جيش المهدي ... جرائم مخيفة ... وصمت حكومي
20 رجب 1428

بعد انفراط العقد العراقي على يد الاحتلال الأمريكي وأعوانه ، صار العراق ساحة واسعة النطاق للعمل المسلح المشروع وغير المشروع بسبب الانفلات الأمني العريض في محافظات العراق المختلفة ، وكان من إفرازات هذه الحالة ظهور المليشيات التي تعمل تحت أغطية دينية ووطنية وغيرها .<BR><BR>ومن هذه التشكيلات تشكلت ميليشيا ما يسمى ( جيش الإمام المهدي ) - في إشارة إلى الإمام الثاني عشر عند الشيعة – وتشكل جيش المهدي في أواخر عام 2003 – أي بعد الاحتلال بأكثر من تسعة اشهر - ؛ ويعتبر مقتدى الصدر القائد الأول لهذا الجيش واكبر أتباعه يتواجدون في الجانب الشرقي من بغداد وبالتحديد في مناطق (مدينة الصدر – الثورة سابقا ، والشعلة ومناطق أخرى في العاصمة بغداد بالإضافة إلى المحافظات الجنوبية العراقية )<BR><BR>و مقتدى الصدر استمد سلطته الدينية من مكانة والده محمد محمد صادق الصدر لدى شيعة العراق ؛ والذي اغتيل في ظروف غامضة عام 1999 ؛ و مقتدى هو الابن الأصغر للصدر الذي اغتيل في التاسع عشر من شهر شباط 1999 ميلادية.<BR>كانت الغاية الرئيسية لتكوين جيش ( الإمام المهدي ) هو حماية العتبات الشيعية في النجف وكربلاء من الاعتداءات ولم تكن يومها أية اعتداءات تذكر على تلك المراقد .<BR><BR>والذي ينبغي الانتباه له أن علاقة التيار الصدري بجيش الاحتلال وبالتحديد بالحاكم المدني بول بريمر كانت متناغمة تماما بل قد احتفلت طوائف كبيرة منهم بدخول الاحتلال الأمريكي البلاد ، لكن الذي أربك تلك العلاقة وقادها إلى أفق جديد هو اتهام الحاكم الأمريكي بول بريمر الصحيفة الأسبوعية " الحوزة الناطقة" التابعة لمقتدى الصدر بإصدار المقالات التحريضية على العنف ، وأصدر بريمر قرارا بإغلاق الصحيفة لمدة 60 يوما. أدى ذلك القرار إلى تدهور العلاقة بين مقتدي الصدر و الحاكم الأمريكي و أدت إلى تصاعد الأحداث الدامية بين أنصار الصدر وقوات الاحتلال.<BR><BR>إذن السبب هو ليس العراق بل الأمر شخصي بل وطائفي؛ لأن إغلاق ما يسمى " بالحوزة الناطقة " كان السبب وراء تلك العلاقة المتشنجة بين الاحتلال والصدر ، ولم يكن الاحتلال يسمى احتلالاً؟!<BR><BR>واستمرت العلاقة بين الطرفين بالتدهور إلى درجة حاولت قوات الاحتلال اعتقال الصدر بتاريخ 14 مايو 2004، وحينها دارت معركة بين القوات الأمريكية المحتلة وجيش المهدي في منطقة النجف وبالتحديد في مقبرة النجف في محاولة من القوات الأمريكية للقبض على الصدر الذي تتهمه الولايات المتحدة في ضلوعه باغتيال رجل الدين الشيعي "عبدالمجيد الخوئي". وانتهت المعركة بهدنة بين الطرفين بعد تدخل الحكومة العراقية.<BR><BR>وفي شباط 2006 وقع الحادث الأول من نوعه في تاريخ العراق حيث فجرت قبة الإمامين الشيعيين العسكريين في سامراء في تفجير مازالت الاتهامات فيه تحوم حول قوات الاحتلال والحكومة العراقية الشيعية ، و بعد الانفجار الذي أحدث ضجة كبيرة في البلاد ، جاءت الأوامر من المرجعيات والقيادات التابعة لجيش المهدي وغيره بالتعبير عن غضبهم كل حسب طريقته بشكل مفتوح وبلا أية محددات ، ويبدو أن تفجير سامراء كان القشة التي قصمت ظهر البعير حينما كشف قادة وأفراد جيش المهدي عن أنيابهم وحرقوا مساجد أهل السنة في بغداد ناهيك عن الإعدامات الجماعية في الشوارع والمذابح التي فاقت كل وصف , ومنذ ذلك الحين باتت عمليات القتل والتهجير والتعذيب في الحسينيات أمرا مألوفا وكل ذلك على مرأى ومسمع بل ومشاركة الداخلية والدفاع في حكومتي الجعفري والمالكي .<BR><BR>إن الإجرام الذي ينفذ به جيش المهدي جرائمه في الأبرياء لم يعرف له مثيل حتى على مستوى اخطر السفاحين في التاريخ.<BR><BR> فبالله عليكم ما تفسير حرق الجثث بعد قتلها في الشوارع وكيف يمكن إيجاد تفسير وتبرير لقوة مسلحة تعتقل الشباب على الهوية ثم تجمعهم على قارعة الطريق وهم مقيدو الأيدي والأرجل ثم تصب عليهم البنزين وتحرقهم أمام أنظار الناس !؟ كل هذا وغيره أضعافا قد حدث على مرأى ومسمع أبناء العراق وأفراد الحكومة العراقية وجنود الاحتلال ولم يحرك منهم أحد ساكنا !!<BR><BR>هل يعقل ما يجري في البلاد ثم يريد جيش المهدي أن يحسب نفسه على القوى المناهضة للاحتلال والقوى الوطنية فأي وطنية تلك التي تقتل الأبرياء المسلمين بعدما تنعتهم بالكفر والردة لا لشيء إلا لأنهم سنيون ولا ينتمون للطائفة الشيعية ؟!<BR><br>