الأزمة والأمل
8 ربيع الأول 1438
أحمد محمود عجاج

يقول غرامتشي إن الأزمة تبدأ عندما يبدأ القديم بالموت ويتصارع الجديد لكي يولد؛ لم يخطر على بال الثائر غرامتشي الذي قضى معظم حياته في سجن موسوليني أن الأزمة الحقيقية  تبدأ بعيش القديم وموت الجديد!

 

 

في سوريا نشاهد الآن انطفاء أمل الجديد وهو الثورة، واستعادة القديم لقدرته على العيش، وبهذا تبدأ أزمة جديدة قد تكون مأساوية في فظاعتها: بقاء نظام تسبب بقتل مليون شخص وتهجير عشرات الملايين، وجلب دمار على بلد قد تعجز عن ترميمه أموال العالم المنهك ماليا، وأموال العرب المستنزفة يوميا! كما أن بقاءه سيغير معادلة توازن القوى ولربما يفتح الباب أمام صراعات جديدة قد تنتهي بمولود جديد تبدأ معه أزمة جديدة! وهكذا دواليك ..

 

 

الخاسر الأكبر إلى جانب السوريين هم العرب الذين برهنوا على أنهم حكاما وشعوبا ليسوا بقدر المسؤولية التاريخية؛ وكذلك العلمانيون الذين أظهروا أيضا انكشافهم الأخلاقي وزيفهم العروبي، وكذلك الإسلاميون الذين فشلوا في تجسيد الإسلام بشكل جماهيري وعقلاني يتصالح مع عصره ويتفهم لأحوال العالم!

 

 

رغم كل هذه السوداوية إلا أن الأمل يأتي دائما من قلب الأزمة؛  فالأزمة، كتعريف، تجلب معها مخاطر أو تحمل معها فرص، والسياسي الواعي هو من يتجنب المخاطر أو يقللها ويستغل الفرص!

 

 

نعم توجد فرص كثيرة، والربيع العربي أوجدها، والتدخل الروسي عززها، والانكفاء الأمريكي سهلها؛ و كل ما علينا هو أن نعرف كيف نستغلها!