اليوم العالمي لحقوق الإنسان ومأساة غوانتانامو
12 ذو القعدة 1425

في خضم الاحتفالات الدولية بذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان تبرز قضية معتقلي غوانتانامو كإحدى قضايا حقوق الإنسان الملحة على المستوى الدولي في ظل ظروف بالغة القسوة يعيشها معتقلو غوانتانامو، الذين ما زالت السلطات الأمريكية تضعهم خارج دائرة القانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الثالثة بشأن حقوق الأسرى وبقية الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة، والتي تضمن لهم الحق في المعاملة الإنسانية التي تحفظ كرامتهم وإنسانيتهم، وتكفل لهم معالجة قضاياهم وفق مبادئ العدالة والقانون.<BR><BR>وبالنظر إلى ظروف الاعتقال التي يعيشها المعتقلون في غوانتانامو وحرمانهم من معاملتهم كأسرى حرب وعرضهم على القضاء، فإن ذلك يستدعي من السلطات الأمريكية إعادة النظر في هذه القضية التي أخذت الطابع السياسي وابتعدت في كل تفاصيلها عن الطابع الإنساني والقانوني الذي تكفله الاتفاقات والمعاهدات الدولية ويتطلب بنفس الوقت احترام حقوق الإنسان التي كثيراً ما تنادي الولايات المتحدة الأمريكية بقدسيتها وباسم هذه الحقوق أيضاً تشن الولايات المتحدة الحروب وتدعي أنها أول ديمقراطية في العالم تضمن حقوق الإنسان إلا أن تجربة معتقل غوانتانامو أثبتت للعالم أن الادعاءات الأمريكية تحطمت عند خليج غوانتانامو في جزيرة كوبا.<BR><BR>وفي هذه المناسبة العالمية نطالب الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى باحترام مبادئ الحرية والعدالة الإنسانية والالتزام بحقوق الإنسان التي كفلتها المواثيق الدولية، وكانت الولايات المتحدة إحدى هذه الدول التي ساهمت بصياغتها وإقرارها والمناداة باحترامها دائماً.<BR><BR>إن قضية معتقلي غوانتانامو تشكل أهم التحديات أمام الإدارة الأمريكية لإثبات مصداقيتها كحامٍ لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان مما يتوجب عليها سرعة العمل لإنهاء معاناة هؤلاء المعتقلين والإفراج عنهم، واحترام مبادئ القانون الدولي الإنساني الذي أصبح العمل به إحدى الضرورات الملحة في هذا العالم الذي تتحكم به شريعة القوي.<BR><BR>-----------------------<BR>-عضو فريق المحامين السعودي عن معتقلي غوانتانامو<br>