ترامب وأول "الغيث"
14 ربيع الأول 1438
خالد مصطفى

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المناهض للمسلمين والمعادي لقضايا العرب بشكل عام بدأت أولى خطواته التنفيذية قبيل توليه منصبه بشكل رسمي, حيث بدأ في الإعلان تباعا عن ترشيحاته للمناصب الهامة والتي ستقوم برسم السياسيات العامة للبلاد خلال فترة رئاسته..

 

ووضح من ترشيحات ترامب للمناصب الهامة أنه عازم أن يسير في اتجاه تصريحاته التي أدلى بها خلال حملته الانتخابية والتي أثارت صخبا كبيرا في الداخل والخارج حتى قال كاتب أمريكي في مقال نشر في صحيفة "واشنطن بوست"، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بدا من ترشيحاته لمن يتولي الحقائب الوزارية وكأنه يشكل حكومة معادية للولايات المتحدة...

 

واستهل الكاتب المقال بتحذير الأمريكيين من أنه سيتم تنصيب رئيس لهم، قد قالت الاستخبارات، إن فوزه بالانتخابات جاء بمساعدة الاستخبارات الروسية. وأضاف أنه لا يمكننا تجاهل التدخل الفاضح من قبل دولة اجنبية معادية نظرًا لتصرفات ترامب التى تثير الشكوك حول شرعيته أو على أقل تقدير عدم كفاءته لتولي أعلى منصب في الولايات المتحدة...وقال إن السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، انتقد النواب الجمهوريين بسبب تجاهلهم للتدخل الروسي.

 

ونقل عنه قوله إن الروس ليسوا أصدقاءنا، متعهدًا بإجراء تحقيق في مجلس الشيوخ حول هذا الأمر...وأضاف الكاتب لدينا استنتاج قدمته سي أي أيه من أن روسيا تدخلت لصالح ترامب. مشيرًا إلى السؤال الفعلي الذي يجب طرحه في هذا الوقت هل تدخلت روسيا في الانتخابات الامريكية لإثارة الفوضى أم لتقديم المساعدة لمرشح بعينه....وأضاف الكاتب أن ترامب رشح ريكس تيلرسون- رئيس مجلس إدارة مجموعة أكسون موبيل النفطية العملاقة- في منصب وزير الخارجية، موضحًا أن تيلرسون ليس لديه أي مؤهلات سوى صداقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين...وأشار إلى أن ترامب رشح شخصية ترفض زيادة الحد الأدنى للأجور في منصب وزير العمل وأيضًا شخصية لم تظهر أي التزام للتعليم العام في منصب وزير التعليم...

 

وذكر أن ترامب قال في مقابلة تليفزيونية، إنه لا أحد يعرف بالتأكيد حقيقة ظاهرة التغير المناخي فى حين أكد 97 بالمائة من العلماء وجود تلك الظاهرة...وتساءل الكاتب فى ختام مقاله: هل كل هذا سيعيد القوة للولايات المتحدة أم أنه دليل على الفشل وعدم الكفاءة؟...

 

ترامب وعلاقته القوية مع روسيا والتي أكدها من خلال ترشيحه لأحد أصدقاء بوتين في منصب وزير الخارجية  تأتي في وقت تقوم فيه روسيا بشهادة الأمم المتحدة ومسؤولين أمريكيين بممارسات إجرامية ضد الإنسانية في سوريا وخصوصا في حلب دفاعا عن نظام الأسد القمعي وهو ما يشير إلى أن موقف إدارة ترامب من مجازر حلب سيكون موافقا لحد كبير لما تريده موسكو وسيفتح الباب لها لمواصلة صلفها وعدوانها وقد كشف عن ذلك الرئيس الروسي عندما أعرب عن رغبته في لقاء ترامب في أي لحظة...في نفس الوقت كشفت كيليان كونواي مستشارة دونالد ترامب بأن نقل السفارة الأمريكية في الكيان الصهيوني إلى القدس يشكل أولوية كبيرة لدى ترامب.

 

وأضافت كونواي، "إن المسألة أولوية كبيرة للرئيس المنتخب، لقد أوضح ذلك جليًا خلال حملته، وكرئيس منتخب سمعته يكرر ذلك أكثر من مرة في الجلسات الخاصة وفي العلن".

 

وكان ترامب، خلال حملته الإعلامية، قد أكد مرارا أنه سيقاوم أي محاولة من الأمم المتحدة لفرض إرادتها على "إسرائيل"، وسينقل السفارة الأمريكية إلى القدس حال انتخابه رئيسًا...

 

ولاقت هذه التصريحات وغيرها قبولا كبيرا في الكيان الصهيوني التي أعربت عن انتظارها بفارغ الصبر تولي ترامب للمسؤولية حتى يضع وعوده موضع التنفيذ...

 

إن ترامب يأتي إلى منصب أكبر دولة في العالم في ظل حملة شعواء تجري ضد المسلمين في الموصل وحلب وغيرها من المناطق وهو لا يخفي ولو للحظة عدائه الشديد لهم وبدأ يضع هذه السياسيات موضع التنفيذ مما يشير إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من الدمار والقتل للمسلمين برعاية أكبر من المجتمع الدولي والدول الكبرى.