الجبن الجمهوري في مواجهة كيري الديمقراطي
23 ذو الحجه 1424

[email protected]<BR><BR>وقع ما كان يخشاه الجمهوريون، وبدأ السباق الانتخابي إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض يزداد سخونة ، فبعد أن أرخى منظمو حملة بوش الانتخابية سدولهم ، ومنوا أنفسهم بموسم هادئ ، تفاجؤوا بالاكتساح الأخير الذي حققه السيناتور جون كيري القادم من ولاية ماساتشوسيتس ، وكان الجمهوريون يأملون في استمرار التنافس الحاد بين عشرة مرشحين ديمقراطيين لمدة طويلة ينشغلون فيها بالهجوم المتبادل فيما بينهم عن التفرغ لنقد سياسة البيت الأبيض ، ولكن تتابعت المفاجآت فقد خرج من المنافسة في وقت مبكر السيناتور السابق من ولاية فلوريدا فيل غرام ، ثم خرجت عضوة مجلس الشيوخ كارول موسلي براون ، ثم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب ريتشارد غيبهارت ، وأخيراً ويسلي كلارك الذي سلم بهزيمته ، ويتوقع أن يخرج قريباً كلا من دنيس كوسينتش وآل شاربتون ، وقد يتبعهما هاورد دين، وجون إدواردز، وجوزيف ليبرمان في حال تلقوا هزيمة أخرى أمام كيري ، ولا يدفعهم للبقاء حتى الآن إلا أهداف أخرى لا علاقة لها بالفوز .. فماذا يعني كل ذلك للجمهوريين ؟ <BR><BR>أولاً_ حسم السباق مبكراً لصالح كيري يعني أنه سيكون أمامه وقت كاف لملاحقة أداء بوش ، بخلاف ما إذا أنهى عملية انتخابه داخل حزبه منهكاً بفعل التنافس الشديد وبعد أربعة أشهر من الآن ، وأيضاً فإن الأمريكيين شعب مولع بالمفاجآت ، ولم يكن أحد يتوقع أن يصعد كيري من أسفل القائمة ليقفز على رأسها ، ليس في ولاية واحدة، بل في معظم الولايات التي جرت فيها الانتخابات حتى الآن، وبخلاف توقعات الخبراء والمختصين ، ليصبح الحصان الأسود للسباق ، وهو نموذج يغرم به الأميركيون ويندفعون لتأييده ، فقط يكفي كيري أن يكون حصاناً أسود في المراحل الأولى ، ثم يتولى الشعب العاشق للإثارة باقي المهمة ، وكما يقال في المثل العربي " الزحام يجلب الزحام " ، وبالتالي فإن فرص بوش المنهك بتأثير الاقتصاد المتدهور ، والحرب العراقية لن تكون ذهبية أمام الحصان الأسود ، خاصة مع استحضار السيناريو المريب الذي فاز به بوش على منافسه آل جور في انتخابات 2000 م ، وقد بدأ منظمو حملة بوش يترنحون أمام حرب الاستطلاعات التي بدأت تعطي كيري معدلات أعلى من بوش ..<BR><BR>وحسب خيارات الجمهوريين فقد كانوا يتمنون لو يحظون بمنافس على شاكلة هاورد دين الذي تتناثر منه الأخطاء والعثرات، وله تاريخ غامض يغري بالتنقيب، ولكن مع كيري يبدو الوضع مختلفاً ، وهذا يعني أن المدة القادمة في حال استمرار تقدم كيري ستشهد مزيداً من الانكفاء الداخلي للإدارة الأميركية ، وستتراجع وتيرة الحرب على الإرهاب ، وسيتحول الملف العراقي إلى مرآة تعكس حجم التردد الجمهوري على طريقة : انتخابات .. عاجلة .. آجلة .. عاجلة .. إلخ ، وسيبدأ أعضاء الإدارة الذين لن يشاركوا في مدة مقبلة في الترهل وكشف الأسرار وإطلاق التصريحات دون حذر كاف، كما فعل كولن باول بصدد أسلحة العراق ..<BR>وشرق أوسطياً يعني كل ذلك حالة استرخاء سياسي بدأت ملامحها بالفعل ، فقد أُجلت الملفات الساخنة برمتها ، وخفتت الضغوط الأمريكية على الحكومات العربية التي باتت تراجع حساباتها، لكن دون أن تبدو رغبة في فعل مشترك ، وتكشف هذه البانوراما السياسية مدى التناقض والرؤية الفردية التي يعاني منها نظام القذافي في ليبيا ، حيث اختار أكثر لحظات جورج بوش وتوني بلير ضعفا وعجزا عن ممارسة ضغوط حقيقية على بلده لكي يقدم لهم أكثر التنازلات إيلاماً ، ولله في خلقه شؤون ..!<BR><BR><BR>- ينشر بالتزامن مع ( المحايد )<BR><br>