الشعب السوري فضّل التقسيم على العيش في جلباب الطاغية
6 ربيع الأول 1438
دـ أحمد موفق زيدان

حسم الشعب السوري أمره حين أعلن أنه يريد إسقاط النظام، وحسم أمره أيضاً حين هتف منذ اليوم الأول مالنا غيرك يا الله، وبالتالي فإن الشعب الذي قدم أكثر من نصف مليون شهيد وملايين المشردين ودمرت معظم بيوته، وتعرض لمآس ومجازر لم تشهدها البشرية ربما ، لن يعيش في جلباب الطاغية والطائفيين، فكيف يعيش في جلباب الطاغية وبحماية روسية وإيرانية وطائفية قذرة، هذا من المستحيل، وبالتالي فإن الشعب السوري يفضل اليوم التقسيم بكل معنى التقسيم على إبقاء سوريا موحدة تحت حكم الطاغية والطائفيين والاحتلال..

 

 

ظهر هذا بوضوح حين قرر ثوار حمص التخلي عن حمص وهروب المدنيين من مدينتهم مدينة الآباء والأجداد، على العيش بذل في ظل هذه العصابة الطائفية المجرمة، وتكرر هذا بالقصير ثم في الزبداني ومضايا وداريا واليوم يتكرر جزئياً في حلب، وبالتالي من يظن أنه سيخيف الشعب السوري بتقسيم سوريا نقول له إن كيلومتراً مربعاً واحداً يعيش فيه السوريون بحرية وبكرامة أفضل من الكون كله تحت رحمة الطائفيين والقتل والإجرام والتعذيب...

 

 

ندرك تماماً أن أولويات الدول تبدلت وتغيرت وظهر ذلك بأولويات تركيا من خلال التركيز على عدويها وحدات حماية الشعب الكردي وهو اسم على غير مسمى وكذلك مقاتلتها للدواعش وتناسي خطر الطائفيين والمحتلين الذين يعبثون في سوريا وعلى حدود تركيا وهم أس البلاء ورأسه، وإن كانت الأخيرة تظن نفسها في مأمن إن هي غازلت الروس وصمتت عن الإيرانيين فهي واهمة فالحريق السوري سيلتهم كل من حوله، فقديماً وحديثاً قيل ويقال إن كان جارك بخير فأنت بخير، ولذا فعلى تركيا وغير تركيا أن تتحسس رقبتها إن هي قبلت بما يفرض على المنطقة..

 

 

الاتحاد الأوربي بدأ بمغازلة الطائفيين حين وعدوا المجرم القاتل بإغراءات مالية من أجل الإعمار إن هو قبل بتسوية سلمية، ولكن لا أدري كيف يقبل بها وهو يرى اليوم جحافل الإجرام والقتل تجوس خلال الديار السورية بدعم روسي وإيراني وتحالف مليشيات طائفية إجرامية لتثبيت حكمه، في الوقت الذي يلتحق كيري بالمجرم لافروف مطالباً بخروج كل مسلحي الثوار من حلب وإفساح المدينة للقتلة برئاسة بوتين ولافروف وسليماني أن يدخلوا الشهباء ويقتحموها ويدمرها...

 

 

الشعب السوري لم يعد يعنيه سوريا الموحدة إن كانت في ظل طاغية الشام، والشعب السوري يدرك تماماً أن سوريا الموحدة بهذا الشكل إنما يخدم أجندات إقليمية وربما دولية، وهي تستهدفه وتستهدف وجوده كشعب، وبالتالي فهو حسم أمره إما حياة بلا أسد أو موت وليكن بأي شكل كان...