بين الزيات وسفر !
21 رجب 1425

جاء بيان الناشط الإسلامي منتصر الزيات قبل أيام حول ما كتب على لسانه في أحد الصحف المحلية ليؤكد من جديد عمق المأساة ومدى تدني المصداقية التي تعاني منها بعض صحفنا المحلية رغم ما تتشدق به من احترام لمهنية الصحافية وأمانة الكلمة .<BR><BR><BR>القصة لمن لم يقرأ عنها هي أن الصحيفة نشرت حوارات وتصريحات للزيات حول بعض القضايا المحلية، ونقلت عنه كلاماً – نفاه جملة وتفصيلاً في بيانه - حول النيات والدوافع لبعض العلماء والدعاة ولشخصيات ثقافية وفكرية لما يقومون به من جهود في معالجة أحداث العنف المحلية، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الدكتور سفر الحوالي.<BR><BR>ذلك السلوك المشين من الصحيفة لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق لها أن نقلت عن بعض كبار العلماء في البلد ، كلامه بطريقة مغايرة لما أراد .<BR><BR>وعلى رغم قوة الفضيحة و فداحة الخطأ إلا أن الصحيفة التزمت الصمت بعد بيان الزيات ولم نر منها تكذيباً له أو شرحاً لما قامت به من تزوير وبهتان . هذا الصمت يؤكد من جهة أن ليس لدى الصحيفة ما تدافع به عن نفسها، وأن ما قام به مراسلها أو نائب رئيس التحرير فيها من تعد على الناس وتقويلهم ما لم يقولوه وقع كما جاء في بيان الزيات .<BR><BR> وهذا الصمت يؤكد من جهة أخرى كم هو الاستهتار بالآخرين واللامبالاة بحقوقهم ، فلم ير المسؤولون في الصحيفة أن الخطأ يستحق الاعتذار على رغم فداحته ، مع أن الصحيفة قد تثير زوبعة إعلامية وتقيم الدنيا ولا تقعدها لو أن عشر ذلك الخطأ جاء من خصومها و لأوعزت لكتابها بشن حملة صحفية مسعورة ترفع شعارات ( مهنية الصحافية )، و ( مصداقية الكلمة )، و ( احترام الآخرين )، وغيرها من الشعارات التي يوظفها أولئك الكتاب أو بعض منهم للأسف بطريقة انتقائية فجة . <BR><BR>لكن لماذا حدث ذلك من الصحيفة وتكرر منها أكثر من مرة ؟<BR>وهل حدث هذا التقول مثلاً لشخصيات حكومية ورسمية ؟ بل هل صار مثله في موضوعات تافهة تزخر بها الصحيفة كالموضوعات الفنية والرياضية ؟ لم نر ذلك ..<BR><BR>هل هو مجرد خطأ غير مقصود ، وسوء تنظيم أدى إلى خطأ في التحرير والصياغة مثلاً ؟<BR> <BR>بودنا تصديق ذلك ..لكن ظواهر الأمور تقول بغير ذلك ..أخطاء الصحيفة في تقولها على الآخرين، ونقلها للحقائق بطريقة مشوهة وإيرادها للتصريحات والأحاديث بما يخالف الواقع يخدم في النهاية هدفاً واحداً سعت إليه الصحيفة من يوم أن بدأت وهو حرب الدعاة وتشويه صورتهم والتقليل من شأنهم . <BR><BR>وكأني بأحدهم وهو يقرأ مقالي هذا يشنع عليه ويراه دعوة للاتفاق على كل صغيرة ة كبيرة وإنكار للخلاف، وهو أمر طبعي وفطري <BR>لكن ليس هذا هو المقصود.. للناس أن يختلفوا في حدود الاختلاف المشروع ، ولكل أن يتبنى وجهة نظر ويدافع عنها إن كان يملك عليها دليلاً يؤيد صحتها.<BR><BR>لكن أن يتحول الأمر إلى خصومة غير شريفة، وأن يسعى البعض إلى أن ينال من الرموز والعلماء بوسائل الافتراء والتزوير وتشويه الحقائق، فذلك ما لا يقر به عاقل ولا يقبله شرع ولا منطق، وهو في النهاية يؤكد على قوة العلماء وعظم مصداقيتهم وحسن أثرهم رغم ما يعيشونه من حصار إعلامي وتضييق، حتى لجأ خصومهم إلى وسائل غير شريفة في حربهم معهم.<BR><BR>كيف لو أتيحت للعلماء المنابر كما أتيحت لخصومهم ؟ <BR><BR>لكنا نرى عجباً ..<BR><br>