اغتيالُ شيخِ المجاهدين وعَبَثُ العَومِ ضدّ سُنَنِ الله _عز وجل_
3 صفر 1425

في تسعينيات القرن المنصرم، لم يكن (إسحاق رابين) يتوقّع، أنه سيغرق في بحرٍ من دماء ضحاياه، الذين كسّروا رأسه، بعد ظنّه أن تكسير عظامهم سينجيه من الغرق ، فاستنجد -آنذاك- بأولياء أمره، وعُقِد في (شرم الشيخ) أول مؤتمرٍ إرهابيٍ في التاريخ، باسم: (مكافحة الإرهاب)، الذي ضمّ فيمن ضمّ: أخطر سلالات الإرهاب العالمية، بدءاً بالراعي الأميركي (النـزيه) لمهزلة (السلام الحربيّ)، وانتهاءً ببطل الإرهاب اليهوديّ الصهيونيّ!..<BR>سُتْرَة النجاة التي ارتداها –في ذلك الوقت- المقبور: (رابين) في شرم الشيخ، بعد سلسلة العمليات الاستشهادية للمقاومة في عمق كيانه .. كانت سُترةً مهترئةً، كالورق الذي سطّر عليه الإرهابيون الحقيقيون تعريفهم المضلِّل للإرهاب!.. ولم يكلّف كشف اللعبة السمجة، أكثر من بضع رصاصاتٍ، يهودية الطعم واللون والرائحة، صهيونية الهوية والجنسية، استقرّت في رأسه وعنقه وصدره، لتقول له بلغةٍ عِبْريةٍ واضحة: الإرهاب صناعة يهودية، وبراءة اختراعه مسجلّة باسم الصهيونية، منذ نشوئها ونضوج روحها العنصريّة الإجرامية !<BR>الإرهابيّان اليهوديّان الصهيونيّان: (شمعون بيريز) و(بنيامين نتنياهو) .. لم تحقق لهما كل نجدات (أوسلو)، النجاة الحقيقية من الغرق في رمال جنوبيّ لبنان المتحرّكة، التي ابتلعت الأول في (قانا)، ثم أجهزت على الثاني في إحدى ليالي القَدْر المباركة !<BR>سيّئ الذكر: (أيهود باراك)، اليهودي الصهيوني، غرق في دماء شهداء انتفاضة الأقصى المبارك، ولم تنفعه، كما لم تنفع كيانه، كل قوارب النجاة المصمّمة في (كامب ديفيد) و(واشنطن) و(نيويورك) و(شرم الشيخ) ، وفَرَّ ذليلاً مهزوماً صاغراً من جنوبيّ لبنان، قبل أن تبتلعه الرمال المتحرّكة، كما ابتلعت سابقَيْه: (بيريز ونتنياهو)، لكنّ انتفاضة الأقصى كانت له بالمرصاد، ولم يُجْدِهِ نفعاً قارب النجاة الأميركي، فغرق في بحر عنصريّته، وعنصريّة مجتمعه اليهوديّ الصهيونيّ المتطرّف الفاسد!.. الذي قدّم الإرهابي المجرم: (آرئيل شارون) ورقةً أخيرةً، لإنقاذ الكيان المصطنع، المصنّع في أنابيب الصليبية الغربية .. من الغرق في خضمّ حقده وإمعانه في الاحتلال والإجرام !<BR>الإرهابيّ الأحمق (شارون)، انطلق من حيث انتهى صنوُهُ (باراك)، لمتابعة حلقة الإرهاب والغطرسة، رُبّاناً للمركب اليهودي الصهيوني، تحت غطاءٍ كاملٍ وصمتٍ تامٍ من قبل العالَم الغربيّ الصليبيّ، بما فيه المقرّ الرسمي للإرهاب العالمي، الكائن في البيت الأبيض الأميركي !<BR>كان الإرهابيون المتستّرون بمقولات (مكافحة الإرهاب) يتوقّعون أنّ (الثور الشاروني)، سيكون جامحاً ساحقاً ماحقاً، فتنتهي مقاومة الاحتلال، ويتم القضاء على الانتفاضة قضاءً مُبرماً!.. لكنّ (شارون) خيّب آمال حلفائه الإرهابيين، ولم يكن بغطرسته وإجرامه إلا القابِلة القانونية، التي استولدت أدوات غرقه وغرق كيانه الصهيوني من رحم الانتفاضة المباركة!.. فكانت العمليات الاستشهادية في عمق هذا الكيان، إحدى أهم الأدوات التي وُلِدت مكتملة النموّ معافاة!.. وكانت عمليات المقاومة الضاربة في (تل أبيب) وعمق الكيان المسخ، التي اشتدّت بعد مدةٍ وجيزةٍ من اعتلاء المجرم الإرهابي (شارون)، هرم العصابة الحاكمة في الكيان الصهيونيّ .. نموذجاً واضحاً للأدوات المثالية، بكلّ صورتها الدقيقة وتداعياتها، التي كشفت هشاشة المجتمع العنصري الصهيوني، وحقيقة بنائه الرمليّ المتداعي !<BR>عمليات المقاومة البطولية في كبد الكيان المسخ وقلبه، لقّنت اليهود الصهاينة ومَن وراءهم درساً بليغاً باللغة التي يفهمونها، جوهره: إنه لا يمكنهم العيش بأمانٍ وسلام، على وَقْع مجنـزراتهم، التي تحرث الأرض العربية الفلسطينية!.. وأنّ هذا النوع من اللعب والتمتّع بمشاهد الدماء والدموع والجنازات العربية المسلمة ممنوع منعاً باتّاً!.. فمَن يرغب في الاستمتاع بمشهد دم طفلةٍ رضيعةٍ من مثل: (إيمان حجّو) ومثيلاتها، عليه أن يكون مستعدّاً للغرق في بحار الدم المتدفّق من قلبه وخاصرته وصدره، وهكذا كان لا بدّ من سفينة نجاةٍ ضخمةٍ هذه المرّة، لقَطْرِ الإرهابي (شارون) وكيانه المزعزع!<BR>لم يكن مجرم الحرب الأميركي: (بوش الصغير) .. إلا (المهندس) الذي صمّم مخطّطات بناء سفينة النجاة الأميركية الضخمة!.. ولم يكن بعض الحكّام العرب المشتركون في الزفّة الأميركية الصهيونية، إلا (البَنّائين) المنفّذين لتصميم سيّدهم المهندس الأميركي الصهيوني!.. فشرعوا -بعد إنجاز مهمتهم في التواطؤ على احتلال العراق- ببناء سفينة النجاة المذكورة، التي ستَقْطُرُ القارب الصهيونيّ، الغارق في مزيجٍ من الدماء والرمال المتحرّكة، وذلك بافتتاح أول ورشة بناءٍ ذات أهدافٍ تآمريةٍ قذرةٍ .. على أمة العرب والإسلام!.. وهكذا ظنَّ الطائشون الجبناء، أنّ خطوتهم الدنيئة باغتيال شيخ المجاهدين ورمز المقاومة (أحمد ياسين).. سيؤمّن لهم سفينة نجاتهم، وما علموا أنهم بذلك يبنون أدوات سحقهم وإبادتهم، ويشيّدون رافعةً ضخمةً لجهاد شعبٍ مقاوِم، ولإيقاظ أمّةٍ نائمة، ستكتسح _بإذن الله_ كل مجرمٍ جبانٍ صهيونيٍ أو أمريكيٍ نذلٍ متواطئ، أو خائنٍ منافقٍ عميلٍ !<BR>ما يدعو إلى الدهشة وارتفاع المعنويات والثقة باقتراب نصر الله _عز وجل_ في آنٍ .. هو تلك البذور المدمِّرة، التي نثرها عباقرة الهندسة والبناء الأميركيون والصهاينة، في سفينتهم قيد البناء!.. فكلّ ما قدّمه المعلّم المهندس، وما سينفّذه البنّاؤون العرب من مكرٍ وأفكارٍ ومخطّطات .. يحمل بذور خرابه بين طيّاته!.. وإلا ما معنى أن تصبّ كل الجهود، لحماية الجلاّد من ضحيّته، ولتحقيق أمنه وسلامه، من خلال حلولٍ أمنيةٍ مسكِّنةٍ، تخلو من أي حلٍ سياسيٍ حقيقيّ، يعترف بأنّ احتلال الأرض، وترويع أهلها، وممارسة كل أشكال القهر والظلم والإجرام بحقّهم .. مخالف لكلّ الأعراف الدولية والإنسانية والأخلاقية؟!.. وما معنى أن تُعد كلمة: (آه)، الصادرة عن الضحيّة الذبيحة .. دليلاً قاطعاً على إرهابيّتها وعنفها غير المبرَّر؟!.. وما معنى الاستنفار بالدرجة القصوى للتحريض على اعتقال طفلٍ مقاومٍ قاصِرٍ أعزل، بتهمة الإرهاب وارتكاب أعمال العنف؛ لأنه (شَهَقَ) شهقةً مزعجةً، قبل أن تصعد روحه إلى السماء، بفعل قذيفةٍ متحضّرةٍ انطلقت من دبابةٍ صهيونية الجنسية، أميركية الصنع والمنشأ، تزرع الأمن والسكينة والاستقرار والسلام الأميركي؟!.. وما معنى أن تكون أعمال المحتلّ المتغطرس في وطنٍ محتَلٍّ، من قتلٍ وسلبٍ ونهبٍ، وتجريفٍ للأراضي الزراعية الحيّة، وقطع أشجارها، وإبادة الحياة على ظهرها .. أن تكون لضروراتٍ أمنيةٍ تحفظ أمن ذلك المحتلّ المعتدي؟!.. وما معنى أن يزعم المهندس الأخرق، أنه سيحقق السلام في فلسطين، بينما جيشه الهمجيّ الفاشيّ يشنّ حرباً ظالمةً لئيمةً، ويحتل بموجبها بلداً عربياً شقيقاً مسلماً مجاوراً لفلسطين ،هو: العراق ؟!<BR>أما ما يدعو إلى الاستغراب والاندهاش والمرارة في آنٍ .. أن يتحوّل بعض الضحايا، إلى عمّالٍ ناشطين في ورشة بناء (سفينة النجاة الأمريكية)، لإنقاذ جلاّديهم من الغرق!.. فتتقزّم قضية العرب والمسلمين المركزية بجهودهم العبقريّة الفذّة، إلى بنودٍ ينبغي تنفيذها، في (متاهة الطريق) الأمريكية الصهيونية!.. بعد أن مَسَخوها سابقاً (أي: القضية المركزية) إلى: بنودٍ مبهمةٍ كُتِبَت في (أوسلو)، وشارعٍ حزينٍ في (الخليل)، وموقعٍ عسكريٍ في (غزّة)، وسلطةٍ مسلوبة الأرضية والإرادة والهوية والشرف والمصداقية، وملهىً ليليٍ في (أريحا) أو (رام الله) !<BR>ليس هناك مَن يقدر من البشر، على إيقاف المقاومة المشروعة للاحتلال، أو إنهاء الانتفاضة المباركة، لا المهندس، ولا البَنّاء، ولا العمّال، ولا الجلاّد، ولا جحافل المتواطئين أو الخونة أو المشاهدين المتفرّجين عن بُعدٍ من بليدي الحسّ الإنسانيّ والعربيّ والإسلاميّ!.. المقاومة تتوقّف فحسب، عندما تسير الأمور وفق السُنَن الكونية، سُنَنِ الله _عز وجل_ في الأرض .. حين ينتهي الظلم، ويزهق الباطل المتمثّل في: الاحتلال، وسفك الدماء من غير حساب، وزرع الخراب والدمار في كل بيتٍ آمنٍ وكل أرضٍ عاشقةٍ للحق والعدل والحرية ورافضةٍ للقهر والظلم والعبودية ! فهل يستوعب هذه البدهية، أولئك الذين يصرّون على العوم ضدّ سُنَنِ الله _عز وجل_ في أرضه ؟!<BR><br>