التصنيف : "خمس نجوم"!
27 ذو القعدة 1427

(1)<BR>( سكّروا المدارس وآلوا لنا بس لتسئط الحكومة و بنرجع نفتحا ) <BR>كانت هذه إحدى عبارات التلميذ الجنوبي النحيل مجيباً على أسئلة المراسلة الإخبارية حول سبب تواجده مع زملائه في موقع الاعتصام ببيروت، تتشبث النظارة الطبية في رشاقة واعتداد بأنفه الصغير والسحنة الطباشيرية تدفعك للإحساس بنجابتها وتشدك في حنين جميل للكتب المتهرئة والجرس المزعج وأقلام الرصاص ، يضم زميليه إليه ويؤكد للمراسلة أنهم لم يجدوا ما يفعلونه سوى الالتحاق بالاعتصام هنا، كما أجهزة تتبع الدخان والإنذار بالحرائق ..تشتمّ حاستك المسترخية بوادر خطأ وتتحسس حافة الإطار بحثاً عن زوايا الصورة الصحيحة ، كاميرا المصور لا تمهلك للصياح كأرخميدس!" وجدتها" تأتي متلوية فوق جسدين لشابين " معتصمين" يهزان " وسطيهما " في منافسة جادة لراقصات الملاهي الليلية بينما قبع شاب بالجوار يضرب لهما على " الطبلة"! ...كل اعتصام وبيروت بــ..خــ..ـيــ..ر! <BR> (2)<BR>يمضي الأسبوع الأول والجمع المعتصم بساحتي الشهداء ورياض الصلح يتعاملون مع الموقف من منطلق " الكشتة"! الطقس ملائم و التجهيزات مغرية! صاحب النصر الإلهي يدرك أن الشارع ليس محل تعويل مهما كانت " التعليمات" ! فيقرر أن " يخبطهم" بتصريح تلفزيوني لعل أن تقوم للجمع قائمة و عسى أن تحين مواجهة مع أسرى السراي ! وعلى غير ما اشتهى هوى صراخه وتوسلاته و نفرة الدماء من عروقه على الجمع كشلالٍ بارد رغم موجات التصفيق الميكانيكية، فالخطاب المتشنج المتناقض يعرى المعارضة أمام نفسها قبل غيرها ، وإلقاء التهم جزافاً والإسراف في توزيع أوسمة " التخوين" على الرائح والغادي ليس بالضرورة أن يبعثا على الثقة ، فالصعوبة ليست في أن تخوّن أحداً وإنما في أن تثبت للآخرين أنك " نزيه "!! .......لعل ظريفاً من أنصار المعارضة قد همس لصاحبه بعد انتهاء الخطاب غير المسبوق :" ليته سكت"!!<BR>(3)<BR>الخيام الفارهة لم تجد، الخطاب الهستيري لم يجد، الشحن النفسي ليوم الأحد " المنتظر" لم يجد فقد مر كغيره من الأيام!، هذا "الشارع" الخارج من رحى مسرحيةٍ صيفية أقحم فيها لا يبدو راغباً في تأدية المزيد من " الأدوار"! الشتاء قارس وتضاريس لبنان لاترحم! والاقتصاد الذي عانى شللاً نصفياً بعد الحرب يوشك بعد خطوة الاعتصام الصبياني هذه أن يخوض تجربة الشلل الدائم! المنطقة التجارية وسط بيروت تحولت لدهاليز أشباح بينما التجار يحصون خسارتهم" أصفاراً" يضيفوها في ذهول إلى يمين الواحد! تتداول أخيلة الشباب أحلام الهجرة، فقرن إلى الوراء من العسير أن تستوعبه أذهان لم تدرك سوى أطرافه!...... ولو ..؟! كــــل لبنان واقتصاد لبنان وشباب لبنان ومستقبل لبنان كِرما ( لصرمايته)!.......المهم ألا يأتي من يحولها يوماً إلى وجهه!<BR>(4)<BR>رئيس دولة مشرقية توسعية لا يسأم ترديد عبارته الخارقة ( إسرائيل على طريق الزوال) في كل محفل أو مناسبة مفترضاً أنه يطاول السماء بها انجازاً وجرأة! والحق أن مثل هذا التصريح لا يماثله قوةً ولا فتكاً إلا القول أن في اليد الواحدة خمسة أصابع ، وأن الشمس تشرق كل صباح ، وأن الطيور تبيض، وأن الزيت يطفو فوق الماء! وهو مثل أن " ينط " طفلك في وجهك وأنت بين الضيوف ويشد طرف ثوبك كي تسمح له بإخبارهم أنه قد تعلم في المدرسة اليوم أن إضافة واحدٍ لآخر ينتج عنه اثنان ، وأن الألف في الهجاء تعقبها الباء!.........من قلّة الخيل..!!<BR>(5) <BR>الدولة المشرقية التوسعية تحتضن مؤتمراً داعماً للمشككين في محرقة الهلكوست، المشكلة هنا ليست في محاور المؤتمر" الاستعراضي" وإنما في الموقع والتوقيت ، ومربط الطرافة في الأمر أن سعادة الدولة المضيفة والتي تتطوع لنقاش مصداقية محرقة "تاريخية" تنصب في الوقت الحالي أكبر محرقة " معاصرة" لشعب مجاور لها تقاسمت نهب أرضه مع الأمريكان......... كاد المريب ؟؟ <BR><br>