ستار أكاديمي: هل في ذلك شك؟
9 صفر 1425

قبل الحكم على الشيء يجب معرفة الأسباب من إنشائه، والصورة التي يقوم عليها، والنتائج والآثار المترتبة عليه، وبرنامج "ستار أكاديمي" يقوم على الكسب والربح، كما أنه يقدم تنافسًا بين الشباب والفتيات في شكل الحياة الاجتماعية، وكأنه يريد أن يغرس في نفوس الجماهير نمطًا واحدًا من الحياة، وأحسب أنني لست بحاجة إلى الإفتاء بالحرمة، ولكني سأتعدَّى هذا لمناقشته من جوانب عدة، من خلالها يتبين الحكم الشرعي وما يترتب على هذا البرنامج. </br> </br> البرنامج يقدم اختلاطًا محرَّمًا، تستباح فيه بعض الأمور بين شباب وفتيات ليس بينهم علاقةٌ شرعية، وهو بلا شكٍّ تصرُّف مذموم لا يجوز نقله، ولا التصويت عليه، ولا متابعته ولا مشاهدته؛ لأن في كل هذه الأفعال تمثل زيادة انتشارٍ له، وتشجيعًا على الفساد الذي يحويه. </br> </br> بل إنه يسعى لهدم البيوت.. فرؤية الأزواج للفتيات بهذا الشكل، يثير الفتنة، ويكاد يقلب موازين الأسرة في مجتمعاتنا.<BR>وإن كان لا يجوز شرعًا للإنسان أن يصوِّر ما يفعله مع زوجه خلال 24 ساعة، وأن ينقل هذا على الهواء للناس يشاهدونه، فلا يجوز من باب أولى بين الأجانب، ولكن البرنامج يريد أن يدسّ سمومه، لتحويل الشباب المسلم من ثقافته الإسلامية المبنية على الأخلاق الإنسانية الفاضلة، إلى الحيوانية والشهوانية، التي يروِّج لها كثيرٌ من أعداء الإنسانية والإسلام. </br> </br> كما أنه يجعل هذا العيش المحرَّم شيئاً معتادًا بين الشباب من خلال المتابعة، فما انتشر التبرُّج والسفور والإباحية في مجتمعاتنا إلا من خلال وسائل الإعلام التي تنقل هذه الأشكال. </br> </br> ولا يُفهم السماح بمثل هذه البرامج الخارجة عن ثقافتنا وتاريخنا وتراثنا، في الوقت الذي تُمنع فيه برامج هادفة لبناء الإنسان المسلم المحافظ على وطنه وأرضه الملتزم بدينه. </br> </br> وهل ينتظر فتوى في ظهور الفتيات مع الشباب الذين يعيشون كأنهم أزواج، مع ظهور القبلات والأحضان والتعري؟؟<BR>إنَّ الإنسان بفطرته –بعيدًا عن معتقده- لا يقبل أن يتحوَّل إلى صورةٍ حيوانيَّةٍ لا همَّ له إلا الشهوة الجامحة في الحرام لأجل كسب المال، وإن زُيِّنت في النهاية أنَّهما سيتزوجان.<BR>وقد حرم الله _تعالى_ إتيان الفواحش سواء أكانت في السر أم العلن، فقال _تعالى_: "قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ" (الأعراف: من الآية33)، وعلمنا النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنَّ من الإيمان أن يستر الإنسان على نفسه إن أتى شيئًا من المحرمات، فقال: "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله" رواه الحاكم، وقال الألباني: إسناده حسن.<BR>إن المقصود الأول من هذا البرنامج وما شابهه هو هدم المجتمع الإسلامي والعربي، كما أنَّه حلقة من حلقات العولمة التي تريد أن تسيطر على شرقنا الأوسط، ليتثقَّف بثقافتهم، ويكون مسخًا منهم، وقد أشار النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنَّ الأمَّة في حالات ضعفها ستتبع أفعال أعداء الإنسانيَّة والأخلاق السامية، فقال: "لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه" رواه البخاري.<BR>فهل يرضى شبابنا أن يتحولوا إلى أناسٍ يُساقون من شهواتهم، وأن يعيشوا بلا هدفٍ في الحياة، فيرسم لنا غيرنا خريطة حياتنا؟ <BR>وهل ترضى حكوماتنا أن يحيا أبناؤها أمواتًا لا يشعرون؟<BR>فلمصلحة من تقام هذه البرامج؟ وأي كسبٍ من ورائها إلا أن نكون أذيالاً لغيرنا؟ <BR>وهل أضحى عمل الفضائيات مقصورًا على الفرقعات الإعلامية، وجذب الشباب، وإن كان في ذلك موتهم؟<BR>فللجميع نقول: "وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ" (البقرة:281).<BR>وإلى كل من يشارك في البرنامج.. اشتراكًا فعليًّا، أو عن طريق المشاهدة، أو المشاركة بإرسال الهدايا، أو الاتصال، أو التشجيع نقول: احترموا إنسانيتكم قبل أن تحترموا دينكم، فكثيرٌ من البهائم يستترون عند إتيانهم بعض الأفعال الجنسية، وإن كانوا أزواجا، لا أن يظهروا بها في علاقةٍ محرَّمة.<BR>والواجب علينا أن نسعى إلى إيقاف هذا البرنامج من خلال:<BR>- عدم مشاهدة مثل هذه البرامج، والدعوة لذلك لدى من نعرفهم ممن يشاهدونها، وتبيين مساوئها وخطرها على قيمنا وأخلاقنا.<BR>- تبني حملات إعلامية عبر الإنترنت وغيره تدعو إلى مقاطعة هذه البرامج؛ لأنها تختلف اختلافاً كلياً عن ثقافتنا وعاداتنا وتقاليد مجتمعاتنا.<BR>- أن تطالب الجهات الإعلامية الرسمية بإيقاف هذا البرنامج، وأن ترسل برقيات للجهات المسؤولة لإيقاف هذا البرنامج.<BR>- أن يتم الاتصال بالبرنامج -وهو مباشر- ننادي فيه برفضنا لهذا البرنامج، وأن يقدموا لنا برامج هادفة، تتماشى مع روح العصر، وروح المجتمعات المسلمة التي تتلقاها.. مع مراعاة أن يكون ذلك بطريقة عاقلة ومتزنة ومحترمة، وليس عن طريق السباب أو استخدام أسلوب غير لائق. <BR>- أن يقوم المتخصصون في المجال الإعلامي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها بكتابة أبحاث توضح أضرار هذا البرنامج على المجتمع.<BR>ونسأل الله _تعالى_ أن يصلح حال القائمين على أمر هذه الأمة، ويوجههم إلى ما فيه خيرها ومصلحتها.. آمين.<BR><br>