كراهية الحجاب.. وعقبة بن نافع أيضا في بلاد العرب
7 ربيع الأول 1438
منذر الأسعد

ما الذي يجمع بين مؤتمر مشبوه في أمريكا والاحتجاج على نقاب المرأة في الكويت والمطالبة بحذف اسم عقبة بن نافع من مناهج الدراسة، من قبل رئيس جامعة لا يرد اسمها بين أفضل 1000 جامعة في العالم؟

 

الحقيقة هي أنه عندما نتابع الأخبار متفرقة، يغيب عن تفكيرنا الترابط الخفي بين بعضها؛وتلك هي مهمة وسائل الإعلام المحترمة .إلا أننا نرزح تحت الفوضى الإعلامية في عالمنا العربي، حيث تختلط الأوراق وتنقلب الأولويات، ويتسلق الهواة على القمم، ويكثر الدجالون الذين تتركز مهمتهم الكبرى في تزييف الوعي وبتر الحقائق..

 

يغيظه الحجاب!!

جرت انتخابات نيابية مبكرة في دولة الكويت قبل أيام، وقام أحد أشهر الأبواق الليبرالية في الخليج بالسخرية من المشاركة النسائية الواسعة في الانتخابات، فقط لأن أغلب النساء كُنَّ محجبات أو منتقبات!!

 

فهؤلاء الذين يتشدقون ليل نهار بما يسمونه "قضايا المرأة" المسلمة تحديداً، أثبتوا بالدليل العملي القاطع أن مرادهم ليس مشاركة المرأة في الشأن العام –وخاصة السياسي- وإنما إخراج المسلمات عن عفتهن!

 

فالشأن العام بحسب دين الليبرالية النجس محصور في السافرات، مع أفضلية ضمنية للمتهتكات بكل تأكيد.. قد فضح البوق نفسه ورهطه لأنه أشار في هرائه إلى المفارقة بين أغلبية النساء المحتشمات المشاركات في الاقتراع، وبين سيطرة السافرات على مواقع رسمية في الدولة نفسها!! وهنا مقتله فهذا الوضع غير المنطقي بكل المقاييس يكشف أن السافرات لا يسيطرن إلا من خلال التعيين وليس عبر الانتخابات!!

 

وقد رد عليه مغردون كثر وقال أحدهم: سنين عديدة وأنت وأمثالك وقنوات وصحف تروجون للديمقراطية وتهاجمون الحجاب وعندما أتت الديمقراطية بعكس ماتريدون تلعنونها #الحجاب يتمدد!

 

وغرَّد آخر:
الليبرالي في الخليج هو اوقح ليبرالي في العالمفبدلاً من ان يروج لفكر حرية الفردتجده يحارب افكار ومعتقدات غيره.

 

اطردوه من مناهجكم

رئيس أقدم جامعة عربية في العصر الحديث، لم يشفِ غليله بعد من رموز تاريخنا الذهبي، بالرغم من الحذف الوضيع لأبرز صفحاته الرائعة من مناهج التعليم العام..

 

لذلك شن حملة مؤخراً ليطالب وزارة التعليم بحذف بضعة سطور عن البطل عقبة بن نافع، يبدو أنها "نَفَذَتْ" بجلدها خطأ من بين أنياب الزنادقة الحاقدين على كل ما يمت للإسلام بأي صلة.

 

لكن هذا المأفون لا يشغل باله أن اسم جامعته ليس وارداً في أفضل 1000 جامعة في العالم!! و"الفضل" في ذلك لسادته العسكر الذين حكموا مصر بالحديد والنار منذ انقلاب 1952م المشؤوم، فقد مسخوا التعليم وأفرغوه من مضمونه وفرضوا عليه أفكارهم المنحرفة ومزاجهم المتخلف.