الحرب اللبنانية:ايجابية أم سلبية على العراق ؟
12 شعبان 1427

في قضايا الصراعات والحروب والتي بطبيعتها تشهد تدخلات لأطراف عديدة وفق مصالح متنوعة ومتفاوتة الأهمية لكل منها،لا نتيجة واحدة ،وإنما نتائج متعددة بل ومتباينة في أغلب الأحيان –وليس فقط أوجه متعددة لحقيقة واحدة -وهنا يأتي دور محاولة استخلاص النتيجة الكلية أو المحصلة العامة للنتائج والتي مشكلتها بدورها أنها لا تتعامل مع قضايا حسابية تطرح من بعضها أو يجمع فيها المتشابه مع بعضه البعض ويطرح من نقيضه السلبي،وإنما هي محاولة عقلية مجردة في نتيجتها الإجمالية، حيث إن المحصلة العامة وإن كانت تدرس قضايا مادية أو نتائج متحققة على الأرض- كما يقال دوما في كل مرحلة–فإنها ليست كعملية رفع البصمات حيث الشق المعتمد على الوقائع من التحليل لا يقدم إلا الصورة الأولية المباشرة للحدث وتداعياته المنظورة (خاصة وان الخسائر الحربية غالبا ما لا تعلن حقائقها إلا بعد فترة )بينما النتيجة الكلية هي عمل عقلي محض وصورة ذهنية مجردة تتعامل مع المستقبل بأكثر مما تتعامل مع الواقع الماثل.<BR>وفى القضايا المعقدة للصراعات والحروب،هناك من النتائج ما هو مباشر أو آني أو لحظي، وهناك ما هو بعيد التأثير أو ما هو ممتد التأثير إلى أفق غير منظور.وفى بعض من الأحيان أو الأحوال تكون النتائج المباشرة أو الوقتية مخالفة في تأثيراتها عن تأثيرات البعيد أو النهائي، بما يتطلب أن تجرى عملية تشكيل الرؤية للمحصلة الكلية والاستخلاصات النهائية لنتائج الصراعات مراعية ومدركة أهمية التفرقة بين أنماط النتائج واختلاف آثارها، وأن تجرى بأفق بعيد النظر، دون التمترس عند النتائج المباشرة أو الآنية للأحداث وهو ما يتطلب إدراكا عقليا وقياسات وتمثل للتجارب التاريخية واستخلاصاتها بالنظر إلى أن النتائج المباشرة أكثر سخونة وأشد وضوحا وأكثر جذبا للاهتمام بينما النتائج المستقبلية هي أمور غير منظورة بطبيعتها.<BR>وحينما تشهد منطقة ما عدة صراعات وحروب في نفس التوقيت تشارك فيها أطراف متعددة في داخل البلد الواحد وتنغمس فيها أطراف إقليمية ودولية كثيرة ،وتكون تلك الصراعات في تماس وتأثير متبادل بين بعضها البعض ،فإنه لا يمكن عزل صراع منها بكل تعقيداته عن التأثير سلبا وإيجابا في الصراعات الأخرى، فما بالنا حين تجرى تلك الصراعات في منطقة هي أصلا منطقة واحدة ،كما هو حال العالم العربي الإسلامي الذي تجري الصراعات فيه بتعدد غير مسبوق وفى وقت واحد وبتدخل من كل الدول العربية الإسلامية والإسلامية ومن كل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة وفى ظل مرحلة يحدث فيها تمايز عقائدي وعلى أساس المصالح والانتماءات كما تجرى فيها ولادة لنظام دولي مختلف عن ما ساد من قبل.<BR><BR><font color="#ff0000">والمثال الأبرز لمشكلات البحث في الحالات المعقدة أو بالأحرى في الصراعات المعقدة،هو تناول قضية تأثير الحرب اللبنانية ("حزب الله" – "إسرائيل" ) على المقاومة العراقية </font>،إذ في بحث هذه القضية تتجمع كل مشكلات محاولة استخلاص نتائج كلية للحدث ،الذي يزيد من تعقيدات مشكلة دراسته انه ما يزال فاعلا ومتفاعلا ومستمرا ويحمل تغييرات جدية في كل يوم جديد. في التأثيرات الآنية والمباشرة للحرب بين "حزب الله" و"إسرائيل" ،على المقاومة العراقية ،نجد أن هذه الحرب قد أخذت من الاهتمام السياسي والإعلامي الذي كانت تحظى به المقاومة العراقية، بما أضعف الاهتمام والدعم الشعبي لها ،وهو الرصيد الأساسي في نجاح المقاومة من عدمه حيث لا مقاومة دون دعم شعبي داخلي وخارجي أو بالأحرى لا نجاح لأية مقاومة عربية إسلامية دون دعم شعبي داخلي وعربي إسلامي بحكم طبيعة المقاومة التي هي عمل نخبوي مبثوث وسط الشعب الذي تنشط المقاومة داخل حيزه الجغرافي الذي يحميها بقدر ما تعبر عنه وحيث لا نجاح لها بدون دعم شعبي عربي وإسلامي ، بحكم طبيعة اتساع رقعة المنازلة وآفاقها الاستراتيجية باعتبارها جانبا من جوانب صراع شامل ،وذلك وفق ما أثبتته التجارب الشعبية المقاومة بصفة عامة.<BR>كما نجد أن هذه الحرب قد أخذت الرأي العام الأمريكي عن متابعة المأزق الذي تعيشه قوات الاحتلال الأمريكية في العراق إلى حالة الحرب مع "إسرائيل" والى فكرة الصراع مع إيران وإلى دواخل السياسة اللبنانية وزعاماتها وصراعاتها ،وإلى صراعات ومناقشات ومناكفات أوروبية أمريكية أو بالأحرى فرنسية أمريكية ،بما اضعف تأثيرات المقاومة العراقية وعملياتها الضاغطة على الإدارة الأمريكية من خلال تأثيرها على الرأي العام الأمريكي ،الذي يمثل إحداث تحول كبير ومؤثر في آرائه وتوجهاته من الحرب أمر أساسي لنجاح المقاومة أيضا ،ذلك أن هزيمة الولايات المتحدة (طالما هي في هذه الحالة من القوة ) لا تجرى إلا وفق ضغط عسكري خارجي (من خلال المقاومة ) يتحول إلى ضغط داخل الولايات المتحدة سواء على صعيد الشعب الأمريكي أو على صعيد المنافسين على الحكم (الحزب الديموقراطي) أو على صعيد الشركات الأمريكية ومصالحها في المنطقة أو على صعيد الأجهزة الأمريكية العاملة للحفاظ على المصالح والوضع الاستراتيجي للولايات المتحدة دوليا .وكذا نجد أن اشتعال هذه الحرب قد قلل الاهتمام بالمذابح التي تجرى في العراق وعمليات التهجير و"التطهير العرقي" للمسلمين العرب من الجنوب ومن الشمال الشرقي إلى مناطق الوسط على خلفيات عرقية ودينية،كما نجد أن الفئات المتعاونة مع قوات الاحتلال قد حاول بعضها استثمار هذه الحرب في تبييض وجهه داخليا وعربيا من خلال إعلان تأييد صراع "حزب الله" مع "إسرائيل" على طريقة غسيل الأموال ..الخ ،بما قلل من الضغوط الشعبية الداخلية والعربية الإسلامية على هذه الفئات.<BR>لكن إذا نظرنا لبعض جوانب الأبعاد العامة والنتائج البعيدة للحرب اللبنانية "الإسرائيلية" على المقاومة العراقية،نجد أن <font color="#ff0000">هذه الحرب أثبتت أن المقاومة العراقية هي واحدة من أقوى المقاومات عبر التاريخ الحديث وأنجحها بما يثبت قدرتها ومكانتها في الشارع العربي الإسلامي أكثر من ذي قبل</font> ،إذ في الحرب اللبنانية لم يواجه "حزب الله" سوى الجيش الصهيوني الذي يعتمد على الجيش الأمريكي ومصانع أسلحته بينما المقاومة العراقية واجهت وتواجه الجيش الأصل (الجيش الأمريكي ) الذي هو الأقوى بين كل جيوش العالم حاليا،كما هي في معركتها المتواصلة والمستمرة والصامدة فيها منذ منتصف 2003 وحتى الآن ،قد واجهت وتواجه على الأرض نحو 140 ألف جندي أمريكي إضافة إلى قوات من دول أخرى (بريطانيا 8 آلاف وحدها ) بينما كل القوات البرية الصهيونية التي شاركت في القتال ضد "حزب الله" لم تزد على نحو 20 ألف جندي .كما هذه الحرب أثبتت أن المقاومة العراقية تمتلك كل مقومات النصر إذ هي تواجه الجيش الأمريكي (وفق المعطيات السابقة) دون أن تتمتع بأي دعم سياسي أو عسكري من أية دولة أخرى ورغم ذلك حققت كل هذا الصمود وكل تلك الانتصارات على خلاف "حزب الله" الذي يلقى دعما علنيا على الأقل من دولتين هما إيران وسوريا.<BR>وهكذا فان النظر البعيد في تأثيرات الحرب اللبنانية "الإسرائيلية" ،إنما يأتي بنتائج مختلفة عن النظر للتأثيرات المباشرة لها على المقاومة العراقية .<BR><font color="#0000FF">عسكريا وسياسيا ما الفرق؟</font><BR>في الحيز الجغرافي من الأرض الذي تعيش عليه الأمة الإسلامية تجرى العديد من حالات الحروب العسكرية والسياسية كما تنشط العديد من حالات من المقاومة الجهادية بأوجه وأشكال متعددة .وإذا كان الأمر اللافت أو المعطى الاستراتيجي العام في تحليل الحرب اللبنانية "الإسرائيلية" ("حزب الله"-"إسرائيل" ) هو أن تلك الحرب جرت بينما طرفاها مدعومان من خارج قدراتهما المباشرة،سواء "حزب الله" أو "إسرائيل" ،فان المقاومة في العراق (وفلسطين و أفغانستان والشيشان) تجرى جميعها دون أن تتلقى المقاومة فيها اى دعم من أية دولة من دول العالم أو بالدقة أنها تجرى ضمن حالة حصار للمقاومة فيما الأطراف المعادية تلقى أشكال واسعة من الدعم والتحالف من الدول الأخرى ،يضاف إلى قدرات هذه الدول التي تخوض أعمال العدوان أو المعارك والتي هي أصلا قدرات ضخمة (الولايات المتحدة-بريطانيا-روسيا –الكيان الصهيوني...الخ ) وهو ما يعنى في التحليل الاستراتيجي أو بعيد النظر ،وجوب التفرقة بين طبيعة النتائج التي تتحقق في مثل تلك الحروب وطبيعة النتائج التي تحققها أنماط من الأعمال المقاومة أو بالدقة أن ننظر إلى المقاومات التي تجرى وفق عوامل ومعطيات وقدرات داخلية نظرة مختلفة عن النتائج التي تتحقق وفق حالات مدعومة من الخارج ،إذ الأولى تحمل معنى الاستمرارية لاعتمادها على قدراتها (بعد الله سبحانه وتعالى )والثانية تكون عرضة أكثر لتغيرات خارج معطياتها على المستوى البعيد ،رغم أنها على المستوى الراهن تتمتع بعوامل قوة سياسية وعسكرية اكبر من الأولى.<BR><font color="#ff0000">وفى معطيات التحليل أيضا ،فان نمط نشاط المقاومة العراقية (وفى أفغانستان والشيشان )تختلف عن حالة الحرب بين "حزب الله" و"إسرائيل" ،حيث العراقية تخوض صراعا عسكريا وسياسيا مزدوجا أي صراع ضد أطراف داخلية مساندة للاحتلال على المستوى العسكري </font> (الميليشيات والعمل الاستخباري وغيرها ) والسياسي (المشاركة في العملية السياسية التي شيدها الاحتلال لنيل مشروعية سياسية داخلية ،إضافة إلى الطرف الخارجي ،بينما حرب "حزب الله" لم تكن عسكريا إلا ضد طرف واحد .وهو ما يعنى على المستوى المباشر أن مواجهة "حزب الله" لـ"إسرائيل" كانت الأخف وطأة أو الأكثر سهولة – رغم خطورة العدو وعظم قدراته- إذا ما قارناها بالمواجهة التي تخوضها المقاومة العراقية ضد الولايات المتحدة والأطراف الداخلية المتحالفة معها،وهو ما يعنى أن لا إمكانية لتحقيق حالة توازن في المعارك بسهولة كما يعنى أن النصر النهائي يتأخر طويلا.غير أن ذلك يعنى أيضا من زاوية النظرة الاستراتيجية أن طبيعة الانتصار الذي ستحققه المقاومة العراقية ،إنما هو انتصار يحدث تغييرا في المعادلات الداخلية والخارجية في آن واحد – أي تغيير حاسم لمعادلات القوى الداخلية وهزيمة تنجز التحرير دون قدرة للعدو على معاودة الهجوم - بينما الحرب بين "حزب الله" و"إسرائيل" هي حالة متدرجة أو متدحرجة وتحتاج دوما إلى حالات استكمال للمعارك ،كما هي عرضة للتقلب في الاشتعال بين المواجهات الخارجية والداخلية.<BR>وكذا فإن النظر للمقاومة العراقية عند مقارنتها بمعركة "حزب الله" و"إسرائيل" ،ينبغي أن يضع في الاعتبار ،أن<font color="#ff0000"> العراقية حال تحقيقها النصر النهائي فإن ذلك لا يعنى تغييرا على صعيد تحرير الأرض العراقية فقط وكذا لا يعنى فقط تغييرا في موازنات القوة على الأرض العراقية وإنما هو أيضا سيحقق تغييرا في الوضع الدولي – في حالة قريبة الشبه بحالة الانتصار الأفغاني على الروس</font> وان اخطر بحكم أن الهزيمة في العراق ستنسحب إلى هزيمة في أفغانستان وفلسطين ولبنان وغيرها-إذ سيتراجع دور الولايات المتحدة في العالم ،بينما التغيير الذي سيحدث في حال الحرب اللبنانية "الإسرائيلية" ووفق ظروف وتوازنات الداخل اللبناني وشعارات وحدود الحرب –تحرير مزارع شبعا وتبادل الأسرى ووقف الاعتداءات واختراق الأجواء- لن يحدث بسببه انتصارا نهائيا لا في داخل لبنان ولا في تغيير التوازنات الدولية كما هو الحال في حالة العراق .<BR>وهكذا فان ثمة فوارق في الأفق الاستراتيجي لمعركة المقاومة العراقية يجب الإمساك بها عند النظر في النتائج المباشرة لتأثيرات حرب "حزب الله" و"إسرائيل" على المقاومة العراقية ،التى هى ذات أفق استراتيجى عميق وبعيد وباعتبار معركتها طويلة الأمد كما ستأتي نتائجها بتغييرات شاملة على الأوضاع الداخلية والعربية والإسلامية والدولية.<BR><font color="#0000FF">المقاومة العراقية تحصد النتائج ! </font><BR>في التحليل المباشر لإحداث الحرب بين "حزب الله" و"إسرائيل" ،فان كل المؤشرات تؤكد أن هذه الحرب جاءت خصما من الاهتمام والدعم والتأييد الذي تلقاه القضية والمقاومة العراقية ،كما هي طرحت البعد الإيراني في الحالة الإقليمية خصما من الدور العربي والعراقي ،غير أنها على المستوى البعيد جاءت لتصب في صالح المقاومة العراقية إلى درجة يمكن معها القول بان هذه الحرب جاءت لصالح المقاومة العراقية بالإجمال على المستوى البعيد !.<BR>فالقضية الجوهرية التي ثبتت من المعارك على صعيد الداخل اللبناني هي صحة موقف المقاومة العراقية من المتعاونين مع الأعداء واعتبارهم في مستوى الأعداء على الصعيد السياسي والعسكري .ثمة فارق هام بين معركة "حزب الله" مع "إسرائيل" ومعركة المقاومة العراقية ضد الاحتلال ،مظهره هو أن "حزب الله" حاول بكل الطرق تفادى نشوب نزاع داخلي مع قوى ترتبط بالولايات المتحدة و"إسرائيل" ،بينما المقاومة العراقية وضعت المتعاونين مع الاحتلال في موضع العداء .وقد ثبتت صحة الموقف الذي أخذته المقاومة العراقية من الأطراف الداخلية المتعاونة أو المتناغمة مع الاحتلال ،إذ كان للدور الذي لعبته القوى اللبنانية المعاونة مع الولايات المتحدة و"إسرائيل" –الموجود منها في الحكم وغير الممثل فيه-الدور الأخطر على تقرير نتائج المعركة سياسيا ،حيث أن الصمود العسكري لـ"حزب الله" والمواجهة الضارية لقواته مع القوات "الإسرائيلية" قد انقلبت إلى وضع سياسي لا علاقة له بالمعركة العسكرية ونتائجها بسبب سيطرة قوى أخرى على القرار السياسي .وإذا كان وضع الساحة اللبنانية مختلف إذ أن الجيش اللبناني ليس جيشا يشرف عليه العدو المحتل كما السلطة السياسية في البلاد بالإجمال ليست كذلك بما استدعى من "حزب الله" تكتيكات أخرى ،حتى لا تحدث فتنة وحرب أهلية لا تحمد عقباها ،فان هذه الحالة ثبتت فكرة المقاومة العراقية على مستوى النظر البعيد وفق طبيعة حالتها وظرفها الخاص ،حيث أن أعداء المقاومة العراقية في الداخل إنما يمارسون عملا عسكريا وسياسيا ضد المقاومة .ويمكننا بالقياس إلى حالة "حزب الله" تصور النتائج الوخيمة حال أن تركت المقاومة العراقية الملف السياسي لتلك الفئات المتعاونة مع الاحتلال أو إذا ما هي شاركت في العملية السياسية التي شكلها وأدارها الاحتلال .<BR>وفى النتيجة الكلية للحرب وعلى المستوى السياسي فإن ما أثبتته المعركة اللبنانية من إمكانية الانتصار على الجيوش المدججة بالأسلحة التكنولوجية المتقدمة وما ثبت من أن بالإمكان مقارعتها بنجاح لصالح المقاومين في الحرب الشعبية ،هو في النهاية صب في مصلحة وجهة نظر المقاومة العراقية في الداخل العراقي ،كما أكد للجمهور المسلم في كل مكان صحة اختيار المقاومة العراقية منذ البداية وجعلهم أكثر قناعة بإمكانية تحقيق النصر بإذن الله .<BR>كما <font color="#ff0000">هذه المعركة ولا شك قد ألقت ظلالا كثيفة من الشكوك حول الدور الإيراني في العراق وعلى المتعاونين معها، بالنظر إلى إعلان إيران دعمها لـ"حزب الله" عسكريا في المعركة وهي التي تدعم في العراق المتعاونين مع الاحتلال الأمريكي</font> .وهو أمر لاشك وعلى المستوى البعيد يساهم في عزلة الجماعات المتعاونة مع الاحتلال وإيران في الداخل العراقي ،إضافة إلى تأكيد تلك الحالة صحة تحليل المقاومة العراقية وموقفها من الدور الإيراني المذهبي والبراجماتي .<BR>وهذه المعركة حتى في نتائجها العسكرية على الطرفين جاءت لمصلحة المقاومة العراقية .ذلك أن كل إضعاف للكيان الصهيوني وفق هذا النمط من الحروب ،إنما هو لمصلحة فكرة المقاومة لدى الشعوب العربية والإسلامية الذي بدوره هو لمصلحة المقاومة العراقية التي كلما تجذر خيار المقاومة في المنطقة العربية وتثبت إنما يعنى انتصار نمط وأسلوب المقاومة العراقية وإضعاف نفس الأعداء.وكذلك أن دخول "حزب الله" هذه المعركة قد حدد أمام الرأي العام في المستوى البعيد ،حدود طبيعة الصراع الذي يخوضه "حزب الله" مقارنة بطبيعة المعركة التي تخوضها المقاومة العراقية.<BR><br>