الإستراتيجية الأمريكية ومتكآتها الفكرية
25 ذو الحجه 1427

الحمد لله رب العالمين القائل في تنزيله المجيد : <font color="#ff0000"> ( والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ) </font>، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والحبيب المجتبى نبينا محمد وعلى آله وصحابته ومن اصطفى . <BR>أيها العلماء والمشايخ والإخوة في مؤتمر نصرة الشعب العراقي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته <BR>من المعلوم بداهة أن الله تعالى قد أوضح لرسوله صلى الله عليه وسلم وللأمة من بعده مسلك وصفات أعدائنا ، بل بين بجلاء مراتبهم في العداء : <font color="#ff0000"> (لتجدن أشد الناس عداوة للدين آمنوا اليهود والدين أشركوا) </font> وصدق الله تعالى إد يقول : <font color="#ff0000"> ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ) </font><BR>إننا لا يمكن أن نتحدث عن استراتيجية أمريكا دون الالتفات إلى الدور اليهودي هذا ليس في العراق وحده وإنما في كل ملفات استراتيجية أمريكا التي تخص بلداننا نحن المسلمين .<BR>لقد أكد تقرير أمريكي على أن أجهزة الاستخبارات الخارجية الصهيونية " الموساد" قتلت – بمساعدة من القوات الأمريكية في العراق - 350 عالمًا عراقيًا وأكثر من 200 أستاذ جامعي في مختلف المجالات العلمية.<BR>وأوضح التقرير الذي أعدته وزارة الخارجية الأمريكية للرئيس الأمريكي "جورج بوش"، أن وحدات الموساد وكوماندوز "الإسرائيليين" ينشطون في الأراضي العراقية منذ أكثر من عام ونصف.<BR>وأضاف التقرير إن هذه الوحدات متخصصة في تصفية العلماء العراقيين بعد أن فشلت القوات الأمريكية في جذبهم للعمل مع الولايات المتحدة منذ بداية الاحتلال الأمريكي في العراق.<BR>وتم اتخاذ القرار: تكليف وحدات من الكوماندوز الصهيونية بهذه المهمة بمساندة من القوات الأمريكية، وكانت النتيجة هي اغتيال 350 عالمًا و200 أستاذ جامعي في الشوارع العراقية بعيدًا عن منازلهم.<BR>وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام كانت تظهر الشخص المستهدف على أنه ضحية في عمليات "إرهابية"<BR><font color="#0000FF">ذلكم التقرير وغيره يؤكد لنا الوجود اليهودي في هده الحرب </font><BR><BR><BR>المتكآت الفكرية <BR><font color="#0000FF">أولا : برنارد لويس (بطريرك الإستشراق) </font><BR>الدي ينتمي إلى نخبة من المفكرين والباحثين التاريخيين وقادة الفكر الإستراتيجي في الولايات المتحدة، أمثال صاموئيل هانتنغتون (Samuel Huntington)، صاحب نظرية "صراع الحضارات" التي استقاها من مقالة للويس بعنوان "عودة الإسلام"، وفرانسيس فوكوياما (Francis Fukuyama)، القائل بـ"نهاية التاريخ"، الذين تبنّت أفكارهم ونظرياتهم الداعية، في جلّها، إلى تكريس النظرة الأحادية إلى العالم من بوابة الإمبراطورية الأميركية المنتصرة، مجموعة من صناع القرار في واشنطن، من المحافظين الجدد، وروّجت لها مؤسسات الأبحاث السياسية والإستراتيجية، وصارت كتبهم على قائمة المبيعات الأكثر رواجاً وتغطية على الصعيد الإعلامي.<BR><BR>ولد برنارد لويس في لندن عام 1916، وهو مستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية. <BR><BR>تخرج من جامعة لندن سنة 1936، ودرس في باريس، وتتلمذ على كل من ماسينيون الذي كان يعنى عناية خاصة بتاريخ الفرق الإسلامية وبالتصوف. وعلى هاملتون جب الذي نال على يديه الدكتوراه عن اطروحته في تاريخ الإسماعيلية. <BR><BR>عمل برنارد في جامعة لندن مدرساً في قسم التاريخ ـ مدرسة الدراسات الشرقية الإفريقية ـ حتى ترأس هذا القسم في أول أكتوبر 1957، وظل رئيساً له مدة خمسة عشر عاماً. ثم انتقل إلى قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون بولاية نيوجرسي الأمريكية سنة 1973، بالإضافة إلى عضويته الدائمة في معهد برنستون للدراسات المتقدمة. حصل برنارد على الجنسية الأمريكية سنة 1982، وهو الآن أستاذ متقاعد، ومازال يحتفظ بمكانته العلمية في الجامعة. <BR><BR>وظف برنارد علمه وإمكاناته وذكاءه لخدمة قضيته (المشروع الصهيوني) بأبعاده السياسية والثقافية، فتقاطع مع المشروعين الغربي الأوربي في مرحلة ومع المشروع الأمريكي في مراحل.<BR>أهم الأفكار التي أطلقها لويس حيال العرب والمسلمين على مدى أكثر من نصف قرن، ثم ما لبثت أن تحولت اليوم إلى ما يشبه المتكآت النظرية لاستراتيجيات الأمن التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية في العالمين العربي والإسلامي. <BR> <BR>كتب برنارد لويس كثيراً. وتداخل في تاريخ الإسلام والمسلمين، حتى اعتبر مرجعاً فيه، فكتب عن الحشاشين وعن أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرامطة وكتب في التاريخ الحديث كتابات ليست في مستوى البحوث التي قدمها في الكتابات التاريخية، ذلك أن النزعة الصهيونية التي يصرح بها هو ويؤكدها سيطرت على كتاباته في التاريخ الحديث، فظهرت أقرب إلى الكتابات الإعلامية منها إلى الكتابات العلمية المنهجية. وكتب عن الإسلام والغرب، وعن صدام الحضارات تأسيساً لما كتبه زميله (صموئيل هتنقتون)، وكان العنوان الفرعي لهذا الكتاب (المسيحيون والمسلمون واليهود في عصر الاكتشافات)، وكتب عن الشرق الأوسط: ألفا سنة من التاريخ من فجر المسيحية حتى يومنا هذا، وكتب عن الساميين وغير الساميين). عن (مركز المدينة المنورة لدراسات الاستشراق). <BR><font color="#ff0000">ومن أشهر مؤلفات برنارد لويس: </font><BR>ـ العرب في التاريخ ـ الغرب والشرق الأوسط ـ العرق واللون في الإسلام ـ ظهور تركية الحديثة ـ استانبول وحضارة الإمبراطورية العثمانية ـ الحشاشون فرقة ثورية في الإسلام ـ يهود الإسلام ـ لغة السياسة في الإسلام (قدم مركزنا دراسة عنه) ـ أين مكمن الخطأ ـ وأخيراً (أزمة الإسلام) أو (حرب مقدسة وإرهاب غير مقدس).<BR><BR>سنة 1949 تم إستدعاء لويس من قبل السلطات التركية للإطلاع على أرشيف المخطوطات العثمانية في إستنبول، التي فتحت للباحثين والمؤرخين الغربيين مما شكل فرصة نادرة لهمللإطلاع والكشف عن خصائص المجتمع الإسلامي في العصر الوسيط. ومنذ منتصف ستينات القرن الماضي، خصص لويس معظم كتاباته <BR>لتحليل مكونات وتراكيب ما أسماه "بالشرق الأوسط المعاصر" وفهمها متسلحا بما توفر لديه من مواد تاريخية ووثائق الأرشيف العثماني في إستنبول. ضمن هذا السياق جاءت مخطوطته "الشرق الأوسط والغرب" التي نشرت أول مرة سنة 1964، وتمت مراجعتها كي تنشر بعد مرور ثلاثين سنة مرة أخرى، سنة 1994، تحت عنوان" تشكيل الشرق الأوسط". وبعد ذلك بثلاث سنوات، أي سنة 1967، نشرت مخطوطته"الحشاشون"، تناول فيها نشأتهم الفكرية وكيف تمكنوا من تأسيس دولة خاصة بهم إمتدت من إيران شرقا حتى منطقة الساحل السوري غربا. والتي إستمرت منذ القرن الحادي عشر حتى القرن الثاني عشر ميلادي وكيف تم القضاء على دولتهم تلك على أيدي قوات هولاكو حين غزت المنطقة، وفي 1984، تبعه كتاب "اليهود في الإسلام"، وفي 1986 أصدر كتابه"الساميون والمعادون للسامية"، ثم تبعه سنة 1988،<BR>كتاب "اللغة السياسية في الإسلام"وكتاب "الإسلام والغرب" ، وفي سنة 1995 صدر كتابه "الشرق الأوسط"، هذا بالإضافة طبعا إلى كتابيه الأخيرين الأكثر شهرة -بسبب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001- وهما "أين الخلل؟" صدر مباشرة إثر هجمات 11 سبتمبر، و"أزمة الإسلام" صدر سنة 2003. وأخيرا "من بابل إلى دراغومانز" .<BR><BR>وحقيقة لم يسبق أن أقدم أي مستشرق أو مؤرخ أو مفكر أن ينزل من برج الدراسات والبحوث ويغمس أصابعه الأكاديمية في أوحال السياسة وطيونها بالشكل الذي أقدم عليه المستشرق برنارد لويس. خاصة إذا تعلقت هذه <BR>السياسة بمواقف وطريقة تعامل قوة كونية جبارة بحجم الولايات المتحدة الأميركية مع ما جرى ويجري من أحداث ووقائع في أعقد وأخطر منطقة في عالم اليوم- منطقة الشرق الأوسط هذا الحجم الهائل من الكتب والمقالات والدراسات التي أنتجها برنارد لويس على مدار الستين سنة الأخيرة، بشكل جعل كتاباته وكأنها مراجع لمن يود"الإطلاع" على أمر ما متعلق بالمسلمين أو بالعرب. <BR><BR>نشرت صحيفة "وال ستريت جورنال" المحافظة تحقيقا حول الدور السياسي، بل الأدوار،التي لعبها برنارد لويس. حول هذا الموضوع كتب بيتر والدمان، صاحب التحقيق المشار إليه فقال: "سمها نظرية(برنارد) لويس، رغم أنه لم تتم مناقشتها في الكونغرس، ولم يتم إصدار مرسوم رئاسي بشأنها. إلا أن تشخيصات لويس لأمراض العالم الإسلامي ودعوته للغزو العسكري الأمريكي لزرع الديمقراطية في الشرق الأوسط، ساهمت في إحداث أكبر تغيير فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية على مدار الخمسين سنة الماضية. ولعل إحتلال العراق يشكل أهم إختبار لهذه النظرية." وللرجل كذلك مواقف أخرى حول كبرى قضايا الشرق الأوسط، أي القضية الفلسطينية تحديدا، حيث نادى منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، بقيام دولتين متجاورتين مطالبا الحكومة الإسرائيلية آنئذ بإختبار رغبة الفلسطينيين في الدخول في مفاوضات حول هذا الأمر. إلا أنه كتب في نفس تلك الفترة مقالة مطولة شارحا فيها، حسب رأية، إنعدام وإنتفاء أي حق تاريخي للفلسطينيين على أرضهم بإعتبار أن "فلسطين كدولة لم توجد على الإطلاق قبل الحكم البريطاني لها سنة 1918"، وهي كفكرة، نالت إعجاب الكثير من السياسيين إلى درجة أن غولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل حينها، وبعد أن طالبت جميع أعضاء حكومتها بقراءة تلك المقالة، طلبت الإجتماع ببرنارد لويس. في ذلك اللقاء الشهير بينهما، إستمعت رئيسة الوزراء إلى آرائه بإعجاب حول القضية الفلسطينية التي لم يتردد في شرحها بإسهاب على حد تعبير أمنون كوهين، الدكتور المحاضر في الجامعة العبرية في القدس.<BR><BR> في كتاب صدر له حديثا يحمل عنوان " عن التقارب الحضاري الإسلامي-المسيحي"، يتحدث المستشرق الدكتور ريتشارد بوليت، دكتور محاضر في مادة التاريخ بجامعة كولومبيا، عن برنارد لويس فيقول:"...هذا رجل لا يحب أولئك من يدعي أنهم (العرب) ضمن مجال إختصاصه، فهو لا يحترمهم، ويعتبرهم جيدين وذوي قيمة فقط حينما يبدون قابلية لتتبع الغرب..." <BR><BR><font color="#0000FF">ثانيا : زينو باران وتجديد أفكار برنارد لويس</font><BR><BR>الباحثة زينو باران باحثة من أصل تركي حصلت على الدكتوراه عام 1996من معهد نيكسون وهي تعمل في موقع مركز نيكسون ((www.nixoncenter.org) التي ما فتئت تنادي بحرب الأفكار، وهي من أوائل من صرخت بذلك. وركزت في أبحاثها على الإسلام السياسي المنادي بعودة الخلافة، وتعتبره تهديدا جوهريا بعد أن "استطاع أن يضرب برجي الفكر الغربي -الرأسمالية والديمقراطية- مثلما استطاعت القاعدة أن تضرب برجي الإقتصاد في نيويورك" كما تطرح (وأنظر مثلا مقالها بعنوان مباشر: القتال في حرب الأفكار - Fighting the War of Ideas- في مجلة الشؤون الخارجية (Foreign Affairs . November / December 2005).<BR><font color="#0000FF">ثالثا : فكرة التقسيم والرؤية الصهيونية : </font><BR>التصور للشرق الأوسط ينطلق من تصور أن التاريخ متوقف تماما بهذه المنطقة، وأن الشعب العربي سيظل مجرد أداة بيد معظم حكامه الذين ينصاعون انصياعا أعمى للولايات المتحدة<BR>" <BR>هذا هو الإطار الذي يتحرك داخله رالف بيترز، وهو ضابط متقاعد يحمل رتبة مقدم، وضع مخططاً لإعادة تقسيم الشرق الأوسط (في مقال نشر بمجلة القوات المسلحة الأميركية في عدد يونيو/ حزيران 2006، نقلا عن مقال لبيان الحوت "الشرق الأوسط الجديد مشروع أميركي محكوم بالفشل" 9/8/2006). ولا تعود أهمية المقال إلى عمقه أو إمكانية تحققه، وإنما إلى أنه يبين ما الذي يدور في خلد دعاة الشرق الأوسط الجديد، خاصة وأن الذي كتبه شخص مسؤول كان يعمل بالاستخبارات العسكرية الأميركية. <BR><BR>ينطلق بيترز مما يسميه الظلم الفادح الذي لحق بالأقليات حين تم تقسيم الشرق الأوسط أوائل القرن العشرين (يقصد اتفاقية سايكس بيكو) مشيرا إلى هذه الأقليات "بأنها الجماعات أو الشعوب التي خدعت حين تم التقسيم الأول" ويذكر أهمها: الأكراد، والشيعة العرب. <BR><BR>كما يشير إلى مسيحيي الشرق الأوسط، والبهائيين والإسماعيليين والنقشبنديين. ويرى بيترز أن ثمة كراهية شديدة بين الجماعات الدينية والإثنية بالمنطقة تجاه بعضها البعض، وأنه لذلك يجب أن يعاد تقسيم الشرق الأوسط انطلاقا من تركيبته السكانية غير المتجانسة القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات والأقليات، حتى يعود السلام إليه. (والنموذج الكامن هناك هو الدولة الصهيونية القائمة على الدين والقومية وامتزاجهما).<BR><BR>ثم يقدم بيترز خريطته للشرق الأوسط الجديد فيتحدث عن تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء، دولة كردية بالشمال، ودولة شيعية بالجنوب، ودولة سُنية بالوسط ستختار الانضمام إلى سوريا مع مرور الزمن.<BR><BR>ويصف المقدم المتقاعد السعودية بأنها دولة غير طبيعية، ويقترح أن يقتطع منها كل من مكة والمدينة المنورة حتى تنشأ فيها "دولة إسلامية مقدسة" على رأسها مجلس يترأسه بالتناوب أحد ممثلي الحركات والمدارس الإسلامية الرئيسية، أي أن يكون المجلس نوعا من "فاتيكان إسلامي أعلى". <BR><BR>كما يقترح إضافة الأرض المقتطعة من شمالي السعودية إلى الأردن، وأن تقتطع أرض من جنوبي البلاد كي تضاف إلى اليمن، وأما شرقي البلاد فلن تسلم أيضا من المقص، إذ تقتطع منها حقول النفط لمصلحة دولة شيعية عربية. <BR><BR>أما المملكة الأردنية الهاشمية فستحتفظ بأراضيها وتضاف إليها أرض من شمالي السعودية، كما سيرتبط "مستقبل الضفة الغربية بها".<BR><BR>أما الإمارات فيطلق السيد بيترز عليها اسم "الدولة المدينية" (تشبها بالمدن اليونانية قديما) وقد يُدمج بعضها مع الدولة العربية الشيعية التي تلتف حول الخليج الفارسي، وستصبح قوة توازُن مقابل الدولة الفارسية لا حليفا لها. <BR><BR>"<BR>بيترز في مخططه للشرق الأوسط: سيستمر جنودنا، رجالا ونساء، في الحرب من أجل الأمن والسلام ضد الإرهاب، من أجل فرصة نشر الديمقراطية، ومن أجل حرية الوصول إلى منابع النفط بمنطقة مقدر لها أن تحارب نفسها<BR>" <BR>أما دبي، فيتكرم عليها بالسماح كي تبقى مسرحا للأغنياء الفاسقين (كما ورد) وأما عُمان والكويت، فتحتفظ كل منهما بأراضيها. ويفترض أن إيران، وفقا لهذا المشروع الجهنمي، ستفقد الكثير من أراضيها لصالح أذربيجان الموحدة، وكردستان الحرة، والدولة الشيعية العربية، وبلوشستان الحرة، لكنها تكسب أراضي من أفغانستان حول هيرات. ويطرح رالف بيترز تصوره بأن إيران سوف تصبح في النهاية بلدا إثنيا فارسيا من جديد.<BR><BR>ينتهي السيد بيترز إلى أن تعديل الحدود بناء على رغبات الناس قد يكون مستحيلا، لكنه من الممكن أن تنشأ حدود جديدة مع الزمن. فتعديل حدود الشرق الأوسط الأكبر، بناء على روابط الدم الطبيعية والعقيدة الدينية، ضرورة ملحة لحقن الدماء!! ومن هنا مسؤولية الولايات المتحدة وحلفائها! <BR><BR>ويختتم الرجل مخططه بقوله "سيستمر جنودنا، رجالا ونساء، في الحرب من أجل الأمن والسلام ضد الإرهاب، من أجل فرصة نشر الديمقراطية، ومن أجل حرية الوصول إلى منابع النفط بمنطقة مقدر لها أن تحارب نفسها".<BR><BR>وهذا التصور للشرق الأوسط الجديد لصيق للغاية بالرؤية الصهيونية منذ بدايتها، فقبل إنشاء الدولة الصهيونية بعدة أعوام قال بن جوريون "إن عقب أخيل (أي نقطة الضعف) في الائتلاف العربي هى سيادة المسلمين في لبنان فهى سيادة زائفة، يمكن بسهولة قهرها". <BR><BR>وبدلاً من ذلك ستقوم دولة مسيحية تكون حدودها الجنوبية على نهر الليطاني، وستكون الدولة الصهيونية على استعداد لتوقيع معاهدة مع هذه الدولة. "وبعد أن نكسر الفيلق العربي ونضرب عمان بالقنابل، سوف يكون بإمكاننا إزالة دولة الأردن، وبعد ذلك سوف تسقط سوريا، وإذا اجترأت مصر على محاربتنا فسوف نقصف بورسعيد والإسكندرية والقاهرة، وهكذا ننهي الحرب ونقضي قضاء مبرماً على مصر، وآشور بالنيابة عن أسلافنا". <BR><BR><font color="#0000FF">وبخور أيضا : </font><BR>قد قام عبقري آخر وهو جاي بخور (في يديعوت أحرونوت يوم 27/7/2006) بتقديم خطته لإعادة صياغة الشرق الأوسط. والخطة لا تعدو أن تكون شكلا من أشكال الأحلام المتورمة، ولكنها مع هذا تعطينا فكرة عما يدور في خلد الولايات المتحدة وإسرائيل. <BR><BR>يبدأ المقال بالقول إنه يجب عدم العودة للشرق الأوسط القديم الذي يصفه الكاتب بأنه "توجد فيه دولة ذات نظام مجنون تتسلح بسلاح ذري وتسلح رفيقاتها (وهذا بطبيعة الحال لا يعني إسرائيل) والعراق غارق في حرب أهلية، ومنظمات راديكالية تسيطر علي حكومات ونظم حكم، وهذه بدورها تمنح جماعات مخربين مسلحة دعماً قوياً وعلاقة متسامحة. <BR><BR>ثم يستأنف العبقري الحديث قائلا: ثمة حاجة إلى تغيير جوهري، فلم تنجح هذه الدول في منح مواطنيها حياة ثقافية كاملة، ومعظم شعوبها فقيرة، وهي دول تتسم كلها بالطغيان ولا تُنطق كلمة الديمقراطية ولو في دولة واحدة، وإذا ما تمت محاولة ديمقراطية في بعضها، فإن النتيجة تكون تولي نظم إرهابية إسلامية أو فوضى". (ولنلاحظ التناقض الذي يقع فيه هذا العبقري، فهو يرفض الطغيان العربي، ولكنه يجد أن الديمقراطية تؤدي إلى الإرهاب الإسلامي). <BR><BR>ولعلاج هذا الوضع يقترح جاي بخور "أن يُقسم العراق إلى ثلاث دول، بحسب مقياس طائفي: سُنية في الوسط والغرب، وشيعية في الجنوب، وكردية في الشمال، كما يجب إنهاء نظام سوريا وإعادة الأكثرية السُنية إلى الحكم. <BR><BR>وعلي الأردن أن يتحمل المسؤولية عن الضفة الغربية، وبهذا ينشأ كيان فلسطيني واحد فينتشر الفلسطينيون إلى الشرق (بعيدا عن إسرائيل بطبيعة الحال) لا إلى الغرب في اتجاه الدولة الصهيونية والمطالبة بحق العودة. <BR><BR>أما مصر فستصبح مسؤولة عن قطاع غزة، وهو شيء –حسب تصوره- أصبح يحدث في الواقع أكثر فأكثر. ويجب إعاقة إيران بواسطة نظام عقوبات شامل، ويجب أن يقوم في لبنان نظام دولي جنوب الدولة وشرقها، لمنع عودة الأصولية الشيعية أو غيرها. <BR><BR>وماذا عن شعوب المنطقة؟ هل هي مستعدة لتقسيم جديد (سماه المفكر الإستراتيجي العربي منير شفيق سايكس بيكو الثاني: تقسيم ما هو مقسم وتجزئة ما هو مجزء)؟ يري هذا العبقري الجهبذ أن الشعوب سترحب أيما ترحيب بهذا، بينما سيعارضه الحكام وحدهم.<BR><BR>"فسكان العراق يشتاقون إلى الاستقرار، ومن المؤكد أن الأكثرية السُنية في سوريا تطمح إلى إنهاء سلطة القلة العلوية، وفي الأردن 80% في الأصل من السكان فلسطينيون، والملك متزوج بفلسطينية، وأبناؤه نصف فلسطينيين. <BR><BR>"<BR>مخطط بخور وكل المخططات الأخرى المماثلة نابعة من غطرسة القوة، حين يتصور إنسان أنه يمكنه أن يفعل ما يشاء طالما أن موازين القوى في صالحه، وطالما أن استعداداته العسكرية تفوق استعدادات الخصم، وطالما أن التاريخ قد توقف<BR>" <BR>وسيفرح سكان الضفة الغربية أيضاً بإنشاء دولة فلسطينية كبيرة. وفيما يتعلق بمصر، من المعقول أنها تدرك اليوم أن غزة الفائرة تعني سيناء الخطرة، وتهديد السياحة والاستقرار السياسي والاجتماعي كله. <BR><BR>ثم يختم جاي بخور حديثه بالقول إنه إزاء تفشي الراديكالية الخطرة للتدين المتشدد الإسلامي، يجب على العالم الغربي أن يستيقظ وأن يفهم أن الحديث ليس عن الشرق الأوسط أو إسرائيل فقط، بل عن جوهر وجوده.<BR><BR>إن مخطط بخور وكل المخططات الأخرى المماثلة نابعة من غطرسة القوة، حين يتصور إنسان أنه يمكنه أن يفعل ما يشاء طالما أن موازين القوى في صالحه، وطالما أن استعداداته العسكرية تفوق استعدادات الخصم، وطالما أن التاريخ قد توقف. <BR><BR>فالانتخابات العراقية الأخيرة يمكن حسب لويس أن يكون لها تأثير في المنطقة لا يقل عن تأثير حملة نابليون التي أدخلت العرب للحداثة.<BR>ويخلص لويس إلى القول ان الحرب العالمية الثانية فسحت المجال أمام تحول دول المحور المهزومة إلى الديمقراطية التعددية، في حين أدت نهاية الحرب الباردة إلى تمدد الديمقراطية إلى الجمهوريات الدائرة سابقا في الملك السوفياتي، وبقدر من الحزم والصبر يمكن للولايات المتحدة بعد انتصارها في العراق أن تدخل الحرية والديمقراطية إلى الشرق الأوسط.<BR><BR><font color="#0000FF">تقرير مركز "راند":</font><BR> لا بدّ من تذكير الباحثين والقرّاء بالعودة إلى تقرير مركز "راند" الدي صدر في شباط 2004 ويعد بمثابة استراتيجية أمريكية للتعامل مع المسلمين وهو على درجة عالية من الأهمية وفيه الكثير من الإجابات عن خفايا التوجهات الأمريكية تجاه المسلمين والتقرير بعنوان: "الإسلام المدني الديمقراطي: الشركاء والموارد والاستراتيجيات".<BR>ويرى التقرير أنّه لا يمكن إحداث الإصلاح المطلوب من دون فهم طبيعة الإسلام في المنطقة الذي يقف سدا منيعا أمام محاولات التغيير، وأنّ الحل يكمن في النظر إلى المسلمين عبر أربع فئات هي : مسلمين أصوليين، مسلمين تقليديين، مسلمين حداثيين، مسلمين علمانيين.<BR><BR>- فيما يتعلّق بالأصوليين: تقول "راند" يجب محاربتهم واستئصالهم والقضاء عليهم وأفضلهم هو ميّتهم؛ لأنّهم يعادون الديمقراطية والغرب ويتمسكون بما يسمى الجهاد وبالتفسير الدقيق للقرآن، وأنهم يريدون أن يعيدوا الخلافة الإسلامية، ويجب الحذر منهم؛ لأنّهم لا يعارضون استخدام الوسائل الحديثة والعلم في تحقيق أهدافهم وهم قويوا الحجّة والمجادلة.<BR><BR>ويدخل في هذا الباب السلفيون السنة واتباع تنظيم القاعدة والموالين لهم والمتعاطفين معهم و"الوّهابيون" كما يقول التقرير والغريب إنّهم أدرجوا أيضا حزب التحرير الإسلامي فقط ؛ لأنّه كما يقولون يسعى لإقامة الخلافة السلامية من جديد !!على الرغم من أنّه لم نرى أعمال عنف ارتكبها وعلى الرغم من أنّه يكاد يكون الفصيل الوحيد الذي يمتلك منهاجا سياسيا واضحا ودستورا قائما على الإسلام "رغم مآخذ الكثيرين عليه". <BR><BR>- فيما يتعلق بالتقليديين: تقول "راند": يجب عدم إتاحة أي فرصة لهم للتحالف مع الأصوليين ويجب دعمهم وتثقيفهم ليشككوا بمبادئ الأصوليين وليصلوا إلى مستواهم في الحجّة والمجادلة وفي هذا الإطار يجب تشجيع الاتجاهات الصوفية وبالتالي الشيعية (يقول ابن خلدون لولا التشيع لما كان التصوف) ويجب دعم ونشر الفتاوى "الحنفية" لتقف في مقابل "الحنبلية" التي ترتكز عليها "الوهابية" وأفكار القاعدة وغيرها مع التشديد على دعم الفئة المنفتحة من هؤلاء التقليديين.<BR><BR>ويدخل في هذا الباب بطبيعة الحال الإخوان المسلمون والصوفية والشيعة ومن يراهم الأمريكيون "المعتدلين الآخرين" الذين يقبلوا الحوار والتقارب على اعتبار أن التقرير يعرّف التقليديين والإسلام التقليدي يتضمن عوامل ديمقراطية ويمكن من خلالها مواجهة وصد "الإسلام الأصولي" ولكنهم لا يمثلون وسيلة ملائمة أو دافع لتحقيق "الإسلام الديمقراطي" على اعتبار أن هذا الدور يجب أن يقع على عاتق الكاهل الإسلاميين العصرانيين (الحداثيين) الذين يعترض طريقهم وفعاليتهم عوائق وقيود كثيرة تحدّ من تأثيرهم. <BR><BR><BR><font color="#ff0000">لذلك يجب أن ندعم التقليديين ضدّ الأصوليين لنظهر لجموع المسلمين والمتدينين والى الشباب والمسلمين في الغرب والى النساء ما يلي عن الأصوليين: </font><BR>1- دحض نظرّيتهم عن الإسلام وعن تفوقه وقدرته.<BR>2- إظهار علاقات واتصالات مشبوهة لهم وغير قانونية.<BR>3- نشر العواقب الوخيمة لأعمال العنف التي يتخذونها.<BR>4- إظهار هشاشة قدرتهم في الحكم وتخلّفهم.<BR>5- تغذية عوامل الفرقة بينهم.<BR>6- دفع الصحفيين للبحث عن جميع المعلومات والوسائل التي تشوه سمعتهم وفسادهم ونفاقهم وسوء أدبهم وقلّة إيمانهم.<BR>7- تجنب إظهار أي بادرة احترام لهم ولأعمالهم أو إظهارهم كأبطال وإنما كجبناء ومخبولين وقتلة ومجرمين كي لا يجتذبوا أحدا للتعاطف معهم..... نكتفي بهذا العرض.<BR><BR><font color="#0000FF">أمريكا وعملية تشكيل الشرق الأوسط الجديد: </font><BR>استراتيجية أمريكا في العالم الإسلامي تعدّدت وتنوّعت على مر السنين لتتلاءم مع التغيرات التي تطرأ على المنطقة بين الحين والآخر، لكنّها في جميع الأحوال والظروف حافظت على عاملين اثنين أساسيين اعتبرتهما كثوابت في جميع هذه الاستراتيجيات، وخطّا أحمر يمس الأمن القومي الأمريكي:<BR>العامل الأول هو: حماية أمن إسرائيل ودعمها بأي ثمن.<BR>العامل الثاني هو: تأمين النفط والمصالح الاستراتيجية الأمريكية الأخرى.<BR><BR>و على العموم فإنّ الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة يمكن تلمّس معالمها من خلال الأدوار التي لعبتها أمريكا في أفغانستان والعراق ومن خلال الأدوار التي تلعبها مؤخرا بمساعدة أوروبا في عدد من الملفات، سواء في سوريا أو لبنان أو فلسطين أو مصر أو الخليج العربي وتركيا، وهذه الاستراتيجية تقوم على ثلاث ركائز أساسيّة، هي:<BR><BR><font color="#ff0000">أولا: </font> دعم الأقليّات في المنطقة وفي كثير من الأحيان على حساب الأغلبية. <BR><font color="#ff0000">ثانيا: </font> تحجيم نفوذ الدول الكبرى تقليديا مثل مصر والسعودية وسوريا والعراق، والحرص ألا تمتد دائرة نفوذهم خارج إطار دولهم، سواء سياسيا أو عسكريا أو حتى اقتصاديا في بعض الأحيان، وذلك لأهداف عديدة سنذكرها في إطار عرض النقطة كما سيأتي لاحقا.<BR><BR><font color="#ff0000">ثالثا: </font> استغلال من تدعوهم أمريكا بالإسلاميين المعتدلين، وذلك لكي تنفّذ ما تصبو إليه تحت شعار الحوار والتقارب والانفتاح على الآخر، الذي تذكّرته فجأة بعد حوالي 60 سنة قضتها في المنطقة وهي تحارب الإسلام والمسلمين ومازالت.<BR><BR><font color="#ff0000">ثانيا: </font> ضمان عدم التحام هذه الأقليات والطوائف والأعراق، وضمان عدم ذوبانها أو على الأقل انسجامها مع الأغلبية في أي بلد من بلدان الشرق الأوسط في أي إطار جامع على الشكل الذي كانت فيه منذ قرون لضمان أنها ستكون بحاجة إلى مساعدة خارجية، وكل ذلك من أجل أن تبقى هذه الأقليات برميل بارود يمكن تفجيره في الوقت الذي تراه القوى الغربية مناسبا وبالتالي أمريكا ستكون جاهزة للتدخل في أي مكان وزمان تراه مناسبا في أي بلد من هذه البلدان إذا رأت أن ذلك لمصلحتها، وبحجّة الحماية بطبيعة الحال. وإن لم يكن ذلك في مصلحتها فلا هي ترى ولا تسمع ولا تتكلم.<BR><BR><font color="#ff0000">ثالثا: </font> أن الهدف أيضا من ورقة الأقليات هو تبرير وجود إسرائيل وتوسيع رقعة المشاكل والنزاعات الإقليمية الداخلية العرقيّة والقوميّة لإشغال العالم العربي والإسلامي وشعوب هذه الدول بالمشاكل الداخلية المستجدّة لديهم والمخاطر التي تتهدّد بلدانهم المعرضّة آنذاك للتفتيت والتقسيم، بمعنى تقسيم المقسّم أصلا وتجزئة المجزأ بعدا حتى تصبح القضيّة الفلسطينيّة في آخر اهتمامات الشارع الإسلامي والدول الإسلامية ، هذا إنْ تذكّرها بعد ذلك أحد، وبالتالي تنعم "إسرائيل" بما هي فيه.<BR><BR><font color="#ff0000">رابعا: </font> الهدف أيضا من نفس الموضوع هو إفساح المجال أمام إسرائيل للدخول والتغلغل في هذه الدول عبر الأقليّات سواء القومية أو الطائفية أو العرقية ولنا في أكراد العراق وشيعته مثال على ذلك، إذ إنّ الدولة المدمّرة أو المفتّتة أو التي يتم إضعافها عبر ورقة الأقليات سيكون من السهل على إسرائيل اختراقها كما حدث أيضا في جنوب السودان.<BR><BR>أن تحجيم النفوذ يؤمن الاستفراد بالدول الواحدة تلو الأخرى دون أن يكون لها أي حليف أو نصير، وبالتالي فإنّ الملف يصبح أسهل والنتائج أضمن والإملاءات والشروط أكبر والتهديدات بالعقوبات والعمليات العسكرية في حال عدم التنفيذ أجدى.<BR><BR><font color="#ff0000">و يمكن ملاحظة ذلك في ثلاث حالات واضحة وصريحة، منها: </font><BR>1- السودان حيث تمّ عزله عن محيطه العربي وترك لوحده في مواجهة أمريكا والقوى الدولية وتمّ عزل مصر عن الملف إلى أن وصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه الآن وبعد فوات الأوان، ونرى التهديدات والعقوبات الأمريكية والأممية واضحة لأي مراقب.<BR><BR>2- العراق وقد تمّ أيضا عزله ومحاصرته وقصفه وتدميره وتحجيم نفوذه إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن من خراب ودمار وانهيار نتيجة عدم تنفيذ الإملاءات والشروط الأمريكية.<BR>الحوار والتقارب مع الإسلاميين من أجل استغلالهم: <BR>فالولايات المتّحدة نريد تغيير المنطقة وتعلم أن القوى الإسلامية هي المسيطرة على الشارع، وبالتالي لا يمكن القيام بأي تغيير يحظى بالمصداقيّة والاستمرارية إلاّ إذا تمّ الحصول على ختم الإسلاميين عليه من أجل شرعنته، وبناءً على ذلك فأمريكا تحاول استغلال من تدعوهم "بالمعتدلين" من أجل تمرير مخطّطاتها.<BR>ومن هذا المنطلق فقد طرحت الإدارة الأمريكية منذ مدّة ليست ببعيدة موضوع الحوار مع الإسلاميين على طاولة البحث والتمحيص وتناولت العديد من مراكز الدراسات والفكر الأمريكية هذا الموضوع وكل من وجهة نظره الخاصّة، فيما لم تقف الإدارة الأمريكية عند هذا الحد بل تعدّته لفتح قنوات اتّصال مباشرة وغير مباشرة مع شرائح من المسلمين.<BR>هذا ولن نستطيع أن نرى من خلال الاستراتيجية الأمريكية التي عرضناها أن المستهدف من الحوار هم المسلمون التقليديون الذين يوصفون بالمعتدلين داخل الإخوان والمتصوفة والشيعة, وأنّ الهدف من هذا الحوار بكل اختصار: استخدام هؤلاء المسلمين لضرب الأصوليين والاستغناء عنهم فيما بعد عند نجاح المهمة لصالح الحداثيين والعلمانيين أو ما يمكن تسميته بالإسلام الليبرالي الأمريكي، وهذا ما من شأنه أن يوسّع خيارات الولايات المتحدة في التعامل مع العالم الإسلامي واللعب على التناقضات دون أن ننسى ابتزازهم لأصدقائهم من الديكتاتوريات العربية بالتلويح بورقة الإسلاميين المعتدلين كبديل لهم لتقديم المزيد من التنازلات و"الانبطاحات".<BR>وقد نجحت تجربة الولايات المتّحدة الأمريكية وحتى الآن في الحوار مع الشيعة، سوءاً من فوق الطاولة أو من تحتها، وذلك واضح في العراق وله ذيول في إيران ولبنان أيضا تتكشّف بين الحين والآخر، أما المتصوفّة فكانت البداية مذهلة معهم في تركيا إلا أنّه يبدو أنهم أدركوا أنّهم لم يكونوا المتصوفة الذين يرجوهم.<BR>وعلى العموم فإنه لا يمكن فهم التصريحات الأمريكية التي نقلت في الآونة الأخيرة من أنّ (وزيرة الخارجية) كونداليزا رايس كشفت عن اقتناع الولايات المتحدة بأهمية التحاور مع الإسلاميين في المنطقة العربية، وأنها لا تخشى من وصول تيارات إسلامية إلى السلطة، وأنّ رايس لم تكن وحدها التي صرحت بهذا، فقد قال ريتشارد هاس (مدير إدارة التخطيط السياسي بالوزارة نفسها): إن الولايات المتحدة لا تخشى وصول تيارات إسلامية إلى السلطة لتحل محل الأنظمة القمعية العربية التي"تتسبب بتكميمها الأفواه في اندلاع أعمال الإرهاب، شريطة أن تصل عن طريق ديمقراطي وأن تتبنى الديمقراطية كوسيلة للحكم.] إلا في إطار الاستراتيجية البرغماتية الأمريكية والتي تتناقض مع ما توصّل إليه البعض من أنّ الحوار مع الإسلاميين يعود إلى:<BR><BR>1- رغبة الأمريكيين في التعرف أكثر على طبيعة هذه الحركات الإسلامية التي ظلت إلى عهد قريب مجهولة بالنسبة لها .<BR>2- حاجة الولايات الماسة إلى تحسين صورتها في العالم الإسلامي بعد موجة الكراهية التي سادت، خاصة بعد الحرب على العراق وأفغانستان. (الجميع يعرف أن هذا النوع من الحوار يهدف إلى تصديع الصف الداخلي كما بيّنا واستغلال التناقضات، وليس من شأنه أن يحسّن أي شي من صورة الولايات المتّحدة بل سيزيد من وصفها بالنفاق والاستغلال على اعتبار أنها تسعى لإبقاء صلة وصل مع الديكتاتوريات وهذه الحركات على حد سواء لاستخدام أي منها عند الحاجة).<BR><BR><font color="#0000FF">الصفات الثابتة للاستراتيجية العسكرية الأمريكية : </font><BR>هناك صفات ثابتة للاستراتيجية العسكرية والسياسية للولايات المتحدة بعد التدخل العسكري من أهمها مايلي :‏ <BR><BR>1- عندما تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً في أية منطقة لاتبالي كثيراً بالخسائر التي تلحق بقواتها أو التي تلحق بالطرف الآخر بما فيهم المدنيين.‏ <BR><BR>2- لايمكن إنهاء الحرب عندما تبدأها الولايات المتحدة بسهولة ومهما طال أمدها , فحرب فيتنام استغرقت ثماني سنوات مثلاً.‏ <BR><BR>تمهد القيادات الأمريكية للتدخل العسكري بحملات اعلامية مدروسة تهيئ الرأي العام العالمي والامريكي بشكل خاص وبما يبرر هذا التدخل أو ذاك.‏ <BR>إن أمريكا هي الوريث التاريخي لسلاسة الإستعمار في الغرب ، وهي تسير على خطا السابقين فمثلا : نابليون بونابرت كما في( تاريخ الجبرتي 3: 5-4 ) عندما احتل البلاد المصرية بادر بنشر بيان يقول فيه : <BR>( بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله لا ولد له ولا شريك له في ملكه، من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية، السر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونبارته، يعرف أهالي مصر جميعهم، أن من زمان مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية - أي المماليك - ، يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية، ويظلمون تجارها بأنواع الإيذاء والتعدي، فحضر الآن ساعة عقوبتهم ، وأخرنا من مدة عصور طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلاد الأبازة، والجراكسة يفسدون في الإقليم الحسن الأحسن الذي لا يوجد في كرة الأرض كلها، فأما رب العالمين القادر على كل شيء فإنه قد حكم على انقضاء دولتهم، يا أيها المصريون قد قيل لكم، إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح، فلا تصدقوه وقولوا للمفترين إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين ) .. <BR>وعندما احتل البريطانيون مصر - بعد الفرنسيين - بدؤوا على الفور بإطلاق وعودهم بالانسحاب ( بلغت 66 وعدًا !! ) ، وأعلن غلادستون قائلاً : ( بناء على رغبة الخديوي، فقد تبقى قوة بريطانية صغيرة في مصر تتحمل مسؤولية البلاد إلى أن تترسخ سلطته وتثبت وتتجاوز حدود الخطر ) !! لكن القوات بقيت ، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، تجرأ البريطانيون على تحويل "محميتهم المستترة" إلى محمية حقيقية وعلنية، ثم أعلنوا رسمياً في عام 1922 استقلال مصر، وفي عام 1936 أعلنوا إنهاء احتلالهم العسكري ! إلا أن القوات البريطانية لم تغادر مصر فعلاً إلا في حزيران / يونيو 1956 حين أجبرت على الوفاء بتعهداتها المتعددة والمتكررة بالانسحاب، أي بعد أربعة وسبعين عاماً من الغزو الأصلي !! <BR>رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال زيارته الأخيرة إلى أفغانستان جدد المعزوفة القديمة الجديدة لكل أنواع وأشكال الاستعمار القديم والجديد ، وهي أن قواته لن تخرج ما لم تُنجز مهمتها ، والسؤال البسيط والساذج الذي يطرحه الرجل العامي في شوارع هلمند وقندهار وكابول ومزار الشريف على بلير والبريطانيين بشكل عام :هل أنجز أسلافك البريطانيون مهمتهم في حروبهم الثلاثة المعروفة التي خاضوها في القرنين الماضيين مع الأفغان" في الفترة الواقعة بين 1838 – 1919 ؟ <BR>وهل أنجزتم مهمتكم في العراق الآن ، بعد أن حولتم هذا البلد إلى مقابر جماعية تتقازم أمامها كل ما تتحدثون عنه من مقابر أقامها الرئيس العراقي السابق صدام حسين ؟ ومهزلة المهازل هي أن هؤلاء الذين فعلوا كل هذا في العراق ، يحاكمون الرئيس العراقي السابق ، في حين هم من ينبغي أن يُوضع خلف القضبان لمحاكمتهم كمجرمي حرب ، ومشعلي فتن ، وكل أنواع الجرائم التي عرفتها البشرية وما لم تعرفها.<BR>وفي ( تاريخ العرب الحديث ، زاهية قدورة ، ص 132-133) عندما احتلت القوات البريطانية بغداد عام 1917م أصدر الجنرال مود منشوراً تاريخياً محاولاً التقرب من أهل العراق قائلا: ( إننا لم ندخل بلادكم أعداء فاتحين، إنما دخلناها محررين ) ! ، ثم ذكرهم بما هم فيه من ظلم واستبداد منذ أيام هولاكو إلى أيام الحكم التركي . ومما قاله أيضاً : ( إنها ليست أمنية جلالة ملكي بمفرده ، بل إنها أمنيات الحكومات المتحالفة مع جلالته أيضاً أن تفلحوا كما في السابق، حينما كانت أراضيكم خصبة وكان العالم يتغذى من ألبان آداب أجدادكم وعلومهم وحرفهم ، يوم كانت بغداد إحدى عجائب الدنيا ) ! ثم احتل الموصل مع الولايات التابعة لها التي كانت تابعة لفرنسا ( حسب تخطيطهم ) ، على أن تأخذ فرنسا مقابل ذلك حصة من النفط، وهكذا أصبح العراق كله تابعاً لبريطانيا ، فأذاعت الدولتان المتحالفتان –بريطانيا وفرنسا- في اليوم التالي بياناً أعلنتا أنهما خاضتا الحرب بغية تحرير الشعوب من مظالم الترك، وإقامة حكومات وطنية باختيار المواطنين ، وإشاعة العدل والمساواة وتطوير البلاد اقتصادياً وعلمياً، وجمع كلمة المواطنين التي كان قد فرقها الحكم التركي ! وبينما كانت العهود والبيانات تتوالى كانت ترافقها عملية إبرام معاهدات سرية متناقضة ومطاطة، كانت هي الوسيلة التي استعملها الاستعمار في تحقيق أهدافه، أهمها: معاهدة سايكس بيكو ، ووعد بلفور ، ومؤتمر سان ريمو فيما بعد..<BR>وسلك الإيطاليون نفس مسلك غيرهم عندما احتلوا ليبيا ؛ فأصدروا منشورات تفيد اهتمامهم بمصلحة أهالي البلاد ، وتسعى للتقرب منهم ، وتعلن أن إيطاليا تود طرد الأتراك حفاظاً على مصالحهم ! فقد أصدر قائد الحملة الجنرال كارلو كانيفا منشوراً باللغة العربية، بمثابة "إنذار" خاطب فيه المسلمين قائلا : ( إن إيطاليا لا تريد في الحقيقة سوى رضا العرب وتأمينهم على أحوالهم وأرواحهم، لأن حكومة رومة بمثابة الأم الرؤوم التي ترغب فقط أن تعلم العرب كيف ينشئون أولادهم ويربونهم وكيف يصبحون أثرياء بفضل المخترعات الجديدة في الصناعة التي سوف يأتي الإيطاليون بها إلى ليبيا .. ) ! وقد أعلن في هذا المنشور مهمته ورسم خطته وتودد إلى أهل البلاد وخاطب سكان طرابلس والقيروان والبلاد الأخرى التابعة لها،محاولاً تقوية سلطته ومبرراً موقف دولته، بآيات قرآنية، وواعداً الليبيين بحكام منهم يحكمون بالعدل والرأفة كما أوصت الآية القرآنية الكريمة : ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) !! ثم أخذ يؤكد عزمه على احترام الشرائع والتقاليد الدينية والحقوق والأشخاص، ثم أخذ يدعم وجود الطليان بآيات قرآنية . <BR>ولكن هذا القائد الذي أصدر هذه المنشورات يتودد فيها إلى أهل البلاد، ارتكب الجرائم المروعة بحق المسلمين على أرض الواقع ؛ ومن أشنعها ما صنعه في 23 تشرين أول، أكتوبر، عام 1911 بأهل المنشية التي تقع شرقي مدينة طرابلس، فقد أعمل الإيطاليون في الأهلين السيف وأوقعوا بهم مجزرة كبيرة لم ينج منها طفل أو شيخ أو امرأة ، وأباح الجنرال ( كانيفا ) قائد الحملة البلدة ثلاثة أيام لجنوده حتى يبيدوا فيها المسلمين ، وامتدت فظائع الطليان إلى غيرها، وتعوَّد الجند إطلاق الرصاص عبثاً ولهواً على الأهلين أينما صادفوهم لا ينجو من أيديهم أحد ، هذا بالإضافة إلى ما ألصق من تهم كاذبة بالأهلين لتبرير استباحة البلد لجنود القائد ثلاثة أيام قتل خلالها ما بين 4 إلى 7 آلاف نسمة ونفي حوالي 900 مسلم ، وهتكت أعراض النساء ثم أعدم المجاهدون جماعات جماعات دون تحقيق ودون محاكمة، وقتل كل من بلغ من العمر 14 عاماً ) . ( المرجع السابق ، ص 425-427 ) .<BR>ويأتي أخيرًا ( بوش ) ليخاطب العراقيين في 2003م قائلا : ( سرعان ما ستعود حكومة العراق ومستقبل بلادكم إليكم ، لسوف نُسقط نظاماً وحشياً ، بحيث يتمكن العراقيون من العيش في أمان، سوف نحترم تقاليدكم الدينية العظيمة، حيث مبادئ العدالة والرحمة جوهرية لمستقبل العراق، سوف نساعدكم على إقامة حكومة مسالمة ونيابية تحمي حقوق المواطنين كافة، ومن ثم ستغادر قواتنا العسكرية، سيسير العراق قدماً كدولة موحدة ومستقلة وذات سيادة بعد أن يستعيد مكانه اللائق في العالم، أنتم شعب طيب وموهوب ورثة حضارة عظيمة قدمت إسهامات لصالح كل البشرية ) !<BR><BR>والآن وبعد انتهاء الحرب الباردة مازالت الاستراتيجية العسكرية والسياسية هي هي لم تتغير ومازال مفهوم الحفاظ على الأمن القومي الامريكي يعني التدخل العسكري في أي مكان يحتاج الى التدخل العسكري, <BR>فلم تعد هناك اخطار كبيرة تهدد الوجود الامريكي وان كان ثمة اخطار فهي من الدرجة الثانية أو الثالثة مثل العراق وايران وافغانستان...وهي اخطار قليلة الأهمية ولاتهدد الوجود الأمريكي بشكل كبير ,ومع ذلك لم تخف القيادات الأمريكية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي مخاوفها من أن تتحول هذه الأخطار غير الكبيرة الى أخطار كبيرة وخطيرة تهدد الوجود الأمريكي والمخاوف الامريكية تمركزت حول مايلي :‏ <BR><BR>- الخوف من أن تفقد روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق السيطرة على التركة النووية.‏ <BR><BR>- الخوف من أن تتحول الصين نحو العداء للولايات المتحدة بدلا من الاتجاه نحو التعاون معها .‏ <BR><BR>- الخوف من وقوع اعمال ارهابية كبيرة على نمط تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك.‏ <BR><BR>- الخوف من انتشار الاسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بما يهدد الأمن القومي الأمريكي.‏ <BR><BR>من هذا المنطلق يمكن القول أن الاستراتيجية الامريكية إزاء هذه الاخطار المستجدة تتجه الى مايلي:‏ <BR><BR>- عدم التخلي عن التدخل العسكري ولكن تحت شعار مكافحة الارهاب الدولي ,واعتبارهذا التدخل رسالة موجهة للعالم ليكون مع الاتجاه الامريكي وبالتالي اشراك دول العالم في مكافحة الاخطار المستجدة,أي التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي قد تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة الامريكية, ومن جهة أخرى كي تتحول دول العالم الى شريك في مكافحة الارهاب ( المزعوم) وأعماله ووسائله وممارساته والمصنفين في اطاره.‏ <BR><BR>- التخلي عن كثير من تقاليد الديمقراطية الامريكية داخل الولايات المتحدة الامركية مثل التنصت على المكالمات الهاتفية بدون اعلام مسبق ومراقبة الرسائل واخضاع الهيئات والجمعيات الانسانية والدينية والخيرية الى أنظمة مراقبة جديدة متشددة..وغير ذلك من الممارسات التي تناقض مبدأ الديمقراطية والحرية الذي تعتز به القيادات الامريكية.‏ <BR>لقد نشر البيت الأبيض ما يسميه "الاستراتيجية الوطنية للنصر في العراق": ترفض هذه الإستراتيجية وضع جدول زمني للإنسحاب، وتوضح لماذا مهم الإنتصار في العراق. وأن الإدارة الأمريكية تحقق إنتصاراً في العراق في المجالات السياسية عبر الانتخابات ووضع العراق على طريق الحكم الديمقراطي. وكذلك تنجح الاستراتيجية الأمريكية في المجال الاقتصادي عبر إعادة بناء العراق وإستعادته لقدراته النفطية والاقتصادية. وكذلك في البعد الأمني والعسكري. حيث وصل عدد القوات العراقية المؤهلة والمدربة الى 212 الف عسكري تسلموا 29 قاعدة. ويلعبون دوراً متصاعداً في العمليات العسكرية. وترفض وثيقة الإستراتيجية للنصر في العراق "الفشل بأنه ليس خياراً في العراق". لأن الفشل، سيحول العراق الى أرض خصبة ومأوى ومقراً للإرهابيين وثانياً، إذا ما فشلت الاستراتيجية الأمريكية، فإن ذلك يعني غياب العراق كنموذج يلعب دوراً مهماً لنشر الديمقراطية والحرية في دول المنطقة. وثالثاً لأن الفشل في العراق سيؤدي الى فوضى وحرب طائفية مع عواقب وخيمة للمصالح الأمريكية في المنطقة ككل. وأخيراً تشرح الوثيقة أن الإستراتيجية الأمريكية لديها 3 أهداف ومراحل. <BR><BR>1- الهدف القصير الأمد: يتضمن عزل العناصر المعادية ومحاربة الإرهابيين وتحييد المتمردين. <BR><BR>2- الهدف المتوسط الأمد: إدماج وإدخال من هم خارج العملية السياسية (السنة العرب). وتقديم العراق كنموذج ملهم للإصلاحين في المنطقة وتحقيق قدرات العراق الإقتصادية. <BR><BR>3- الهدف البعيد الأمد: بناء مؤسسات وطنية مستقرة وعراق مستقر يعمه السلام والأمن وعراق موحد آمن وشريك في الحرب على الإرهاب. أهداف لا شك متفائلة لدرجة الأحلام.<BR><BR>استراتيجية الأمن القومي لأمريكا، ونشرت على الموقع الألكتروني للبيت الأبيض باللغة الانجليزية، وقدّمت الإستراتيجية برسالة من الرئيس الأمريكي بوش مؤرخة بتاريخ 16/3/2006، وهي وثيقة هامة من الوثائق التي تلزم المحليين والمتابعين للشأن الامريكي والشؤون العالمية، وهي بالطبع تفسر العديد من السياسات الأمريكية في العالم وخصوصا تجاه المسلمين. <BR>الرسالة التي تقدم الإستراتيجية تبدأ بحديث جاد مفاده أن أمريكا في حالة حرب، وأن هذه الإستراتيجية تأتي استجابة للتحديات التي تواجهها أمريكا نتيجة بروز ظاهرة الإرهاب المشتعل بايديولوجية عدائية تقوم على الكراهية والقتل، حسب تعبير بوش. <BR><BR>يكتشف القارئ أن حالة الحرب المعلنة والدائرة تتحول إلى "حرب أفكار"، وأن السلاح الأمريكي فيها هو ترويج أفكار الحرية والكرامة الإنسانية وأن البديل الذي تطرحه أمريكا في صراعها هذا هو الديمقراطية. إذ يقول بوش في تلك الرسالة: "إن تقدم الحرية (liberty) سيجعل أمريكا أكثر أمنا"، ومن ثم يقول لاحقا: " لقد وقفنا من أجل نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير مواجهين تحديات ..." إذن فالمسألة لسيت ثلة من "الإرهابيين" (حسب تعبيرهم) يزعجون أمريكا وبعض الدول الغربية وينالون من مصالحها هنا وهناك، بل هي حرب أيديولوجية تقض مضجع شرطي العالم في مأمنه خلف المحيطات. هذا الكلام ليس لمتعة الإنشاء ولا لتضخيم الأمور، بل هو صريح في هذه الوثيقة الرسمية تسلط عليه الضوء هذه المقالة.<BR><BR>ومن ثم يحدد بوش الركنين الأساسيين الذين تقوم عليهما الإستراتيجية، فالركن الأول هو الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية كطريق للعمل من أجل القضاء على الديكتاتوريات ونشر ما يسمّيه الديمقراطية الفعّالة. والركن الثاني هو مواجهة تحديات هذا الزمن من خلال قيادة مجتمع نام من الديمقراطيّات. إذن فحيثما قلّبت الأمر تجد الديمقراطية والصراع الفكري حولها وتجد خيار قيادة أمريكا لمواجهة التحدي المضاد. وإذن أيضا، فالمفتاحان الرئيسان في هذه الإستراتيجية هما: الديمقراطية (وأيديولوجيّتها) والإرهاب (وأيديولوجيته)، أي هي الديمقراطية التي يروّجها الغرب والإسلام الذي يحمله "المتطرفون" حسب ما يوصفون. وهذا مما لا شك هو صراع فكري قبل، وبعد، وأثناء الصرع العسكري الحالي والمستقبلي ! <BR><BR><BR>ووثيقة الإستراتيجية هذه تتناول عدة محاور تفرض نفسها على أمريكا وتوجب عليها القيام بما يتعلق بها، شملت أساسا محور الترويج الفكري والتأثير من أجل ما يسمونه "الكرامة الإنسانية"، وهي بمثل هذا الشعار تحاول أن تصنع لها رسالة تجتذب العالم من أجل كسب الصراع الفكري مع الإسلام كتهديد رئيسي كما أسلفت.<BR><BR>تتحدث الوثيقة عن الحرية والعدالة (ضمن محور الكرامة الإنسانية) "كمفاهيم صحيحة وكحقيقة تقبلها كل شعوب الأرض"، وبالتالي فإن على أمريكا الدفاع عن هذه المفاهيم. والتساؤل البسيط هنا: لماذا يطرح موضوع الدفاع لو كانت هذه المفاهيم مقبولة عند كل شعوب الأرض ؟ ولماذا هي في حالة دفاع لو لم تكن محل هجوم ضمن صراع فكري مرير ؟ فالدفاع لا يكون إلا عند الهجوم ! ومن ثم تدعو الوثيقة إلى الديمقراطية كونها المناخ الذي يحمي هذه المطالب الإنسانية التي هي "ليست محل تفاوض" ! هكذا الأمر بالنسبة لأمريكا، فنشر الديمقراطية قد بات قضية مصيرية لأنها تحفظ لها البقاء. <BR><BR>ومن ثم تستعرض نجاحات في مجال ترويج الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية من مثل إسقاط الحكم في أفغانستان وفي العراق، وهي تضلل في ذلك الإستعراض بإن تنسب هذا الإسقاط للشعوب، وتتناسى بسذاجة واضحة أن صور الدبابات الأمركية التي كانت ولا زالت تسرح في تلك الأرجاء ما زالت عالقة في الأذهان. وتتحدث بايجابية عن تطور الأوضاع في لبنان ومصر والسعودية والأردن والكويت والمغرب نحو مزيد من الديمقراطية والإصلاح. ولا يخفى على أبسط البسطاء أن هذه الأنظمة هي أمثلة واضحة للقمع والإستبداد ولامتهان كرامة شعوبها. وهي بالتالي تضلل هنا أيضا بسذاجة واضحة. ثم تذكر الثورات الملونة التي حصلت في جورجيا وأوكرانيا وقيرغيزستان وتصفها أنها جلبت الأمل بالحرية خلال ذلك الجزء من العالم دون أن تشير إلى صراع السيطرة على المصالح في آسيا الوسطى. وتتحدث أيضا عن تقدم الديمقراطية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا من خلال الإنتقال السلمي للسلطة، معتبرة بذلك أن الرغبة الإنسانية نحو الحرية عالمية. وبعد ذلك لا تنكر وجود تحديات في مجال نشر الديمقراطية تتطلب دعم الشعوب الحرّة.<BR><BR>ومع مديح أفكار الديمقراطية والترويج لها على أنها أفكار تستحق أن تكون رسالة إنسانية، لا تخفي وثيقة الإستراتيجة أن نشر الديمقراطية يحقق مصالح أمريكا، فالوثيقة تذكر بصراحة أن ترويج فكر الحرية "يعكس قيمهم ويقدّم مصالحهم". ومن ثم تذكر أنه من أجل أن "نحمي شعبنا ونرفع قيمنا، يتوجب على أمريكا أن تنشر الحرية عبر الكون من خلال قيادة جهد دولي لإنهاء الديكتاتورية وترويج الديمقراطية الفعّالة". ورغم هذا الوضوح في تحديد المصالح حول نشر الديمقراطية لا يزال بعض دعاة التغيير في الأمة يرفعون نفس هذه الشعارات وكأن مصالح الذئب والفريسة واحدة! ولا زالوا يحاولون "أسلمة" هذه المفاهيم الغربية مدركين أو غير مدركين أنهم بذلك ينفّسون ضغط الحرب الفكرية على أمريكا عدوة الأمة والبشرية !<BR><BR><BR>وبعد ذلك تصدع الوثيقة "بحرب الأفكار" بالقول: "على المدى الطويل، فإن كسب الحرب على الإرهاب يعني كسب معركة الأفكار" <BR>وهذا التحديد الإستراتيجي لطبيعة الحرب بأنها حرب على الأفكار يؤكد ما تطرحه زينو باران من نجاح حملة الإسلام السياسي – الخصم- في معترك الصراع الفكري مع أمريكا، بحيث أصبح الموضوع تحديا استراتيجيا يتطلب تحركا من نوعه. ومن ثم يقرر قوة هذا الفكر المضاد الذي هو في صميم أمة تمتد على جناحي صقر يربض على قلب العالم "من أندونيسيا إلى إسبانيا" ! <BR>وعلى الرغم من أن هذه الوثيقة لم تذكر لفظ الخلافة بنفس الصراحة التي عبر عنها العديد من قادة أمريكا من أمثال رامسفيلد وغيره في معرض التعبير عن الخوف من ظهورها من جديد، إلا أنها لم تخف ذلك، فذكرت الوثيقة أن الإرهابيين "العابرين للشعوب" - transnational- الذين يواجهوننا اليوم يشوهون دين الإسلام من أجل خدمة رؤية سياسية عنيفة وهي إقامة إمبراطورية شمولية لا تعترف بكل أنواع الحريات الدينية والسياسية من خلال الإرهاب. وهذا الوصف لديهم لا ينطبق إلا على دولة الخلافة التي يعبر خصم أمريكا عن تفاصيلها بما يفهم أمريكا هذه الأوصاف. هذه هي استراتيجية أمريكا، وهذا هو التحدي الأول أمامها: إرهاب الإسلام الذي يسعى لتوحيد الأمة ضمن كيان يقضي على مصالح أمريكا في المنطقة وفي العالم، وأمريكا تستعد لمواجهة هذا التحدي. <BR>ثلاث معضلات إستراتيجية<BR><BR>هناك ثلاث معضلات استراتيجية لازالت تنتظر الحسم، وسيظل لتلك المعضلات تأثيرها السلبي على السياسة الأمريكية طالما لم يتم صياغة استراتيجية محددة بشأنها.<BR>- المعضلة الأولى هي صعوبة السيطرة على تداعيات ونتائج عملية الإصلاح، بمعنى كيف يمكن ضبط عملية الإصلاح على الأرض بحيث لا تؤدي إلى صعود الإسلام السياسي؟ وتشير الدراسة هنا إلى الخطأ المهم الذي وقعت فيه السياسة الأمريكية والتي انتهت بوضع قيمة الإصلاح في تناقض مع صعود الحركات الإسلامية إلى السلطة، وهو النظرة الموحدة لتلك الحركات باعتبارها تنظيمات إرهابية تشكل جذورا أو امتدادات لتنظيم القاعدة، ولم تنجح الولايات المتحدة في فرز هذه الحركات وإدراك حالة التنوع الشديد فيما بينها، وهو نفس الخطأ الذي وقعت فيه خلال الحرب الباردة عندما وضعت السوفييت والصين والحركات القومية المناهضة للاستعمار في سلة واحدة. وتدعو الدراسة إلى ضرورة قبول الولايات المتحدة للحركات الإسلامية باعتبارها أحد الفاعلين الرئيسيين، والتمييز بين الحركات العنيفة والسلمية، وقبول الحركات الإسلامية التي تقبل بالعمل السلمي بصرف النظر عن أيديولوجيتها الإسلامية، وعدم التهويل من خطر وصول الإسلام السياسي إلى السلطة. وتطرح الدراسة هنا افتراض أن السلطة سوف تفرض على تلك الحركات المزيد من الاعتدال، وربما التقليل من شعبيتها بعد اختبارها في السلطة. كما تؤكد أيضا على ضرورة اقتران الإصلاح بسيادة قيمة العدل السياسي، وإصلاح دستوري حقيقي شامل لا يقتصر فقط على إجراء الانتخابات.<BR><BR>- المعضلة الثانية هي حالة التنوع والتناقضات الشديدة داخل العالم الإسلامي حول الكثير من القضايا، أبرزها على سبيل المثال الجدل القائم الآن داخل العالم الإسلامي بعد 11 سبتمبر حول مفهوم وحدود الإصلاح الديني، والذي يكشف عن وجود خلافات كبيرة بين القوى والحركات والمؤسسات الإسلامية داخل الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، أو بين دول المركز (الشرق الأوسط) ودول الأطراف (جنوب شرقي ٍآسيا)، فما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة في هذا الجدل؟<BR><BR>- المعضلة الثالثة هي النمو الديموغرافي الضخم المتوقع في العالم الإسلامي خلال نصف القرن القادم، والذي يتوقع أن يزيد بنسبة تصل إلى 130% في العالم العربي بحلول عام 2050 مقارنة بنسبة 67% في الدول النامية، 54% على مستوى العالم. والمشكلة ليست في حجم السكان في حد ذاته بقدر ما تتمثل أيضا في تركيب السكان، الذي يتوقع أن تصل نسبة الشباب فيه أكثر من النصف. هذا الانفجار السكاني سيكون له تداعياته السياسية في حالة استمرار حالة الانسداد السياسي وضعف المؤسسات السياسية في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى ضعف اقتصاديات الدول الإسلامية عن خلق فرص عمل موازية لهذا النمو المتوقع، الأمر الذي يعني استمرار التطرف الإسلامي والتنظيمات الإرهابية ما لم تستطع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تشجيع عملية التنمية الاقتصادية والسياسية بشكل يضمن استيعاب تلك الأجيال الجديدة.<BR> <BR>الحرب في العراق، تكلّف الولايات المتحدة يومياً 226 مليون دولار، أو 7 مليارات دولار شهرياً،أي ما يعادل 84 مليار دولار سنوياً.<BR>.هناك 23 ميليشيا مسلحة داخل بغداد لوحدها.ولكل وزير في الحكومة وعدد كبير من رؤساء القبائل قوتهم الدفاعية الخاصة.لقد غادر نحو مليوني عراقي منازلهم أو ما يعادل 30 مليون أميركي تم تهجيرهم بسبب الحرب (نسبة إلى تعداد السكان في الدولتين).وعلى الأردن الذي يبلغ عدد سكانه 5 ملايين نسمة التعامل مع 1.5 مليون عراقي أرهقوا قطاع الخدمات الأساسية، ودفعوا أسعار العقارات والإيجار إلى مستويات أعلى مما يمكن أن يتحمله حتى المواطن الأردني الميسور<BR>.ويقول هنري كيسنجر أهم جيوـ سياسي في العصر الحديث والذي قاد في العام 1973المفاوضات التي أدت إلى إنهاء حرب فيتنام، إنه لا يمكن الفوز في العراق.وأوضح أنه إذا كان المقصود من ذلك قيام دولة عراقية ديموقراطية مستقرة قادرة على رعاية نفسها، فيجب أن ننسى ذلك لأنه لا يمكن تحقيقه.<BR>ومن خلال نكهة التعصب الديني والطموح عديم الرحمة، يعربد جيش المهدي في إحراج الولايات المتحدة.ويستمع الصدر إلى آية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى في العراق والذي نصحه بالاحتفاظ بقدرته لمقاومة القوات الأميركية.وفي هذه الأثناء، يستمر الصدر ببناء جيشه بتمويل من إيران التي تزوده أيضاً بالأسلحة اللازمة.<BR>ولا يمكن اعتبار تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات شيعية وسنية وكردية، كما دعا إلى ذلك السيناتور الديموقراطي جو بيدن المرجح أن يصبح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، سوى وصفة لحرب أهلية أوسع في العراق.ومعظم المدن والقرى العراقية مؤلفة من سكان شيعة وسنة<BR>وبعد قرابة أربع سنوات مرت على احتلال العراق؛ ظهر جليًّا أن الهدف هو الاستيلاء على العراق شراكة بين الصليبيين والرافضة الصفويين؛ تمكينًا لمطامعهم في المنطقة، وحماية لليهود المحتلِّين، وإقصاءً للنفوذ السني فيها<BR>ويقول الملالي الرئيسيون في إيران اليوم ان على الجمهورية الإسلامية أن تساعد الولايات المتحدة على الخروج من العراق الأمر الذي سيعزز من قوة إيران الإقليمية.<BR>وجاء في الإعلان الذي تلاه محسن رضائي إن «وصول الولايات المتحدة إلى المنطقة قدم لإيران فرصة تاريخية.<BR>وأضاف رضائي إن الخدمة التي قدمها الأميركيون على الرغم من الحقد الكبير الذي يكنونه ضدنا، لم تقدمه أي قوة عظمى من قبل لقد دمرت أمريكا جميع أعدائنا في المنطقة لقد دمرت طالبان ودمرت صدام حسين... لقد قامت بكل ذلك بهدف الوقوف أمامنا وجها لوجه، وبهدف وضعنا تحت الحصار غير أن أسنان الأمريكيين علقت لدرجة كبيرة في أرض أفغانستان والعراق حيث أنهم إذا تمكنوا من جر أنفسهم خارجها إلى واشنطن قطعة واحدة، فعليهم أن يشكروا الله على ذلك.<BR>وقال إن أميركا بالتالي قدمت لنا فرصة عوضا عن التهديد.. ليس لأنها كانت تنوي ذلك، بل لأن تقديراتها كانت خاطئة وارتكبت العديد من الأخطاء، وأوضح أن واشنطن يئست الآن من فكرة الإطاحة بالجمهورية الإسلامية،إن التهديدات التي نواجهها تتعلق بقطع النفوذ الإيراني في المنطقة، هذه مصلحة وطنية حيوية ويتمحور حولها الخلاف النووي.<BR>وأضاف الآن وبعد أن سيطر الديموقراطيون على مجلسي النواب والشيوخ فمن الضروري لإيران أن تتصرف بمنطق لن تتغير سياسات أمريكا وأهدافها في الشرق الأوسط لكن أساليبها ستتغير ومع وضع سياسات بوش المحرضة للحروب جانبا، فإن الدولتين ستبقيان في مواجهة عدائية واضحة».<BR>يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فتجدهم أو كثيرا منهم إذا اختصم خصمان في ربهم من المؤمنين والكفار واختلف الناس فيما جاءت به الأنبياء فمنهم من آمن ومنهم من كفر سواء كان الاختلاف بقول أو عمل كالحروب التي بين المسلمين وأهل الكتاب والمشركين تجدهم يعاونون المشركين وأهل الكتاب على المسلمين أهل القرآن كما قد جربه الناس منهم غير مرة في مثل إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغيرذلك وإعانتهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر وغير ذلك في وقائع متعددة من أعظمها الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعة والسابعة فإنه لما قدم كفار الترك إلى بلاد الإسلام وقتل من المسلمين ما لا يحصى عدده إلا رب الأنام كانوا من أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعاونة للكافرين وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير)<BR>(قال الله تعالى ويحلفون على الكذب وهم يعلمون سورة المجادلة وهذا حال الرافضة وكذلك اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إلى قوله لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الأية سورة المجادلة وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم)<BR>إن عدد القتلي في العراق الجديد نتيجة للاحتلال الامريكي، فاق عددهم 655 الف شخص،مما يعني أن عدد القتلي من العراقيين من جراء هذا الغزو الامريكي الوحشي يبلغ ضعفي نظرائهم اليابانيين الذين سقطوا ضحايا قنبلتي ناغازاكي وهيروشيما النوويتين في نهاية الحرب العالمية الثانية هذا الرقم المرعب يعني ان واحداً من كل اربعين عراقياٌ قد قتل، اي ما يعادل 2.5 في المئة من ابناء العراق. واذا قدرنا عدد الجرحي باربعة اضعاف هذا الرقم علي اقل تقدير فان الصورة تبدو مأساوية<BR> ما يجري في العراق حرب ابادة تخوضها الحكومتان الامريكية والبريطانية، وبعض المتعاونين معهما من العراقيين لإفناء الشعب العراقي، وتدمير بلاده بالكامل، وتقطيع اوصالها، حتي لا تقوم للعراق قائمة لعدة قرون قادمة.<BR><font color="#0000FF">أمريكا والعمليات القدرة </font><BR>العمليات القذرة <BR>بوجود وحدات خاصة سرية متدربة تماماً على أعمال قذرة من النوع الذي ذكره في إقتراحه، أوجدتها دوائر البنتاغون ومدعمة بأنشطة مخابراتية عالية جداً، وتعرف هذه الوحدات بإسم «مجموعة العمليات الإستباقية كاملة الإستعداد سلفاً» والتي يطلق عليها إسم P2OG. وتتكون هذه الوحدات من كادر محترف جداً جلّهم من المحاربين ورجال المخابرات المتقاعدين والإحتياط المدربين والمؤهلين تماماً للخدمة حال إستدعائهم للقيام بعمليات «قذرة» في المناطق الساخنة من العالم. وقد أنشئت تلك الوحدات بتوصية من «مجلس علوم الدفاع» في البنتاغون عام 2002 وأدخلت إلى الخدمة أول مرة في أفغانستان حيث عملت مجموعة منها تحت إسم «الثعلب الرمادي» مع قوات قتالية خاصة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتعمل المجموعة الآن بإمرة «المكتب التنفيذي للعمليات الخاصة» المرتبط بمجلس الأمن القومي الأمريكي الذي جميع أعضاءه من عتاة اليمين المتطرف. <BR>وحسبما جاء في مقال كتبه الصحفي «ديفيد آيزنبيرغ» في صحيفة «آسيا تايمز» تحت عنوان «الـ P2OG تسمح للبنتاغون بالقتال بقذارة» قال فيه، "نظراً للأهمية الكبرى التي توليها الإدارة الأمريكية لهذه الوحدات السرية الخاصة، فقد تم تخصيص مبلغ خيالي لنشاطاتها، يشتمل على 1.7 مليار دولار لتطوير إمكانياتها في «النفاذ إلى عمق تنظيمات العدو»، و100 مليون دولار سنوياً للتدريبات والتمارين، و800 مليون دولار سنوياً لتطوير قابلياتها التقنية وتجنيد 500 عضو جديد فيها، و 500 مليون دولار سنوياً لإنشاء مراكز تساعدها في التعامل مع الزيادة في متطلبات عملها، إضافة إلى 100 مليون دولار سنوياً لتوسيع نشاطاتها في تقييم شبكات القوات المشتركة التي تتعامل معها. وبهذا فإن إجمالي المبالغ المخصصة لهذه الوحدات هو 3.3 مليار دولار، إضافة لتزويدها بأكثر المعدات القتالية والإستخبارية تطوراً. ومن هذه المعدات على سبيل المثال طائرات تطير على إرتفاعات شاهقة جداً مخصصة للتجسس، وأسلحة ضغط حرارية ضد الأفراد والمعدات غير معروفة مسبقاً، إضافة إلى أجهزة ومعدات تجسس ذات تقنية عالية الكفاءة منها أشرطة حساسة جداً لمراقبة تحرك الأفراد والعربات بواسطة قمر صناعي خاص".<BR>ومن هنا يتبين إن عمل هذه الوحدات الخاصة مصمم بالذات للقيام بعمليات غاية في السرية مع مجاميع قتالية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مستهدفة من وراءها المدنيين والبنى التحتية، الغرض منها هو خلق خوف ورعب مستمرين لدى المواطن الآمن مما يطلقون عليه «العمليات الإرهابية». وبمعنى آخر، أن هذه الوحدات لا تتورع عن تنفيذ عمل «إرهابي» حتى داخل الولايات المتحدة نفسها تكون الغاية الرئيسية منه هو الحصول على الدعم الشعبي المطلوب لحروب أمريكا القذرة في الدول التي تريد التدخل فيها بشكل مباشر كالعراق وإفغانستان وغيرها، وتلك هي أحد أساليب عمل اليمين الفاشي المتطرف في الإدارة الأمريكية، وكما جاء على ذكره «دليل العمليات الميدانية» المنوه عنه أعلاه. هذا إضافة إلى قيام تلك الوحدات بحرب المعلومات والمخابرات والخداع والتضليل والحرب النفسية وتخريب البنى التحية للدول التي تعمل فيها، والتي هي الأخرى سمات رئيسية لطريقة عمل اليمين المتطرف الأمريكي وتسويق أيديولجيته. <BR>ومن أهم أهداف هذه الوحدات هو القيام بأعمال تهدف إلى ما يسمي بـ «ردود فعل محفزة» لدى تنظيمات المقاومة، من خلال قيام مجموعات من تلك الوحدات الخاصة بأعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية التي تخدم المواطنين بشكل مباشر، وذلك للقضاء على مقاتلي فصائل المقاومة بعد أن تنتظر منهم ردود فعل على العمليات الإجرامية لتلك الوحدات بحق المواطنين الأبرياء. كما أن أحد أساليب الوحدات الخاصة هذه هو إستهداف عوائل الأشخاص الذين يعتقد أنهم منضوين في فصائل المقاومة، وتشتمل أساليبها على قتل وإعتقال أفراد عوائل هؤلاء الأشخاص ونسائهم بشكل خاص والإعتداء على أعراضهن، إضافة إلى إستعمال المخدرات للتأثير على بعضهم. وعلى سبيل المثال إن ما حدث مؤخراً في بغداد، نقلاً عن شهود عيان، من تخريب لمحطات ضخ مياه الشرب في جانب الكرخ من بغداد هو أحد العمليات التي قامت بها مجموعة من تلك الوحدات الخاصة، إضافة لقيامها بعمليات إجرامية راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء وخصوصاً النساء والشيوخ والأطفال كما حدث مؤخراً في جريمة قذرة نفذتها في منطقة بغداد الجديدة على طريق المرور السريع بعد قيام قوات الإحتلال بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجميعهم وإستهدافهم بسيارة مفخخة راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء والتي أعلنت جميع فصائل المقاومة عدم مسؤوليتها عنها. إن الغاية الرئيسية من عمليات الوحدات الخاصة هذه هي إلصاق تهمة أعمالها الإجرامية بقوى المقاومة الشريفة، تبدأ بعدها بتسويق تلك الأحداث إعلامياً وبشكل واسع من خلال وسائلهم الكثيرة بحيث ينتهي الأمر بالإدارة الأمريكية الشريرة للإعلان عن أن هدف وجودها في العراق هو إستمرار لعملياتها في محاربة الإرهاب، الإرهاب الذي تخلقه تلك الوحدات الخاصة المدربة لهذا الغرض والذي ينتهي حسبما مخطط له ببقاء قوات الإحتلال متمركزة في قواعد ثابتة في العراق بحجة محاربتها للإرهاب في المنطقة.<BR>وما يعزز تأكيدنا على وجود مجموعات من تلك الوحدات الخاصة هو ما جاء في تقرير خاص بموقع «الكفاح» على شبكة الإنترنت (http://www.kifah.org/?id=1877)، ذكر فيه أن قوة عسكرية أمريكية خاصة تسمى «الفئران القارضة» وصلت العراق مؤخراً، وأن هذه القوة قد تم إعدادها وتدريبها تدريباً خاصاً من أجل القيام بعمليات إجرامية قذرة كالتفجيرات والإغتيالات وتخريب منشآت البنى التحتية وخصوصاً المرافق الخدمية العامة من أجل إلصاقها بالمقاومة العراقية وبهدف التأثير عليها وعلى زخم الدعم الشعبي الواسع لها. كما جاء في التقرير أن قيادة هذه القوة الخاصة ترتبط مباشرة بالقيادة العسكرية الأمريكية العليا في البنتاغون وليس لقيادة قوات الإحتلال في العراق أي إشراف مباشر على عملها. وقد إتخذت هذه القوة أحد أجنحة قصر السجود الرئاسي في بغداد مقراً لها. <BR><BR>أن أمريكا بمثابة فرعون الذي قال: "أنا ربكم الأعلى"،: "قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد". وهدا كلام الخبير الاستراتيجي النزويجي الذي استضافته قناة الجزيرة في برنامج "بلا حدود" مساء الأربعاء الموافق 22/4/2006، فجزم بسقوط أمريكا وانهاريها ضمن عقدين من الزمن !وهدا قائد الجيش البريطاني السابق بيتر إنجي لصحيفة الأوبزرفر البريطانية صباح الأحد أيضا إذ توقع فيها خسائر فادحة للقوات البريطانية والأمريكية في كل من العراق وأفغانستان معللا ذلك لافتقارها إلى استراتيجية واضحة للعمل هناك، وهذا جاء بعد أيام من تصريحات قائد الجيش البريطاني الحالي التي دعا فيها إلى انسحاب فوري وعاجل من العراق. <BR>فحتمية سقوط أمريكا مقطوع بها، وحتية قيام قوة عالمية بديلة على أساس فكر عالمي يكون جديدا على الساحة السياسية أيضا مقطوع بها. ستقوم قائمة الأمة الإسلامية في دولة تخشاها أمريكا قبل قيامها، بل تخشى عصابة من المؤمنين يحملون فكر هذه الدولة ولمّا تقم لهم قائمة، وتعتبر تهديدهم استراتيجيا.وتوسل الرئيس الأمريكي جورج بوش بوزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر بعد أن نفض يديه من المحافظين الجدد في أن ينشلوه من الوحلين الأفغاني والعراقي خير شاهد على تخبط العدو إن الجمع سيولون الدبر، ويطلقون سيقانهم للريح في كل من أفغانستان والعراق على حد سواء.إدا ماثبتت الأمة على مبدأ المقاومة : (ولينصن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )<br>