16 ذو الحجه 1424
المسلم

نعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عزيز الشامي القيادي في سرايا القدس و الذي أصيب صباح اليوم السبت 7-2-2004 بجراح خطيرة خلال محاولة لاغتياله، في أحد شوارع غزة، أسفرت عن مقتل طفل و جرح نحو عشرة من المارة .
و أكدت مصادر طبية فلسطينية لمراسلنا وفاة الشامي الذي كان، قد أصيب بالجزء الأسفل من جسمه، و أجريت له عملية دقيقة لاستئصال إحدى ساقيه .
و توعدت سرايا القدس في بيان اصدرته بالرد على محاولة الاغتيال، مؤكدة "استمرار المقاومة رغم كل التضحيات، و أنها سترد " في عمق الكيان الصهيوني " ، بكل الوسائل والطرق الممكنة".
و قد أبّن عناصر من الجهاد الشهيد الشامي عبر مكبرات الصوت في مدينة غزة، مؤكدين أن سرايا القدس سترد بقوة علي حادث الاغتيال .

وقد قتل الطفل طارق السوسي 14 عاما، جراء إصابته أثناء تصادف مروره في المكان مع القصف الذي أصاب سيارة المسؤول في سرايا القدس، كما جرح تسعة آخرين.
و قد وقع الانفجار بسيارة فلسطينية في شارع الوحدة بمدينة غزة، و قالت مصادر فلسطينية أن السيارة تعود لعزيز الشامي، القيادي في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، و الذي كان مستقلا للسيارة وقت حدوث الانفجار، و أكدت المصادر أن الشامي نجا من الحادث في حينه غير أنها تواردت بعد ذلك بموته أثر الحادث، ونجاة أحد مرافقيه.
و الشامي هو قريب الشيخ عبد الله الشامي، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي.

و قال الذراع العسكري لحركة الجهاد " سيكون الرد موجعا على عملية الاغتيال الجبانة، في عمق الكيان الصهيوني، الذي بات يتفكك ويتخبط جراء عمليات المقاومة والانتفاضة المباركة ".

و قد أفاد مراسلنا نقلا عن شهود عيان، أن صاروخا أطلقته طائرة إسرائيلية أصابت سيارة من نوع بيجو 205 بيضاء اللون كانت تسير في شارع الوحدة بمدينة غزة بالقرب من مكتبة بلدية غزة، الساعة العاشرة و الثلث بالتوقيت المحلي.
و يؤكد الفلسطينيون أن الطائرة التي أطلقت الصاروخ، هي طائرة استكشاف يطلق عليها اسم (الزنانة)، و أن هذا أسلوب جديد تستخدمه قوات الاحتلال في عمليات الاغتيال.
و قال شاهد عيان أن صوت الطائرات لم يكن واضحا في سماء غزة، و أن سائق السيارة نجح من الفرار منها لحظة إصابة مقدمة السيارة من الجهة اليمنى .

و يروى وائل حسين أبو ريالة أحد المصابين لمراسلنا تفاصيل الانفجار وهو على سرير العلاج بمستشفى الشفاء قائلا " أعمل سائق سيارة بلدية وكنت وقت القصف بالسيارة ومعي مسئولي المباشر، وهو مصاب بجانبي، و فجأة سمعنا صوت انفجار، فنزل مسئولي من السيارة وهو مصاب بيده، بينما فتحت أنا باب السيارة ونزلت منها لكني لم أشعر بقدمي اليمنى ".
وتابع يقول " أخذت أزحف على قدمي الشمال قبل أن يتم نقلنا بسيارات الإسعاف إلي المستشفى " ، مشيرا إلي أنه شاهد المستهدف من عملية الاغتيال بإصابة بالغة في قدمه.

مقتل طفل أيضاً
من جهته قال الدكتور بكر أبو صفية مدير عام الاستقبال والطوارئ بمستشفى الشفاء بمدينة غزة لمراسلنا " وصلت سيارات الإسعاف خلال عشر دقائق إلى مكان الانفجار الغامض الذي وقع بمدينة غزة وتم نقل عشرة إصابات من موقع الانفجار".
و تابع موضحا حالات المصابين " هناك ثلاث إصابات بالغة منها طفل يبلغ من العمر 14عام، و قد استشهد قبل لحظات".
و دعا أبو صفية وسائل الإعلام إلي التريث قبل الإعلان عن أسماء الشهداء ، مشددا على ضرورة اعتمادها من قبل مصدر أمني مسئول، ومضى يقول " لدينا مصابين إصاباتهم في الصدر وتم وضع أنبوب صدري لثلاث حالات منهم، لدينا أيضا إصابة لرجل مسن إصابته في الساقين، وقد يفقد احد ساقيه خاصة الساق الأيسر، وهو الآن يخضع لعملية كبرى من قبل طاقم من الجراحين ".
وأكد أبو صفية استعداد المستشفيات الفلسطينية للتعامل مع الحالات الطارئة، مضيفا " لدينا خبرة واسعة وقدرة على الحركة وسرعة في التعامل مع مثل هذه الأوضاع، لأننا منذ ثلاث سنوات و أكثر ونحن في حالة طوارئ يوميا ".
و حول إذا ما كانت الإصابات ناتجة عن قصف صاروخي أو غير ذلك، قال أبو صفية " يوجد إصابتين عليهما أثار حروق ودخان على مناطق مداخل الإصابة، ولكننا لا نستطيع أن نحدد كمصدر طبي ماذا حدث، فهذا من اختصاص الجهات الأمنية المسئولة ".

رسالة واضحة
و في وقت سابق من اليوم اعتبر الشيخ نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محاولة الاغتيال لأحد عناصر سرايا القدس استمرارا للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
و قال عزام في تصريح خاص لمراسلنا "هذه المحاولة تقول أن إسرائيل ماضية في سياستها بغض النظر عن الظروف الإقليمية والدولية، فهي تعلن عن نيتها تفكيك المستوطنات والانسحاب من قطاع غزة لكنها تستمر في عدوانها على الشعب الفلسطيني، فهذه هي الرسالة الواضحة للجميع ".
و أكد القيادي في حركة الجهاد استمرار المقاومة، وقال " المسألة تتعلق بعموم الشعب الفلسطيني الذي يعيش حالة دفاع مشروع عن النفس، فطالما استمر العدوان فمن حق الشعب الفلسطيني أن يتصدى لهذا العدوان ".
و عن شكل المقاومة في قطاع غزة في حال الانسحاب منه أجاب عزام قائلا " من الصعب التنبؤ خاصة أن إسرائيل وحسب الخطة التي أعلنتها تكون قد أنهت وجودها بالكامل من القطاع، و بالتالي من الصعب التنبؤ بشكل المرحلة القادمة ".