
منهاج الصادقين<BR><BR>- يقول سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ" صدق الله العظيم سورة المائدة , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ كن كخير ابني آدم”.. رواه أبو داود في الفتن ، باب في النهي عن السعي في الفتنة ، رقم (4259) وإسناده صحيح .<BR><BR>(1)<BR><BR>سطور من الذاكرة<BR><BR>- لازالت الذاكرة تختزن شيئاً من أحداث غزة في أوائل ثمانينيات القرن الماضي إذ انتفض يومها شيوخنا الغيارى وطلابهم وانقضوا على أوكار الفساد في عموم قطاع غزة غضبةً لدين الله , و بالنسبة لي تحديداً لاتزال دار الكتاب والسنة في قلب مدينة خانيونس أو (السينما) سابقاً خير شاهد على صحة كلامي, كانت ثورة عارمة استردت بعدها غزة الكثير من عافيتها دون أي ضجة إعلامية إذ لم تكن وسائل الإعلام كما هو حالها الآن كما أن مصطلح الحرب الأهلية لم يكن معروفاً وقتها, كان الأمر واضحاً تماماً “ ثورة على الفساد“ ولم تستغرق عملية التطهير وقتها طويلاً.<BR>- في تلك الأيام كان الجنرال لازال يافعاً موتوراً بالكراهية ضد كل ما ينتمي للإسلام وكل من يرفع“راية لا إله إلا الله محمد رسول الله“ وكانت يده الحديثة العهد بالإثم والعدوان تزرع نبتةً خبيثةً سميت وقتها بالشبيبة الفتحاوية في قلب الجامعة الإسلامية في غزة .<BR><BR>(2)<BR><BR>اللواء برهان حماد<BR><BR>“إن أجهزة أمن السلطة تحديداً هي جزء من المشكلة في غزة وليست جزءً من الحل”<BR>- بدت كلمات هذا الرجل النادر في جهاز الأمن المصري اللواء برهان حماد في تصريحاته المباشرة من غزة لقناة الجزيرة معبرة بالشكل الكافي عن حقيقة الأزمة في غزة , ورغم أن العقل العربي لاسيما المتابع منه قد يصاب بالحيرة أمام مشهد سجود عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام شكراً لله داخل مقرات سلطة أوسلو بعد السيطرة عليها , وقد لا يصل كثيرهم بسهولة إلى نتيجة مريحة تجيب على الأسئلة الحائرة حول حقيقة وخفايا ما دار من معارك في أيام الحسم الخمسة التي وقعت في غزة , إلا أن محاولة إنتاج سيناريوهات تفسيرية للأحداث جاء سريعاً بتصريحات الحكومة المصرية بأن هناك أيادي إيرانية تحرك أحداث العنف في غزة كي يبدوا الأمر وكأنه صراع مصالح دولي أكثر منه تطهيراً للجرح الغزاوي , ومن ثم يصبح استقبال فلول العصابات الإجرامية التي فرت عبر معبر رفح أمراً مبرراً !! , وهكذا سلوك من الجانب الرسمي المصري يطرح سؤالاً واحداً “هل كان استقبال هؤلاء القتلة تصرفاً إنسانياً حفاظاُ على سلامتهم أم خوفاً من سقوطهم في يد كتائب القسام وبوحهم بمعلومات قد تضر كثيرا بمصداقية الحكومة المصرية ورغبتها في حل أزمة الشعب الفلسطيني وحكومته ؟“ , تلك الحكومة التي افترش رئيس وزرائها الفلسطيني الأرض داخل المعبر ذاته منذ أشهر قليلة منتظراً الإذن للسماح له بالعبور من قبل الطرف المصري !! وعموماً فإن قرار استقبال الفلول المارقة التي هربت من العقاب لم يتخذه الجندي البسيط الذي ألقته ظروف الخدمة العسكرية الإجبارية ليتكفل بمهمة حماية الحدود بين قطاع غزة و سيناء , بل اتخذته جهات عُليا لطالما استقبلت قاطع الطريق جون قرنق استقبال الزعماء بينما كانت تقاطع حكومة السودان الشرعية وترفض التعامل معها !!<BR><BR>(3)<BR><BR>حسبكم وغزة !!! لا تطعنوا فيها !!!<BR><BR>- مشاعر الاستياء التي انتابت من هو خارج حدود البلاد من الفلسطينيين وشعورهم بالعار كما قيل من الانتماء لهذه الأرض ليست بصدد الوضع في ميزان التقييم و النقاش الآن فالعار إذ وُجِد فقد وُجِد مع أعضاء فريق أوسلو حين كانت سلطته تسلم المجاهدين يداً بيد للصهاينة وحين كان يقضي رجالها الفُرار لياليهم في حانات تل أبيب وفنادقها وحين تحولت السجون إلى مسالخ يُمارس فيها كل أنواع الإجرام التي فاقت سلوكيات حمزة البسيوني (1) ورجاله في الغابرين, وإن كانت القضية الفلسطينية بكل تفرعاتها داخل وخارج فلسطين قد دخلت مرحلة شديدة التعقيد نتيجة لتراكمات الظروف الداخلية والخارجية المحيطة وغياب قيادة حقيقة للشعب الفلسطيني تستطيع الإمساك بزمام الأمور وتوجيهها في الاتجاه الصحيح ناهيك عن خوار الأنظمة العربية الواضح وسقوطها التام في مستنفع التبعية التامة لأمريكا فإن كل هذا إجمالاً وتفصيلاً ليس له علاقة بعمليات التنظيف التي جرت في غزة على يد كتائب الشهيد عز الدين القسام والتي تم تنفيذها ضد مقرات وعناصر فيلق غدر الفلسطيني ومجموعات الموت التي بدأت في الأشهر الماضية تحاكي أساليب عصابات جيش المهدي في العراق إذ اجترأت على المساجد والمصاحف والأئمة والملتحين سواء الملتزمين أو مادونهم و إذ أصبحت اللحية بالنسبة لهؤلاء سبباً كافياً للاعتقال والتعذيب والقتل بدم بارد ودون تمييز بين فتحاوي أو حمساوي تلك المعادلة التي أصبحت بديلاً عن سٌني و شيعي كما يجري في العراق , بل ووصلت الأمور إلى درجة التهجم على المنازل وإحراقها وقتل المجاهدين أمام أسرهم مما عُد مؤشراً واضحاُ بأن هناك محاولة “بلهاء” لاستنساخ تجربة العراق داخل غزة مع فارق شاسع في التفاصيل الداخلية حيث لم يصل الجنرال الهارب وزُعرانه إلى درجة إجرام بيان صولاغ وأما الهالك سميح المدهون فلم يكن بأبي درع الفلسطيني , وبالطبع لم تزُل بغيابهم كل أسباب الفتنة إلا أن ماسقط من ذاكرة هؤلاء الخونة كان شيئاً واحداً .. وهو.. أنهم في غزة !! هذا كل شيء.. وهكذا قضي الأمر ...<BR><BR>(4)<BR><BR>جنرال الخمسة بلدي والرقص على أطلال الفشل<BR><BR>- جنرال الخمسة بلدي المستهزئ بآيات الله والولدان المخلدون (2) على الملأ قبل عام مضى , لم يرتدي بدلته العسكرية قط وتبخر من ميدان المواجهة تاركاً جنوده الذين انهالوا عليه باتصالاتهم حين بدأت حصون شرهم تتهاوى دون أن يأبه بهم , الجنرال أحرق عرائسه كلها في أتون المعركة وما استطاع أن يكون نيرون لأن غزة ليست بروما, وأما غزة “حلم الجنرال” فقد صفعته بشدة بذات الأيدي التي صفقت له طويلاً وركلته بنفس الأقدام التي لطالما ضربت الأرض بقوة مؤديةً له التحية العسكرية , تلك هي العجوز الداهية الفتية التي حلِم بحُكمِها طويلاً , تركته وحيداُ يراقص الوهم , وعادت من جديد كما عهدناها في طفولتنا محوِلةً أوكار الشياطين إلى منارات علم للموحدين, ومقرات المُجرمين إلى حلقات تدريس لأصول الدين , رمتك بقوسها ياجنرال فمت سقيماً بنشابها أو رُدها عليها إن استطعت !! أم حمزةً هي وأباجهل أنت !!؟؟ الويل لك يا جنرال في الدنيا من غزة وفي الآخرة من ربِ غزة , ألا تنظر إليها من مخبئِك!! ؟؟ هلا ألقيت نظرة على ما بنيته فوق رمالها المتحركة وقد أضحى هشيماُ تذروه الرياح !! ألا تسمع أجمل كلمات غزل قالوها فيها !!؟؟ <BR>قالوا: “غزة مدرسة الإفحام الأولى.. فيها نتعلم معنى النخوة فيها نتذوّق نظمَ الموت بقافية الثوّار والمصحف تطبيقٌ إجباري غزةُ كان لها شرف التخريج لفوج النخبة نجحوا وبمرتبة الشرف العليا غزة ما حلمت يوما ما ما نعست في ظل الوهم الشارد من مدريد إلى واشنطن غزة ليست هدنة غزة ليست صكّا غزةُ نارٌ تتلظّى غزة وما أدراك ما غزة.. “ (3) كعادتها قررت أن تطهر ثوبها الأبيض من الدنس المتراكم عليه فألقت بنفسها في قلب بحرها وتوضأت وتهيأت للصلاة , فبالله حسبكم وغزة !! فلاتقربوها .. لاتغتابوها .. وإياكم أن تأكلوا من لحمِها فليست بميتةً , لا تستكثروا الطهر على غزة !! لاتبخسوا ثمنها ولاتُحيرنكُم من مجاهديها سجدة !! قُضي الأمر وتعافت غزة “ولو لفترة“ تعافت ولسان حالها يقول “وإن عُدتم عُدنا“ تقبل الله منك يا غزة ... وعفية ياغزة .. يا مخترقةً حدود الجغرافية من أطراف الوطن إلى قلب الحدث , حياك يا بركاناً ثائراً تحت أقدام السُفهاء .. قد أبكيتينا وأفرحتنا وأخجلتنا.<BR><BR>(5)<BR><BR>وكي لا يتحول الفُرار إلى كُرار<BR><BR>- فإن الواجب الملقى على عاتق المجاهدين والمخلصين كافةً في قطاع غزة في الأيام القادمة ليس بالهين وإيجازه في النقاط التالية :<BR><BR>1. “وأصلحوا ذات بينكم“ العمل على تشكيل جبهة موسعة تضم كل كتائب المجاهدين على منهاج التوحيد بات ضرورة شرعية مُلِحة الآن خاصةً بعد زوال أسباب الفتنة والاحتقان بين الحركتين حماس وفتح في غزة, ولتكون مظلة للمجاهدين في قطاع غزة ولنا في “جبهة الجهاد والإصلاح“ العراقية مثلاُ طيباً إذ لم يلغي وجودها استقلالية كل تنظيم إلا أن الهدف منها كان توحيد الأهداف ووضع منهج موحد يستوعب جميع التوجهات ولفظ العصبية التنظيمية التي لازالت تمثل حالة مرضٍِية في الشارع الفلسطيني .<BR><BR>2. تفعيل وتوسيع الدور الشرعي لرابطة علماء فلسطين في الدعوة والنصح و الإرشاد والتوجيه وإصدار الفتاوى والأحكام في كل صغيرة وكبيرة على منهج أهل السنة والجماعة.<BR><BR>3. الاستعانة بأهل الخبرات والأكاديميين في علوم التخطيط وإدارة الأزمات داخل وخارج البلاد لتقييم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بدراسات علمية دؤوبة متواصلة لابتكار حلول بديلة تساهم في تسيير أمور الناس اليومية , وتلك مشكلة محورية لم تًعِد لها حركة حماس حين قررت منافسة فريق أوسلو سياسياً .<BR><BR>4. نشر خيانات فريق أوسلو على الملأ من خلال ما صودِر من مستندات داخل أوكارهم الإجرامية كي لايكون على المجاهدين حرج في القصاص منهم رغم أن الأيام القادمة الصعبة ستشهد مزيداً من التعقيد .<BR>5.الحذر كل الحذر من استثمار حالة الاستئثار التي تعيشها حركة حماس في غزة بشكل يحتمل التأويلات الخاطئة مما قد ينشر حالة الإحباط سريعاُ بين المواطنين والعناصر الطيبة من حركة فتح , خاصةً وأن التركيبة النفسية لسكان قطاع غزة تميل أكثر لتفسير الأمور بشكل سلبي ومتشائم ناهيك عن سلوك تناقل الأخبار وبث الإشاعات وتضخيمها وذاك منفذ خطير قد تستغله خلايا الشر النائمة في هذه الفترة .<BR><BR><BR>والله من وراء قصد السبيل ,,,,<BR><BR><BR># # # # # # # # # # # # # # # # # #<BR><BR>(1) جلاد الإخوان المسلمين في مصر في عهد جمال عبدالناصر.<BR>(2) شريط صوتي بثه المركز الفلسطيني للإعلام للجنرال في إحدى جلساته تهكم فيه على الولدان المخلدون متهماً العرب بعد وقبل الإسلام بممارسة اللواط مع هؤلاء الذين ذكرهم القرآن الكريم وأعلى من شأنهم متوعداً حركة حماس بأشنه“حير قصهم خمسة بلدي“ .<BR>(3) نص وأشعار: مريم العموري ... من ألبوم عياش والوطن<BR><br>