من الناحية النظرية المحض: ستبدأ محنة مسلمي الفلبين المديدة، في الانحسار التدريجي خلال أقل من ثلاثة أشهر!! لكن تطفل داعش على مناطق الجنوب المسلمة، قد يؤخر تحقق أحلام الأكثرية المسلمة في تنفيذ الاتفاق مع مانيلا لإقامة حكم ذاتي يحافظ على هويتهم.
الحكم الذاتي الموعود
دعا الحاج مراد إبراهيم، زعيم “جبهة تحرير مورو الإسلامية”، البرلمان الفلبيني إلى الإسراع بإقرار قانون “بانغسامورو” الأساسي، بهدف تأسيس حكومة في منطقة الجنوب المسلم بحلول نهاية العام –الميلادي-الجاري، وذلك بموجب اتفاق السلام المبرم مع الحكومة الفلبينية.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول التركية، قال الزعيم الفلبيني المسلم إن حكومة “بانغسامورو” ستضم جميع المجموعات الموجودة في تلك المنطقة؛معرباً عن أمله في “تمرير البرلمان قريباً لمسودة الدستور، الذي أحيل في أغسطس/ آب الماضي إلى الرئاسة الفلبينية .
وكان الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، تعهد في وقت سابق، بدعم قانون “بانغسامورو”، لإبرام اتفاق سلام شامل مع “جبهة تحرير مورو الإسلامية”، لتحويل جزيرة ميندناو إلى منطقة تتمتع بالاستقلال الذاتي.
وخلال مراسم إحالة لجنة “بانغسامورو” الانتقالية، مسودة الدستور إليه، قال دوتيرتي: “سأحاول دفع الأمر حتى يكون لدينا ما يمكننا عرضه على الشعب بحلول نهاية العام الجاري على الأقل”.
وكانت “جبهة تحرير مورو الإسلامية”، دفعت من أجل إقرار قانون “بانغسامورو” الأساسي، لإبرام اتفاق سلام شامل عام 2014.
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول 2012، وقعت الحكومة الفلبينية و”جبهة مورو” اتفاقًا إطاريًا لإحلال سلام دائم في جزيرة “مينداناو”، ومن المتوقع أن يجري بموجب الاتفاق تغيير اسم الجزيرة إلى “بانغسامورو”، وإعلانها منطقة حكم ذاتي في المناطق ذات الغالبية المسلمة.
ووفقًا لخارطة الطريق الحكومية، سيصوت مجلسا الشيوخ والنواب (غرفتا البرلمان) على قانون “بانغسامورو” الأساسي، لجعله وثيقة قانونية بحلول يناير/ كانون الثاني 2018، على أن يتم إجراء استفتاء في المنطقة في وقت لاحق للتصديق على القانون.
وبعد التصديق، ستكون هناك حكومة انتقالية في جزيرة “بانغسامورو” بين عامي 2019 و2022، تجرى في ظل حكمها انتخابات لتشكيل برلمان “بانغسامورو” من قبل مواطني الجزيرة.
وستشمل المنطقة مقاطعات “باسيلان” و”لاناو ديل سور” و”ماغوييندانايو” و”سولو” و”تاوي تاوي” ذات الأغلبية المسلمة، فضلًا عن بعض المدن خارج هذه المناطق، على أن يكون مركز منطقة الحكم الذاتي جزيرة “مينداناو” المسلمة، جنوبي البلاد.
وأوضح إبراهيم أنه “بعد مصادقة البرلمان على مسودة القانون، سننشئ حكومة انتقالية بقيادة جبهة (تحرير مورو الإسلامية) وبمشاركة القطاعات الأخرى التي استجابت لإدراجها في الإدارة بإيجابية كبيرة”.
داعش جاهز للتخريب
من ناحية أخرى، لفت الزعيم الفلبيني المسلم، الذي كان قائدا عسكريا في أوائل الثمانينيات، إلى الحصار الذي استمر 4 أشهر لمدينة “ماراوي”.
وذكر أن “جبهة مورو الإسلامية” تعاونت مع القوات الحكومية في مواجهة مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي، الذين شنوا هجوما على إقليم “لاناو ديل سور” في 23 مايو/ أيار الماضي.
وعن المعركة التي دارت في “ماراوي”، قال لقد “تحولت المدينة إلى ركام، وتم تشريد نحو 200 ألف شخص”.
وأشار إلى أن “هذا الهجوم عاد بالخراب على المسلمين والحكومة وحتى (داعش) ذاته”.
وكان الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي استبعد احتمال السماح للمرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية بالخروج من مدينة بجنوب البلاد مقابل الإفراج عن عشرات الرهائن.
وكان المتشددون قد سيطروا على مناطق واسعة من مدينة ماراوي بجزيرة مينداناو في مايو/ أيار وصمدت مجموعة منهم أمام أكثر من 100 يوم من الغارات الجوية والهجمات البرية التي شنها الجيش.
ومازالت توجد جيوب لمقاتلين في أطلال وسط مدينة دمرها القصف المدفعي والتفجيرات في احتلال نبه العالم إلى احتمال أن ينشئ داعش الذي يواجه الهزيمة في العراق وسوريا معقلا جديدا في جنوب الفلبين.
وشن الجيش هجومه النهائي لاستعادة ماراوي ويتعرض لنيران كثيفة من مسلحين مع محاولة قوات الجيش تأمين المباني واجتياز الألغام والشراك الخداعية.
ويقدر الجيش أن مابين 20 و30 شخصا محتجزون رهائن يقول إن بعضهم أُجبر على حمل السلاح ضد القوات الحكومية.
وقال دوتيرتي عن الرهائن بعد زيارة جنود جرحى في كاجايان دي أورو التي تقع على بعد بضع ساعات من مارواي «لو كان باستطاعتي إنقاذ حياة شخص واحد هناك فإنني على استعداد للانتظار عاماً كاملاً (لاستعادة المدينة)».
وفرضت السلطات الأحكام العرفية في جزيرة مينداناو التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة حتى نهاية العام للسماح للجيش بإنهاء تحالف لجماعات موالية لتنظيم الدولة .
ونتيجة لهذه الأوضاع يعيش مئات الآلاف من مسلمي "مورو" جنوبي الفلبين، في مخيمات نزوح بمدينة "إليجان" (جنوب شرق) في ظروف صعبة منذ 4 أشهر.
فقد اضطر هؤلاء النازحون في أيار/ مايو الماضي إلى ترك منازلهم في مدينة ماراوي ، عقب نشوب الاشتباكات بين عناصر تنظيم "ماوتي" المرتبط بتنظيم "داعش" الإرهابي مع الجيش الفلبيني، حيث يعيشون حاليًا في ظروف صعبة، في مخيمات في إليجان، وقرب ماراوي.