السؤال الممنوع إعلامياً عن الإرهاب "المحمود"!
25 شوال 1438
منذر الأسعد

فأما أن هناك إرهاباً حميداً يقابل الإرهاب الذميم الذي تتنافس الحكومات في محاربته، فلا يحتاج إلى أدلة عملاً بقول الشاعر:
   وليس يَصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ*** إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ
وأما الإرهاب المنبوذ فلا توجد حكومة في العالم -في حدود علمي- لا ترفع شعارات مطاردته : من كوريا الشمالية وعصابات بشار وأذيال خامنئي إلى أمريكا مروراً بروسيا والصين وتركيا والكيان الصهيوني ....

 

صحيح أن الأهداف تختلف بين حلف النقائض الأممي هذا، لكن أكثر أعضائه يقصدون اجتثاث الإسلام وتشريد المسلمين الذين ينجون من القصف الهمجي الأعمى، وإذا تكرموا علينا فالمتاح هو تكايا صوفية خرافية لا تعرف معروفاً أو تنكر منكراً. ولا بأس في أن تتضمن محاربة هذا الصنف منع المسلمين من الصيام -كما في الصين الشيوعية- فكل دولة "وشطارتها"!!

 

هذه الحرب التي تحظى بإجماع النظم صحيحها وسقيمها، باتت تستفز الإعلام الغربي الذي كان إلى وقت قريب جزءاً من آلتها الدعائية الفجة، وكان يتناوم لئلا يتحدث عن مآسي المدنيين الذين تفتك بهم "محاربة الإرهاب"!!

 

شهادة المخابرات الأمريكية
لن نقف عند الأسئلة الجارحة التي سئمنا من طرحها، عن السر وراء تعامي الطائرات الـمُسَيَّرة (ويسمونها من دون طيار) عن قتلة متوحشين، يصنف الغرب بعضهم على قوائمه للإرهاب .. ولن نجدد عذابنا مع سؤال أشد إيلاماً: ما نسبة عدد القتلى الذين أزهق داعش أرواحهم إلى نسبة ضحايا سفاح العصر بشار حافظ إسرائيل؟

 

سنأخذ عن الإعلام الغربي نفسه، شواهد نقلها عن مصادر رسمية مسؤولة في البلاد التي تقود الحرب العالمية على الإسلام - عفواً: الإرهاب!-.

بتاريخ 25 / 6 / 2017 اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، «سي آي أيه»، أن إيران أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم، وأن نفوذها توسع كثيراً خلال السنوات الأخيرة. وقال مايك بومبيو، عضو الكونجرس الجمهوري السابق من ولاية كانساس: «اليوم نرى توسع نفوذ هذا البلد (إيران) بشكل كبير، خلال الست أو السبع سنوات الأخيرة».

 

وأضاف المسؤول الأمريكي بحسب صحيفة الإندبندنت: «لو ألقينا نظرة على نفوذهم (إيران) في الحكومة العراقية وتعاونهم مع الحوثيين في اليمن، والقوة المتنامية لحزب الله في لبنان وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، الذين يخوضون حرباً قرب الحدود السورية والميليشيات المذهبية في سوريا، سنرى أن إيران متواجدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط».

 

وكان بومبيو (52 عاماً)، قد أكد في يناير/كانون الثاني الماضي قبل توليه وكالة الاستخبارات المركزية رسمياً، في إشارة إلى تدخلات طهران في المنطقة: «إن إيران أصبحت تلعب دوراً أكثر تخريباً وتدميراً في الشرق الأوسط».

 

كما يعد بومبيو من المعارضين للاتفاق النووي مع طهران. وصرح بأن الإيرانيين (السلطات) يمارسون الغش بحرفية، وينبغي رصدهم بعناية، في إشارة إلى الاتفاق النووي المنعقد بين طهران والدول الست الكبرى..

 

حكم قضائي؟!
في الأسبوع الأول من شهر تموز/يوليو الجاري، أيدت محكمة استئنافية كندية الحكم الصادر من محكمة أونتاريو ضد إيران بدفع غرامة قدرها مليار و700 مليون دولار تعويضاً لضحايا الإرهاب من المواطنين الأمريكيين.

 

 

وجاء تأييد المحكمة الكندية بعد أيام من حكم أصدرته محكمة فدرالية أمريكية في مانهاتن بنيويورك قضى بمصادرة مركز تجاري مكون من ستة وثلاثين طابقا تعويضا لضحايا الاعتداءات الإرهابية.

 

 

وينص الحكم على أن تحصل عائلات أمريكيين قُتلوا في ثمانية تفجيرات أو عمليات خطف رهائن اتهمت بها طهران ووقعت بين عامي 1983 و2002 على تعويضات مالية، يتم اقتطاعها من الأموال المنقولة وغير المنقولة التي تمتلكها الحكومة الإيرانية في كندا.

 

مسرح اللا معقول
من فضلكم لاحظوا معي أن القوم يحاسبون إمبراطورية الشر الإيرانية، مالياً فحسب، على إرهاب بدأه أذنابها قبل 35 سنة .. أي قبل ظهور داعش وتنظيم القاعدة و..........
نقطة آخر السطر..

فمن أبى أن يرى هذه الشمس الساطعة فلا شك أن المكفوفين يرون خيراً منه..