العرس الدموي.. انكسر السوريون ولم ينتصر النظام
11 ربيع الأول 1439
منذر الأسعد

غضب الرجل من جاره في مقاعد الجمهور من عشاق سباقات الخيل.. فكلما مرَّ حصان معين أمام المنصة متقدماً على بقية الخيل المنخرطة في السباق، هاج الجار الأرعن وماج وصفق..

بعد صبر طويل سأله الرجل: هل تملك هذا الحصان الذي تشجعه؟ قال: لا .. ولكن صاحبه استعار مني لجامه!!
***

الحشرات تفرح مسبقاً
هي صورة تثير الغثيان بقدر إثارتها للسخرية السوداء.. تطل برأسها كلما تابعنا صخب الشبيحة وأعراسهم المبكرة زاعمين أنهم حطموا كبرياء السوريين مئة عام مقبلة على الأقل..

لقد بدأ العبيد بالتطبيل لأنهم أقنعوا عقولهم المخدَّرة بأنهم انتصروا على الشعب السوري انتصاراً ساحقاً ماحقاً..

ما يجعل الثكلى تضحك راغمةً أن بعض هؤلاء العبيد، هم من الصنف غير المتجانس في منظار القتلة ومكاييل سادتها المجوس والصليبيين.

هذا "السني" المسخ أقل في نظر أي شبيح مسلح من غبار حذائه.. والشبيحة المسلحون درجات بحسب الانتماء الطائفي وفي الطائفة العليا يبدأ الاستعلاء العائلي وفقاً لدرجة القرابة من مفاصل القوة في النظام.. وكل طبقة في هذا الهرم المعقد تزدري الطبقات الأدنى وترضخ بطقوسها للطبقات الأعلى..

وها هو بوتن يقرر توزيع الحصص الموكولة إليه بين روحاني وأردوغان – صحيح أن الشبيحة يقدسون الأول ويبغضون الثاني لكن مشاعرهم تحت حذاء أصغر جندي روسي -.. وفوق بوتن يتربع ترمب الذي يقرر الخريطة العامة لسوريا الغد والتي دمرها الاستبداد وطائفة دموية متوحشة ودول تكره الإسلام كرهاً موروثاً  ومستمراً منذ مئات السنين..

وفوق ترمب يقف نتنياهو منتشياً بكل الدول الكبرى التي أصبحت تهبُّ لحماية الصهاينة وتنفيذ تعليمات تل أبيب !! ( يكفي في هذه العجالة اعتراف رأس النظام للممثل جمال إسماعيل في بدايات الحراك السلمي بأن الصهاينة لن يسمحوا بسقوطه)..
فأين أصبح الآن ذلك المؤيد في تلك السلسلة الشائنة الطويلة العريضة؟

المؤامرة الكونية
المشهد من حولهم يخيل لهم صحة أوهامهم .. لقد نفذوا وعيدهم المبكر في زمن المظاهرات السلمية فأحرقوا البلد لكي يبقى الأسد.. وشردوا نحو 20 مليون سوري.. وقتلوا مليوناً ويقبع في غياهب معتقلاتهم ما يربو على نصف مليون شخص.. ومن تبقى من السوريين العنيدين يعيشون في جيوب مبعثرة يفتك بهم الجوع وبراميل بشار وكيماويه برعاية أممية بلغ من افتضاحها حد السأم من متابعة مسرحياتها المتوحشة..

لا خلاف –إذاً- على أن الثورة السورية انكسرت عسكرياً في حرب غير متكافئة البتة، وهي حرب فُرضت عليها ولم تكن خياراً لها.. ولا شك في أن هناك مؤامرة دولية ليس لها مثيل أودت بسوريا إلى هذه الحال المؤلمة..

لكن الخلاف على تحديد ضحية المؤامرة " الكونية" التي يزعم الشبيحة أنهم هزمومها!!

 الذي انتصر عسكرياً هو  الحلف الأممي الصفيق على الشعب الأعزل:
#عندما منعه من حيازة أي سلاح للدفاع الجوي!!
#وعندما تآمر بإبقاء أذناب النظام في المحافل الدولية ( الجامعة العربية على كل عوراتها هي الوحيدة التي نجحت في نزع شرعيته ثم تراجع ذلك بضغوط الغرب ليصبح نزعاً محدوداً ).
#وعندما سمح لقطعان القتلة الطائفيين بالتدفق على الشام جهاراً نهاراً ..
#وعندما اشترط الغرب على من قبلوا الانضواء تحت رايته الزائفة التوقيع خطياً على عدم مقاتلة القتلة!!
#وعندما تعامى عن استعمال الكيماوي 127 مرة –وهذا " الشرف " الخسيس لم يحصل عليه الصهاينة أنفسهم-!
# وعندما استدعى بوتن لإنقاذ النظام من سقوط محتم خلال ثلاثة أسابيع ( تصريح لافروف شخصياً : وكالة سبوتنك 17/1م2017)
# وعندما نكَّل العالم بالمشردين السوريين بوسائل همجية مختلفة في الدرجة والأساليب عقاباً لهم على كرامتهم!!