ليس من الإنصاف أن نطلب من متلون بحسب لون الممول مثل عبد الباري عطوان أن يكون في شهامة الإعلامي الأمريكي المسلم الشجاع : بلال عبد الكريم، الذي ما زال حتى كتابة هذه السطور يغطي جرائم بوتن وخامنئي وبشار في ما تبقى مع الثوار من أحياء حلب الشرقية..
وذاك المطلب ليس من الحكمة وإلا فإننا سنكون مثل من قال فيه الشاعر:
ومكلف الأشياء ضد طباعها**متطلبٌ في الماء جذوة نار
أليس عاراً عليك أن مطرباً غربياً لا يلتقي معنا في دين ولا لسان ولا تاريخ تحرك ضميره ضد المؤامرة الأممية على الشعب السوري، فأطلق أغنية تشتم سيد سيد سيدك: أوباما لتواطئه مع جرائم بشار حافظ "إسرائيل"! فلو كان لدى عبد الباري بقايا ضمير مثل هذا المطرب،لما نشر بذاءاته على أنقاض محنة حلب ..
إنه مبتهج بالفرس الذين أحرقوا حلب للمرة الثالثة في التاريخ (كانت المرة الأولى في العام 540م بقيادة الملك كسرى ، وذلك بعد نقضه لمعاهدة السلام الأبدية مع الامبراطورية البيزنطية عام 532 ميلادية. وقد استعاد البيزنطيون المدينة، قبل أن يتجدد اعتداء الفرس عليها مرة أخرى عام 608 ميلادية؛ لتستمر بذلك الدولة الساسانية حتى عام 622 ميلادية عندما أعادتها الدولة البيزنطية تحت إمرتها مرة ثالثة. والفارق لفائدة عبدة النار القدامى لأن المجوس الجدد اليوم لم يحرقوا حلب إلا بحماية الطيران الروسي الصليبي)!
بدأ الدولاري تفاهاته بالدعوة إلى عدم الاحتفال بالنصر!
أي نصر أيها الصفيق؟! إن سادتك الذين اشتروك بثمن بخس، عجزوا قرابة ست سنوات عن إخضاع شعب أعزل، بالرغم من حرسهم الثوري وبالرغم من خنازير حسن زميرة وقطعان 13 ميليشيا مجوسية عميلة وبالرغم من الطيران والصواريخ البالستية والكيماوي!
(بالمناسبة: أتحداك أن تأتي بخبر عن صاروخ بالستي واحد أطلقته عائلة الأسد على الصهاينة منذ عهد سيدك حافظ إلى سيدك بشار..عائلة الأسد التي تصورها على أنها حامية العروبة وقلعة الممانعة..).
إيراني عاقل وعربي خائن
ازداد ازدرائي للدولاري عندما قارنت بين تطبيله المستمر للغزو المجوسي لبلاد العرب –الدولاري يتاجر بالقومية- وبين عدو صفوي عاقل، يحذِّر قومه من نشوة حلب التي قد تدوم يومين لكن تبعاتها عليهم هائلة..
فقد قال مير محمود موسوي، المدير السابق لشؤون آسیا الغربیة في وزارة الخارجية الإیرانیة، إن “نجاح العمليات العسكرية في حلب، شمالي سوريا، إنما هي فرحة ليلتين فقط، بعدهما يجب علينا أن نقلق للثلاثین عاماً القادمة”.
وأضاف موسوي، الذي كان يشغل أيضا منصب السفير الإيراني في الهند وباكستان، في حوار مع صحيفة “الشرق” الإيرانية يوم الثلاثاء، أنه يرى الأوضاع “سوداء جداً”. واستطرد أنه “عندما طردت الولايات المتحدة الأمريكية، حركة طالبان من العاصمة الأفغانية كابل، في ظل صمت إيران أو بدعم منها، فرح البعض معتقدا أن المشاکل قد انتهت، لكني کنت علی یقین بأنها بدأت منذ تلك اللحظة”. وأكد موسوي، أن “مقتل 300 ألف شخص وتهجیر ونزوح 12 ملیون آخرين في سوريا، لا یولد إلا الكراهية والعنف”.
فانظروا –يا رعاكم الله- إلى هذا العدو العاقل يعترف بضخامة إجرامهم في حق الشعب السوري،الذي يفتري عليه الدولاري بأنه ثار على بشار لأسباب تافهة وبتحريض تركي سعودي قطَري !
بشار كلبنا
يأبى الوجه الأسود للدولاري إلا أن يزداد سواداً ودمامة.. ففي الاتجاه الآخر يعترف دهاقنة المجوس الجدد أن الطاغية بشار يقاتل بالنيابة عنهم! بينما يطبِّل الدولاري لخرافة المؤامرة الأممية على عائلة الأسد بائعة الجولان لليهود والقائمة بحراسته منذ بيع سنة 1967م بكفاءة منقطعة النظير كما يشهد لهم سادتهم الصهاينة!
(بشار يقاتل نيابة عنا وفي صفنا)، هذا ما قاله المرشد الأعلى للثورة الصفوية "علي خامنئي"، برواية الجنرال الهالك حسين همداني، في حديث لم ينشر من قبل، وجاء بمناسبة مرور عام تقريبا على مصرع "همداني" في حلب.
الحديث الذي نشرته وكالة "فارس" الإيرانية، وتولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما فيه، جاء ليعرض سلسلة من المبررات والحجج المدافعة عن "حضور إيران في سوريا"، كما وصفته الوكالة في عنوانها الرئيس.
همداني" الذي قتل خريف 2015، قال حينها إنه كان يحذر خلال الاجتماعات الأمنية مما يجري في العراق وسوريا من "تفجيرات"، يمكن أن تمتد إلى إيران وتستهدف "الثورة الإسلامية".
ووفق "همداني": "وقف حافظ الأسد في معسكر الثورة الإسلامية في إيران، ليس بالشعارات والكلام، لا! بل بالأفعال، وفي الميدان"، مشيرا إلى إغلاق نظام الأسد أنابيب النفط العراقي المارة من سوريا، ما ألحق ضررا فادحا بالعراق، وقطع عنه شريان الحياة الاقتصادي.
ولسنا في حاجة إلى تذكير الدولاري بأن الخميني حصل في تلك الفترة على مساعدات عسكرية "إسرائيلية" عبر أمريكا بطريقة التفافية، شاء الله أن تتسرب في ما عُرف بفضيحة"إيران غيت" أو:"إيران كونترا"..
الدولاري لا يحتاج إلى التذكير لأنه يومئذ كان بوقاً لصدام حسين، ولذلك ظل يكتب عن تلك الفضيحة شهوراً!
ويمضي الهالك همداني قائلاً: "بشار الأسد كتب رسالة إلى السيد (خامنئي)، بدا فيها (بشار) وكأنه جندي يكتب إلى قائده، ومما قاله في تلك الرسالة: "إن عنايتكم واهتمامكم بشعب سوريا وحكومتها، لن يُمحى من ذهن شعب سوريا وحكومتها".