عيد العالم الإسلامي .. إطلالة أمل عابرة للأحزان
9 ذو الحجه 1425

ألفنا من فرط ما يكتنف هذه الأمة الإسلامية من أحزان ومشكلات أن نردد قول الشاعر الفريد المتنبي الذي بثه من قلب كسير قبل نحوٍ من ألف عام : <BR>عيـد بأية حال عدت يا عيـد بما مضى أم لأمر فيك تجديـد <BR>أما الأحبـة فالبيـداء دونهـم فليت دونك بيـدا دونها بيـد <BR>......<BR>أصخرة أنـا ما لـي لا تحركني هذي المُدام ولا هذي الأغاريد <BR>......<BR>وعندها لَذ طعم الموت شاربٌه إن المنيــة عند الذل قِنديـد <BR>(البيد : الصحراء , المدام : الخمر , الأغاريد : الأغاني , القنديد : العسل الأسود)<BR>ألفنا من زمن هذا الإحساس بالمرارة كلما مر علينا عيد , وحقوقنا مهدرة في أصقاع الأرض , وهذه الألفة حدت بكلمات شاعرنا الحزينة أن تنتشر وتعاود الظهور كلما مر عيد على المسلمين , وإذا كانت مشكلة المتنبي شخصية بالأساس تخص خلافه مع حاكم مصر كافور الإخشيدي ؛ فإن مشاكل المسلمين العامة وأتراحهم هي التي جددت هذه الأبيات وأحيتها حتى وضعها عدد كبير من الشعراء شامة وأمارة للحديث عن واقع المسلمين المعاصر , ولا غرو أن يصدح الشاعر عمر بهاء الدين الأميري ـ وحال الأمة الإسلامية كما هو معلوم ـ قائلاً : <BR>ما العيد و(القدس) في الأغـــلال وفي الخليل ملمّات وتشريد<BR>وزأرة المسجد الأقصى مضرجة الـ أصداء بالدّم والويلات ترديد<BR>.. الأحزان كثيرة والآلام أيضاً , غير أن البكاء لا يعيد مجداً ولا يرفع هامة , فقديماً سرى صوت خفيض مفعم بالمرارة من فم المعتمد بن عباد أمير أشبيلية يرثي مجداً أثيلاً من رحم منفاه الإجباري بعد أن أسره يوسف بن تاشفين , وهو يستقبل عيده قبل تسعة قرون : <BR>فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا فساءك العيد أغمـأت مأسـورا<BR>...... <BR>من بات بعدك في ملك يسر بـه فإنما بـات بالأحـلام مغـرورا <BR>ولم تكن كلمات المعتمد بقادرة على أن تعيد له ما مضى من ملك عظيم , فمات كمداً في أغمات .. ومثلما لم تكن كلمات المعتمد تملك القوة لإعادة النضارة إلى وجه المعتمد والرفاه إلى حياته ؛ فلن تتملك الإرادة نفوس المعتمديين الجدد. (وقد كان المعتمد معذوراً وهو أسير أما غيره فإنه حريص على أن يأسر نفسه وهو طليق) <BR><BR>واليوم ونحن نستقبل العيد المبارك السعيد , نرى الأمة الإسلامية مدعوة لأن تزرع الفأل من جديد في ربوعها , والبشر في جنباتها .. ونرى الطليعة المؤمنة في لازم المسؤولية أن تبث في الأمة الكسيرة روح التفاؤل والاستبشار بالقادم .. ليس عن سذاجة وسطحية , بل لأن هذه الأمة بالفعل لم تفقد أدواتها الحضارية ولن تفقدها ما بقي في الأرض من يقول "الله .. الله" , وليس لأننا نريد أن يعيش الناس في الأوهام , بل لأننا نريد اتساقاً مع روح الشريعة الغراء أن ننشر الأمل في القلوب , واستلهاماً لمحبة نريد أن تكون كما استقامت للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ أن تنشرح لها الصدور : "لا عدوى و لا هامة و لا طيرة و أحب الفأل الحسن" [ قاله النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه مسلم] .<BR> <BR>وكما تقدم ليست هذه كلمات تخدير ليمر العيد ببهجته وفرحته على المسلمين , وليست تسطيحاً لفكر يرى الخير يعم والمؤامرات ضد الإسلام والمسلمين قد انحسرت أو ذهبت جهودها أدراج الرياح. <BR>لسنا نملك إلا أن نقول ونحن نستقبل العيد والأطفال تغرد في الحدائق والأهلون يتزاورون في المنازل , أننا نعيش المحنة بكل معانيها ومفرداتها , غير أننا ومع ذلك لا يستبد بنا اليأس والإحباط أن نعي أن المخاض صعب ومن دونه وليد جميل , وأن الشوك يحف الرياحيين , وأن العتمة تسبق الفجر المشرق. <BR><BR>ودعونا الآن من الإنشاء إلى الحقائق نداولها بين عقولنا , نقلب فيها النظر ثم إلى الخلوص إلى النتائج التي تجيب على هذا السؤال المنغص : هل من حقنا أن نفرح ؟ هل من حقنا أن نتفاءل ؟ <BR>قبل أن نطرح الحقائق تحدونا رغبة في أن نلفت إلى الفارق الشاسع بين الفأل كحالة لا تجعلك تهمل المعطيات السلبية ولكنها تقفز فوق الجراح وتلوذ بالواقعية العملية من دون النظر إلى عقابيل الطريق ووعورته كسد يمنعك من التحرك أو ربما التفكير في التحرك , والتسطيح والتخدير ـ كذاك الذي صاحب النكبة العربية وإعلامها ـ كحالة تجلسك على مقعد المتفرج تصفق للأوهام!! <BR>إنما العياذ بروح تفاؤل تبني الشخصية الطموحة الراغبة في التغير , وترفع إلى السماء استعلاء المرء بدينه واعتزازه بحضارته الضاربة بجذورها في تربة التاريخ. <BR><BR>وهاكم حيثيات تفاؤلنا : <BR>انهار الاتحاد السوفيتي قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً , وأحل الفكر الغربي على الفور الإسلام كعدو رئيس توضع بطريق صعوده الاستراتيجيات المحكمة العميقة , وللدقة فلم يغب الإسلام يوماً عن الساحة كعدو رئيس للغرب حتى حين كان الاتحاد السوفيتي في أوج قوته , وحتى حين أفاد الغرب من الحماسة الدينية الإسلامية في تركيع الاتحاد السوفيتي في أفغانستان ؛ وقتها لم تكن القضية تتجاوز الالتقاء في محطة تاريخية صغيرة وفي بقعة واحدة من بقاع العالم الإسلامي الشاسعة التي عانى فيها المسلمون من تسلط الغرب وهيمنتهم عليها. <BR>حين انهار العملاق الشيوعي , كشر الغرب عن أنيابه للإسلام .. وقتها أطلق العنان لكل ناقم على الديكتاتورية في العالم أن يتمرد على الديكتاتورية في بلاده وهبت الرياح الديمقراطية في كل العالم إلا العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب الذي لم يقتصر الغرب على عدم مساندته في مسعاه التحرري بل تجاوز إلى الوقوف في وجه أي رغبة تحررية في العالم الإسلامي لإقامة ديمقراطية حقيقة ترنو إلى قدر من الاستقلالية في القرار والنزوع إلى الحضارة الإسلامية وبناها النظامية السياسية والقانونية لارتشاف نبعها الصافي. <BR><BR>وقف الغرب سداً منيعاً أمام أي تحرك ديمقراطي في العالم الإسلامي , وللإنصاف نقول بأنه قبِل جزراً معزولة تقيم ديمقراطيات مبتسرة للعسكر فيها اليد الطولى مثلما في إندونيسيا وتركيا والمغرب والأردن والجزائر. <BR><BR>في هذا الوقت , اندهش البعض من تصدير الإسلام كعدو في وقت يعد فيه المسلمون في أوهن مراحلهم التاريخية , وأفتانا المتغربون بأن الغرب لابد أن يضع عدواً افتراضياً حتى لو كان ضعيفاً فقط ليتمكن من وضع الاستراتيجيات !! ولماذا ليست الصين أو الهند ؟.. سكت المتفيهقون السياسيون.. <BR><BR>الخلاصة أن الغرب كان يعلم من مفردات القوة لهذه الأمة ما لم يكن يحيط به علماً متغربو هذه البلدان الإسلامية .. بل ولا حتى بعضاً من الانهزاميين الإسلاميين , وفي إبان ذلك صدر تقرير سري لـ C.I.A يحصي عدد المسلمين في العالم بنحو ملياري مسلم وهو رقم يعلو أي رقم إحصائي سكاني آخر في العالم ويعني أن المهمة صعبة .. وصدر تحذير من آرييل شارون لأوربا من مغبة الاستسلام لنحو 118 مليون مسلم في أوربا (منهم الأتراك وسكان البلقان) ينتشرون في بلدان أوربا انتشاراً عده العدو الصهيوني "سرطانياً" نظراً لارتفاع معدلات دخول المؤمنين في دين الله .. تنادت إذ ذاك جماعات التنصير النافذة الكلمة في الغرب , لا بل وحتى في كثير من بلدان العالم الإسلامي ؛ إلى المبادرة إلى بسط نفوذها على المناطق المسلمة الفقيرة التي تعمل السياسة الغربية على إفقارها عمداً لهذا الغرض ضمن منظومة من الأغراض المختلفة الرامية إلى إضعاف المسلمين بصفة عامة. <BR>وبهذا الخصوص جاء المارينز الأمريكي إلى الصومال لـ"إعادة الأمل" فلفظها فقراء الصومال .. ومد المنصرون أيديهم إلى بؤساء تسونامي فردت صفراء من كثيرين يفضلون التشرد والجوع على اللقمة المعمدة.. <BR><BR>وبين هذه وتلك أعلنت الولايات المتحدة حربها الشعواء على العالم الإسلامي في أعقاب صواعق سبتمبر 2001 , وغلت أيدي منظمات الإغاثة الإنسانية المسلمة لمصلحة التنصيرية .. ومع هذا ظل ريا الإسلام يعبق بأرجاء المعمورة وظل الإسلام ينتشر .. {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون} [الصف: 8] . <BR>بكل صراحة ووضوح أعلنتها قوى الغرب بزعامة الولايات المتحدة وعلى لسان رئيسها "حرباً صليبية" , وحسب المتغربون أنها ستكون قاصمة لكل مظاهر الإسلام وحاملي راياته السود الغضاب , وكان الغرب أبعد نظراً منهم فتحدث عن سنوات طوال لهذه الحرب الضروس , وبالفعل بدأت ولم تتوقف ولم ينتصر فيها الغرب. <BR><BR>شنت الحرب على الإسلام , وأي رفعة لهذا الدين وأهله أن يشن أعداؤه حرباً عليه وهو لا يملك في هذه اللحظة الراهنة جيشاً ـ إلا من زرافات صغيرة هنا أو هناك ـ يذود عن حماه. <BR>شن الغرب حملتهم الصليبية وليس من أيوبيين ولا مماليك .. دقت الطبول ونفخ في الأبواق وما من جيش على الجهة الأخرى.. <BR>حققت الولايات المتحدة و"إسرائيل" بعض النجاحات في أفغانستان والعراق وفلسطين , لكن إذا ما نظرنا إلى تلك النجاحات بنظرة أكثر شمولية وموضوعية لوجدناها ليست منقوصة فحسب ؛ بل لمسنا من دون مظاهر النجاح الخادعة إخفاقاً ينقلها إلى حيز الفشل الذريع. <BR><BR>ففي أفغانستان كان المغزى من الغزو القضاء ـ هكذا بهذا اللفظ ـ على تنظيم القاعدة وإطاحة طالبان لأنها التي توفر الملاذ الآمن لزعماء القاعدة , ومن ثم تنصيب حكومة عميلة توفر للولايات المتحدة الأمريكية ما تصبو إليه من بسط سيطرتها على بحر قزوين ومد الأنابيب النفطية عبر أفغانستان .. وهذا كله لم يسر وفقاً لما كانت تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية , فلا هي قضت على القاعدة ولا نجحت في الإفادة النفطية من انصياع الطغمة الأفغانية الجديدة لها .. ونحن لسنا معنيين بالقاعدة كحالة متمردة على النظام الغربي السائد الآن في الكرة الأرضية , وإنما معنيون بأن نقول بأن الشعب الأفغاني المسلم لم يخضع للولايات المتحدة وما زالت تلقى منه ما لم تكن تتصوره للوهلة الأولى , بل إذا ما نحن ابتعدنا عن المقياس المادي للنصر والهزيمة , ونعني بها الناحية العسكرية والسياسية من ذلك فسنذكر بكل افتخار هذا الشعب المسلم الفقير الذي لم يذعن لآليات التغريب الأمريكية حيث بقى وفياً لدينه وعقيدته وهو يرزح تحت نير الاحتلال المتعدد الجنسيات .. والأريب من لا ينسى مقدمات الغزو الأمريكي لديار الإسلام الأفغانية و"تبشيرها" بأن نساء أفغانستان سيعمدن إلى "ملابس طالبان" فينزعنها حين تكون طالبان في الظل وإلى "القيم الغربية" فيؤبن إليها !! فحتى من كرهن وكرهوا ممارسات طالبان ومن يبغض القاعدة وما جلبته على أفغانستان من حروب وغيرها لا يختزل الإسلام فيها وفي رؤيته , ويبقى وفياً لموروثاته الحضارية وقيمه الدينية والأخلاقية. <BR><BR>أما في عراق الرشيد فثمة العزة والكرامة والسؤدد .. وهذي معادننا ينجلي عنها الران , وهذا عسجدنا تنصحه النيران .. جيش الإسلام بشكله النظامي غائب لكن هذا الإسلام بروحه السارية في النفوس المؤمنة لا يغيب .. وهذه العظمة المنحدرة من أصل معتصمي ورشيدي ومهدي بدا ألقها من جديد .. لتمرغ أنف زعيمة الروم هنا في بلاد الرافدين الأبية .. <BR><BR>وهل لو توقع هذا السيناريو العجيب أحد من الخبراء الاستراتيجيين سيصمه لداته بغير الجنون !! كل السيناريوهات كانت على مناضد خبراء بروكنجز وراند والسلام الدولي وغيرها , وعرفت طريقها للبنتاجون والبيت الأبيض والخارجية والاستخبارات إلا هذا السيناريو الذي يسجله التاريخ بمداد من فراتنا العظيم , فإذا المقاومة استحالت شمساً لا تحجبها أكف المارينز .. والشمس تجري لمستقر لها , ذلك تقدير العزيز العليم. <BR><BR>إنها إحدى آيات الدلالة على حياة هذه الأمة وشمسها التي لا تغيب , ومن شاء فليتخيل زعيم الروم بين بطارقته يقلب أوراق "الاستراتيجيا" ثم يرتد إليه البصر خاسئاً وهو حسير .. ماذا نفعل ؟ كيف نتحرك ؟ ما الخطوة التالية ؟ <BR>الانسحاب : إنما يعني إنشاء قاعدة لكل الناقمين على الصهاينة في أرض بابل .. يعني اضطراباً قد يقلب كل المعادلة في أهم منطقة في العالم وأوثقها ارتباطاً بالأديان. <BR>الاستمرار : يعني نزيفاً هائلاً من الأموال والجنود. <BR>المضي قدماً في الترسيخ لحكم موالي : يخلف ذاك استقطاباً متنامياً ضد رجالاته الذين بدءوا يشعرون بأن سفينة النجاة الافتراضية قد خرقت من أسفلها وأن غرقها رهين الوقت. <BR>التدويل : لم يعد له متحمسون سوى الأمريكيين أنفسهم أما بقية الدول فترى استخباراتها ما لا يراه المشاهد التليفزيوني البسيط.<BR>التقسيم : زعيم بقيام دولة إسلامية قريبة من حدود الأردن (60% فلسطينيون) وسوريا المجاورتين للكيان الصهيوني , وقيام فارس الكبرى المزعجة. <BR> <BR>كل أوراق الاستراتيجيا الجديدة بدت أمام زعيم الروم محروقة ولم يكن أي منها يخطر على قلب بشر. <BR>وفي مشهد مطابق يجلس زعيم الصهيونية وملك اليهود المتوج بين جنرالاته في ذات الحيرة أمام معجزة المقاومة الفلسطينية : ماذا يفعل ليس يدري .. <BR>إن الصهيونية رمت الفلسطينيين بفلذة كبدها ؛ آخر أساطين الصهيونية الأوفياء وأشدهم مراساً وجرأة ودموية , ولم تعد تملك بعده من رجل يقف عن يمينه إلا حمقى الأحزاب الدينية "الإسرائيلية" , والرجل كان مخلصاً لحد بعيد وجرب وأبدع في اختياراته المحكمة لنسف آمال المقاومة الفلسطينية: <BR>الاجتياحات : نفذ منها العشرات وما عاد إلا بخفي حنين وأشلاء جنوده الجبناء. <BR>السور الواقي : نفذه وقتل الآلاف وما لانت للأحياء قناة. <BR>الجدار الأمني : أقامه فاخترقته صواريخ العز التي أضحت معجزة العسكرية الفلسطينية.<BR>(ما معنى أن يرفع الغزاويون مجسمات صواريخ القسام افتخاراً ويرفعها على الجانب الآخر سكان مغتصبة سيديروت الصهاينة في مظاهراتهم احتجاجاً على حكومتهم العاجزة ؟)<BR>سياسية الاغتيالات : استعرت في عهده مثلما لم تكن من قبل , فاغتال الشيخ ياسين والرنتيسي وأبو شنب وشحادة والمقادمة وعرفات وأبا علي مصطفى فاستمر النزيف الصهيوني وارتفعت عمليات المقاومة كما لم تكن من قبل وبلغت معدلات قياسية.<BR>تعيين الموالين لشارون في الحكم الفلسطيني : حدث ولن يجدي شيئاً , ومكر أولئك هو يبور , هذا لأن آباء رغال الفلسطينيين خياراتهم جد محدودة وطريق ضرب المقاومة وتقليم أظفارها ليس سهلاً بالمرة وهي الآن أضحت متجذرة في التربة الفلسطينية بشكل لم يسبق له مثيل , أرأيتم كيف ظهر كماة عملية المنطار (زلزلة الحصون) في الصورة التي تجمعهم في صورة معبرة جداً عن التلاحم بين الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية ؟ ( http://alqassam.info/# قبل التحديث ) , والتي لا يمكن لأبي مازن وفريقه أن يفصموا عراها بسهولة. <BR>تعزيز استحكامات الحواجز الأمنية الصهيونية : يأتيهم الفدائيون من فوقهم ومن أسفل منهم (أنفاق الرعب) ؛ حتى زاغت منهم الأبصار. <BR>وفي تجليات عظمة هذا الدين أنه وفي غمرة طغيان العولمة الغربية واستطارة قيمه وصرعاته هنا وهناك وانتشار قنوات الخنا يؤوب كثيرون إلى دينهم وينتشر حجاب المسلمات وتمتلئ المساجد بالمصلين في غير ما بلد مسلم ويقبل المشاهدون في كثير من الأحيان على مشاهدة القنوات الفضائية الدينية ويبرز الدعاة في شاشات التلفزة ويذيع صيتهم وقد كان بعضهم من قبل في أقبية السجون , وتنهمر طلبات الملايين على السلطات المحلية في الدول الإسلامية رجاء أن تجد لها موضع قدم بين العائدين إلى الله في رحلات الحج والعمرة التي تشهد إقبالاً هو الآخر لم يسبق له مثيل , ويتحدث المسلمون عن هذا الازدحام في رمضان بمكة وفي مشاعر الحج , ومن عجز لضيق المكان عن اللحاق بإخوانه أضعاف أضعاف من تمكن بالوصول إلى الأماكن المقدسة.<BR><BR>وتستمر عجلة التغريب تجري وتوضع السدود ؛ لكن سفينة الإسلام ماضية تمخر عباب بحر التاريخ كالأعلام .. <BR>لقد صدق نيوتن حين قال بأن لكل فعل رد فعل .. وإذ نشاهد هذا المكر الكبار حيال الإسلام ندرك بما لا يدع مجالاً عندنا أن هذا الإسلام عملاق وأن من دونه أقزام مهما توافرت بين أيديهم من أدوات الفعل .. فامضوا بني الإسلام .. لا ترهبون من أقزام لا يطاولون بقاماتهم المشرئبة قدم العملاق .. ولتقر أعينكم بحديث الصادق المصدوق {لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم , وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك} [ رواه الطبراني] , ولتصرخوا بوجه كل مرتاب أو خوان : <BR>قل موتوا بغيظكم .. أمامكم المناهج التعليمية فغيروها .. ودونكم الإعلام فغربوه .. وبين أيديكم الحكام فأخضعوهم .. والمؤسسات فاخترقوها .. والدعاة فكبلوهم .. والصادحون بالحق فأخرصوهم .. والمصلحون فأقصوهم .. أما الإسلام فماض في طريقه .. وطليعته الرائدة زاحفة لمبتغاها لا يحول دونها معوقات ؛ كذا قال الهادي الأمين صلوات الله وسلامه عليه : {لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك} [رواه الشيخان]. <BR> <BR> <BR><br>