أنت هنا

26 ذو الحجه 1428
المسلم - وكالات+فضائيات

وقع انفجار مساء أمس الخميس في مدينة ديار بكر التركية استهدف حافلة ‏تابعة للجيش التركي ما أدى لاحتراق الحافلة ومقتل خمسة وإصابة 52 ‏آخرين.‏
وصرحت الشرطة التركية بأن الحافلة كانت تقل موظفين في الجيش ‏وأسرهم، بينما أكدت مصادر إعلامية تركية أن الانفجار أسفر عن إصابة ‏‏52 شخصا بينهم شتة أشخاص في حالة خطرة، في الوقت الذي شددت فيه ‏قوات الأمن التركية تدابيرها في مكان الحادث خشية وجود قنبلة أخرى.‏
ونقلت وكالة الأناضول عن عبدالرحمن كورت، النائب من مدينة ديار بكر ‏أن قنبلة شديدة الانفجار وضعت في سيارة متوقفة وتم تفجيرها عن بعد أثناء ‏مرور الحافلة التابعة للجيش، مشيرًا إلى أن الانفجار قد ألحق أضرارًا كبيرة ‏بالسيارات والبيوت والمحلات المجاورة.‏
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في أول تعليق على ‏الحادث: إن الإرهاب كشف عن وجهه الدموي في مدينة ديار بكر، مؤكدَا ‏أن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تثني الحكومة عن عزمها في محاربة ‏الإرهاب.‏
ونقلت فضائية الجزيرة الإخبارية أن الشرطة التركية قد استطاعت القبض ‏على أربعة عناصر من المشتبه بهم والذين يعتقد انتمائهم لعناصر حزب ‏العمال الكردستاني.‏
وتعد ديار بكر من أكبر مدن الجنوب التركي الذي تقطنه أغلبية كردية، كما ‏تعد مقرًا لعدد كبير من القوات التي تلاحق عناصر منظمة حزب العمال ‏الكردستاني الإرهابية داخل تركيا وفي شمال‎ ‎العراق‎.‎
يشار إلى أن العناصر العائدة إلى تركيا من حزب العمال الكردستاني والتي ‏استفادت من دعوة الحكومة للعودة للديار والتخلي عن فكرة الحرب قد أكدوا ‏وجود مخططات للحزب لضرب ثلاثة من المدن التركية الحدودية ‏بالصواريخ، وأن الحزب يمهد لدس عناصره داخل المنتجعات السياحية ‏التركية للقيام بعمليات إرهابية تهدف لضرب السياحة في تركيا .
وبينت تلك العناصر وجود شقاق داخل صفوف الحزب الكردستاني، حيث ‏يصر عناصر الحزب الجدد على المضي في القتال، بينما يرى الحرس ‏القديم أن الوقت قد آن للنزول من الجبال والاستفادة من العفو التركي .‏
وكشفت العناصر العائدة عن إرسال الحزب للعديد من عناصره لمنطقة ‏البحر الأسود في شمال تركيا على شكل عمال موسميين لجمع البندق ‏والشاي الذين تشتهر بهما تلك المنطقة؛ بهدف نقل الحرب إلى هناك، بما ‏يشير إلى فقد الحزب لقاعدته الشعبية العريضة في الجنوب التركي نتيجة ‏سياسة حكومة أردوجان الجديدة مع أكراد الجنوب .‏
وحرصت حكومة أردوجان على زيادة الحريات والتنمية الاقتصادية في ‏المناطق ذات الكثافة السكانية الكردية العالية، كما سعت لكسب رؤساء ‏العشائر الكردية، وهو ما ظهر جليًا في الاكتساح المدوي لحزب العدالة ‏والتنمية الحاكم للمناطق الكردية خلال الانتخابات النيابية الأخيرة .‏
ويرى متابعو الشأن التركي أن الانفجار، الذي تسبب في موجة غضب شعبية عارمة داخل مدينة ديار بكر لأن الحادث أسفر عن جرح العشرات من المدنيين، سيحجم من قدرة الحكومة التركية على اتخاذ أية قرارات إضافية نحو توسيع العفو على عناصر حزب العمال الكردستاني، كما أنها ستقيد كذلك من الاستثمارات المتوقعة بمدن الجنوب التركي ذات الأغلبية الكردية خلال العام الجاري.