرة على العالم العربي من ناحية وكحائط وسد للتمدد السوفيتي من خارج الحدود السوفيتية إلى المياه الدافئة (كانت تكمل دور تركيا ) وفى ذلك كانت إيران تدور أيضا في داخل الخطة الصهيونية المعروفة والمشهورة ،إذ قامت الخطة الصهيونية في تلك المرحلة على تطويق العالم العربي من الخارج (إيران-تركيا-إثيوبيا –جنوب السودان ) لمواجهة التطويق العربي لها فيما سمي بدول الطوق (مصر وسوريا والأردن ).<BR><font color="#0000FF">وفى المرحلة الثانية</font> وبعد الثورة الخومينية وفى إطار تحول الدولة الإيرانية إلى حالة البناء الداخلي وفق أسس أخرى اقتصادية وسياسية مخالفة لعصر الشاة ،بما اضر بمصالح الولايات المتحدة ،تحولت الولايات المتحدة إلى موقف الرافض للتغييرات السياسية والاقتصادية في هذا البلد ،لكنها حرصت على أن لا تدخل معها في صراع عسكري ،حيث إيران لم تخرج عن وظيفتها الإستراتيجية السابقة خلال عصر الشاه .اقتصر "العداء"الأمريكي لإيران الخومينى على منعها من مد نفوذها باتجاه مناطق النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية ،وكانت الخطة في المواجهة هي "خطة الاحتواء داخل الإستراتيجية الأمريكية".وفى ذلك يبدو مهما التذكير هنا بما قاله الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل ،من أن مراسلى وكالات الأنباء وأجهزة التلفزة الأمريكية التي كانت تغطى أحداث الثورة الخومينية دارت في طهران كلها فلم تجد أحدا يرفع شعارات العداء للولايات المتحدة ولا يحرق أو يهاجم رموزها ،فما كان من تلك الفرق إلا أن أتت بأعلام أمريكية وصارت توزعها على المتظاهرين لحرقها من اجل التقاط صور للتلفزة الأمريكية لإعلان الثورة معادية للولايات المتحدة .<BR><font color="#0000FF">في المرحلة الثالثة</font> شهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية تحالفا واضحا ،امن لإيران الاستمرار في نموها وتطورها وللولايات المتحدة تمكين نفوذها في المناطق العربية .حين جرى العدوان على العراق في عام 1991 كان الموقف الإيراني داعما للفعل الأمريكي ومكملا له ،إذ رأت إيران أن العدوان سيضعف العراق لمصلحتها هي ،كما في ذلك العدوان حصلت إيران على نحو 100 طائرة عراقية مقاتلة هربت باتجاهها (وفق اتفاق تنكرت له إيران فيما بعد )،كما إيران رأت في العدوان فرصة لتحقيق أطماعها في العراق ،فدفعت بقوات منظمة بدر باتجاه البصرة لاحتلالها وقت انسحاب القوات العراقية تحت القصف الأمريكي، وهو ما خشيت منه الولايات المتحدة فتركت القوات العراقية –وقتها-تسحق تمرد الجنوب هذا دون رد فعل منها .كان ذلك إعلانا محددا لطبيعة العلاقات الأمريكية الإيرانية .لقد تواصل هذا التحالف الإيراني الأمريكي طوال التسعينات أو منذ العدوان الأول على العراق وحتى العدوان الأمريكي الثاني عليه (وعلى أفغانستان )بعد عام 2001 ،إذ شهد هذا التحالف تعمقا شديدا وحالة من التنسيق والتحالف السياسي والعسكري أيضا ،أن لم يكن بصفة عامة فقد كان على الأقل في مواجهة حركة طالبان وحكم الرئيس صدام في العراق ،باعتبارهما أعداء مشتركين لكلا الدولتين وهكذا احتلت الولايات المتحدة العراق وأفغانستان وفق تحالف مع إيران كان واضحا في دفع إيران للمتعاونين معها لتشكيل مظلة سياسية لشرعنة الاحتلال .<BR><font color="#0000FF">وفى المرحلة الرابعة</font> الراهنة ،بدا الخلاف والفراق الأمريكي الإيراني حول المصالح في البلدين المحتلين أمريكيا -وإيرانيا في واقع الحال -إذ كلا البلدين المحتلين حاول إنفاذ مصالحه على حساب الآخر .في أفغانستان فان إيران ووسط حديثها عن الاعتراف بدور إقليمي لها باتت تطلب أن يكون لها ومن يوالونها هناك حصة في الحكم.وفى العراق تحاول إيران بسط سيطرتها على مقدرات العراق كله أو على الأقل على مواقع النفط في الجنوب .هنا حدث الخلاف ،لكن كلا الطرفين ظل حريصا -على مستوى الممارسة العملية -على إبقاء الصراع محدودا في موضوعاته وفى طرق ممارسته ،حيث الولايات المتحدة كانت تنظر للدور الإيراني على اعتباره حاجزا بين روسيا ومنطقة الخليج ،كما هي نظرت إليها كقطب مساهم في إنقاذ خطتها بصفة عامة ،لكن تطورات جديدة حدثت بالفعل ،إذ إيران تحولت من قطب جاذب لقطاعات مذهبية في الدول العربية –بما يحقق الخطة الأمريكية – إلى قطب جاذب لمجموعات سكانية مذهبية في بعض دول الخليج والشام ومفكك للدول الراهنة في المنطقة ومجمع لحساب مصالحها وإستراتيجيتها هي الهادفة إلى تشكيل كتلة شيعية سكانية ضخمة في المنطقة وعلى حساب الإستراتيجية الأمريكية ذاتها ،كما أن إيران باتت في تحالف استراتيجي مع روسيا مشكلة خطا ممتدا بين روسيا والخليج العربي وباتجاه سوريا وباتجاه الهند وباكستان ،إضافة إلى ضغطه وإحاطته بمنطقة آسيا الصغرى .فتصاعد العداء وأصبحت الحرب احد الأدوات المحتملة لحله.<BR><font color="#ff0000">لم الحرب؟</font><BR>بدا خلاف المصالح إذن .لكن خلاف المصالح ليس محتوما له أن يحل بالحروب ،حيث كل دول العالم تعيش وتتعايش مع بعضها البعض وهى في حالة خلاف على المصالح .ومن ثم فالسؤال الجوهرى هو ما هو حجم الاختلاف على المصالح الذي يصل بالامور إلى درجة أن تحل هذه الاختلافات بالحرب ؟<BR>وإذا راجعنا الاختلافات الأمريكية الإيرانية نجد أن الخلاف الراهن هو حول الدور الإقليمي لإيران ،وحول تمتع إيران بدرجة قوة عسكرية واقتصادية تجعلها قادرة على تحقيق نفوذ إقليمي لها، وبمعنى أدق أن الولايات المتحدة تتصارع هي وإيران على النفوذ في المنطقة العربية والإسلامية ،إذ الولايات المتحدة لم تبد فعليا أي اعتراض جدي على الأوضاع الداخلية في إيران ولا على نظامها السياسي ،ونقول جديا لان الولايات المتحدة ركزت جهدها على العراق وأفغانستان لا على إيران وبالتحالف مع إيران بالدرجة الأولى .وبمعنى مكمل ،فان الولايات المتحدة وجدت في إيران حليف في مرحلة سابقة وأنها تريد الآن أن تفقد إيران ما كسبته خلال مرحلة التحالف معها سواء ما كسبته من خلال التحالف في حد ذاته أو من خلال استثمار وقت الحالف في البناء الذاتي للقوة العسكرية الداخلية أو التمدد في المحيط الجغرافي .<BR>ومرة أخرى هل لا يوجد من طريق آخر خلاف الحرب للوصول إلى اتفاق علينا –خاصة وأننا نحن العرب ساكتون صامدون وفى الأغلب بلا قدرة أو بالدقة بلا رغبة في الدفاع عن أنفسنا-يجرى من خلاله تقسيم المصالح ؟<BR>فى الأغلب إيران ترغب ،وفى الغالب أيضا أمريكا ترفض ،لكن ذلك لا يعنى أن الحرب ستشتعل غدا وان كانت احتمالاتها أضحت حقيقية.<BR> إيران ترغب على اعتبار أنها ترى أن أي توافق مع الولايات المتحدة يمنحها مزيدا من الوقت لتدعيم قوتها الذاتية عسكريا واقتصاديا ،كما هو يمنحها الفرص المطلوبة لتطوير برنامجها النووي وكذا توسيع نطاق نفوذها في المحيط العربي والآسيوي، خاصة وقد شرعت إيران في تطوير علاقاتها مع الهند وباكستان عبر خط الغاز الذي سيصل إلى الهند عبر باكستان ،وكذا بحكم أن إيران قد نجحت في مد نفوذها في المحيط العربي عبر آليات وقوى متعددة .<BR>وأمريكا ترفض لان النفوذ الإيراني بات يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة ،كما النفوذ الإيراني والقدرة الإيرانية باتت على تماس كبير مع قوة الاتحاد الأوروبي ،حيث العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران قد انتهت إلى صالح أوروبا ومصلحتها إذ ارتفع التبادل التجاري بين إيران وأوروبا إلى نحو 15 مليار يورو خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2006 .كما الولايات المتحدة ترفض لان إيران أصبحت في تماس مع القوى الصاعدة في آسيا جميعها سواء مع الصين أو روسيا أو حتى كوريا .<BR>الولايات المتحدة ترفض لخوفها من تحالف إيراني روسي يمتد عبر أهم كتلة جغرافية وسكانية في العالم المعاصر ،إذ روسيا وإيران خط عازل وواصل بين الشرق والصين وكوريا ،وبين الهند وباكستان ومنطقة بحر قزوين ،في مرحلة وضعت فيها الولايات المتحدة ثقلها للضغط لإنفاذ مصالحها في تلك المنطقة من العالم ،وباعتبار أن هذا الخط امتد إلى باكستان والهند ،فان الولايات المتحدة تكون قد خرجت من آسيا الوسطى ومن شبه القارة الهندية إلى الأطراف أو بالدقة إلى المحيطات فقط ،لان هذا الخط إنما يدفع إلى حالة تضاغط مع الوجود الأمريكي في آسيا كلها .<BR><font color="#ff0000">أوروبا وروسيا: سيناريو العراق مجددا </font><BR>فى الوضع الراهن تجد أوروبا نفسها في نفس الحالة التي عاشت فيها خلال تجربة العراق .كانت أوروبا قد انتهزت فرصة الحصار على العراق لتنمية مصالحها في العراق على حساب المصالح الأمريكية وفى ذلك هي تضامنت مع روسيا والصين ،ملبية ومستثمرة رغبة القيادة العراقية التي استهدفت خططها تفكيك التحالف الغربي وفق لغة المصالح.لكن الولايات المتحدة تمكنت في نهاية المطاف من احتلال العراق ضاربة عرض الحائط بالرفض الأوروبي والروسي والصيني وغير مراعية للمصالح الاستعمارية للدول الأخرى فكانت المواقف المضادة للاحتلال والغزو .والحال الآن أن أوروبا وروسيا والصين تجد نفسها مجددا في نفس الموقف وان بصورة أفضل في احتمالات النتائج .في قضية إيران فان إيران ليست العراق من زاوية السكان والمصالح أو من زاوية قوة النظام في داخل المجتمع أو على صعيد القدرات العسكرية ،بل يمكن القول أن أوروبا والصين وروسيا ربما تراهن على نجاح إيران ففي ذلك تحقيقا لمصالحها هي في المنطقة .ومن قراءة التصريحات الأوروبية يتضح أن بعض دول أوروبا باتت تؤيد إيران ،إلى درجة الموافقة على امتلاكها قنابل نووية (تصريحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك ).كما من خلال قراءة فحوى التصريحات الروسية –الرئيس بوتن خاصة-نجد أن روسيا تصعد لهجتها ضد الخطة الأمريكية لحصار إيران ،بل هي دخلت المنافسة مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من خلال إيران وبعض دول الخليج أيضا ،وكذا هي باتت تطرح نفسها كمناوئ للولايات المتحدة وبديل لها على صعيد إمداد الدول بالمفاعلات النووية ..الخ.<BR>ولهذه الأسباب تتشدد إيران ،بما قد يدفع نحو الحرب!<BR><font color="#ff0000">هل تغامر أمريكا</font><BR>حتى الآن ما تزال المؤشرات العامة لا ترجح أن الولايات المتحدة قد اعتمدت خطة الحرب فقط في حسم المشكلة مع إيران.العراق مؤشر على حجم الاختلاف والتوافق ،وطبيعة الخسائر العسكرية الأمريكية المحتملة واحتمالات توسع العمل العسكري الأمريكي إلى حرب شاملة في المنطقة والمواقف الأوروبية والروسية والصينية بل حتى والهندية والباكستانية جميعها تشير إلى أن الاحتمالات لم تتطور بعد إلى قرار أمريكي وأن ما نراه ما يزال حالة تفاوضية وان كانت على وقع التهديد .لكننا نرى في المقابل أن ثمة إشارات أخرى على احتمال القيام بعمل عسكري يجرى تحضير مسرح العمليات له ضد إيران وسط ارتباك أمريكي واضح ،إلى درجة الاضطراب .<BR>هناك تخزين لنفط الطائرات يجرى في بلغاريا للتغلب على الرفض الأوروبي لعملية القصف انطلاقا من الأراضي الأوروبية ،كما حاملات الطائرات الأمريكية وصلت إلى مياه الخليج العربي لإحكام السيطرة وتشديد الرقابة وكذا يمكن فهم التدفق للقوات الأمريكية في العراق على انه جانب من عملية سد لثغرات الضعف التي تواجهها الولايات المتحدة على الأرض العراقية مواجهة احتمالات الصراع مع إيران،وكذا فإننا على الطرف المقابل نلحظ أن إيران قد صعدت من لهجتها إلى حد غير مسبوق ،خاصة حينما قال خامنئى إن إيران ستضرب المصالح الأمريكية في الخارج (وهى إشارة إلى توسع العمليات باتجاه المنطقة والعالم ).<BR>وخلاصة القول ،أن ثمة تغييرات فعلية على أسس الخلاف الإيراني الأمريكي،بما يدفع للحرب كاحتمال ممكن حدوثه ،إذ أصبحت قضية الولايات المتحدة في هذا الصراع ابعد من إيران ومن قدرتها ،إذ ما يجرى في آسيا هو أمر يؤثر على المستوى الاستراتيجي دوليا ،بما يدفع إلى "جنون" اللحظة الأخيرة أمريكيا .وفى ذلك فإن الأمة مطالبة بتدبر أوضاعها واختيار أنماط سلوكها الاستراتيجي حتى لا تخرج من هذه المعركة –أيا كانت تقلباتها-وهى الطرف الأكثر خسارة .<BR><br>