تداعيات فوز ترامب
15 صفر 1438
خالد مصطفى

بدأت تداعيات فوز المرشح الجمهوري العنصري دونالد ترامب تظهر في الأفق بعد أيام قليلة من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية؛ فقد تعهد ترامب في أولى تصريحاته بطرد ثلاثة ملايين لاجئ فورا، عقب توليه مهام منصبه في العشرين من يناير المقبل...

 

وقال ترامب في مقابلة تلفزيونية عقب انتخابه "إن اللاجئين هم كثر، مليونان على الأرجح أو حتى ثلاثة ملايين، سنطردهم من البلاد أو سنودعهم السجن"...هذه التصريحات ليست جديدة ولكن تدل أن ترامب يعنزم مواصلة استفزازاته للداخل والخارج وأن موقفه قبل انتخابه لم يكن دغدغة لمشاعر المتطرفين والخائفين والمنغلقين في أمريكا الذين أوصلوه لموقعه الجديد وأنه ينوي تحدي مشاعر فئات عريضة في المجتمع....

 

الشعب الأمريكي لم يظهر منقسما بعد انتخابات رئاسية مثلما ظهر بعد انتخاب ترامب فلقد تواصلت المظاهرات المنددة بفوز ترامب للأسبوع الثاني على التوالي وسط حملة اعتقالات في أوساط المحتجين وصدامات بينهم وبين الشرطة..وقد تجاوز الأمر إلى بعض المسؤلين الذين أعلنوا تحديهم الرسمي لترامب وسياسته تجاه المهاجرين حيث قال رئيس بلدية مدينة شيكاغو الأميركية راهم إيمانويل، إن المدينة ستظل ملاذا للمهاجرين الذين يخشون الترحيل، بسبب دخولهم الولايات المتحدة بصورة غير قانونية.

 

وأضاف إيمانويل،: "أنتم آمنون في شيكاغو .. وتحظون بالدعم. هذه مدينة تشمل الجميع", وأكد إيمانويل، أن المهاجرين الذين لا يحملون وثائق في شيكاغو سيبقون متمتعين بالخدمات العامة، ومنها التعليم والرعاية الصحية التي تمولها المدينة, كما صدرت تعهدات مشابهة من رئيسي بلديتي نيويورك ولوس أنغلوس اللذين أكدا قبل أيام أن المدينتين ستظلان ملاذين لهؤلاء المهاجرين....كذلك وبعد أن التقى الرئيس باراك أوباما بترامب في البيت الأبيض ـ وهو لقاء "بروتوكولي" للاستعداد لتسليم الرئاسة ـ أعرب أوباما، عن قلقه حيال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، قائلا إنه مازال لديه مخاوف من توليه للرئاسة...

 

وقال أوباما في أول مؤتمر صحافي له بعد فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية إن علينا كحزب ديمقراطي أن نكافح في كل مكان وأن يكون لنا حضور في كل مكان...

 

ترامب من ناحيته لم يصدر ما يشجع حتى الآن معارضيه على التفاؤل بإمكانية حدوث تغيير جوهري في مواقفه بل عين ستيفن بانون وهو شخصية يمينية متشددة ومناهضة للمسلمين ليكون مساعدا رئيسيا له في البيت الأبيض مما أثار غضبا واسعا حيث قال السناتور الديمقراطي جيف ميركلي "ينبغي ألا يكون هناك تجميل للحقيقة هنا ..

 

دونالد ترامب دعا أحد القوميين المؤمنين بتفوق البيض للانضمام إلى أرفع المستويات بالحكومة"...في نفس الوقت قال مصدر مطلع ، إن رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، هو أحد أبرز مرشحي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتولي وزارة الخارجية,وجولياني، سياسي أمريكي جمهوري من أصل إيطالي، وهو الحاكم السابق لولاية نيويورك، وكان أحد أبرز المرشحين للرئاسة الأمريكية لانتخابات عام 2008، عن الحزب الجمهوري, ويعترف جولياني باعتناقه فكر المحافظين الجدد واليمينيين في السياسة الخارجية. ولعل أبرز الحوادث الشهيرة في حياته قيامه بطرد الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، من أحد مسارح نيويورك خلال احتفالية للأمم المتحدة..

 

تاثير فوز ترامب السلبي تجاوز أمريكا إلى الخارج حيث اشتد عود اليمينيين المتطرفين في أوروبا والذين صرحوا بأنهم يتطلعون للوصول للرئاسة هم أيضا بعد فوز ترامب لكن دولة واحدة ظهر تعاطفها مع ترامب هي روسيا حيث أجرى رئيسها مباحثات تليفونية مع ترامب لدراسة تطبيع العلاقات بين الجانبين وقال الكرملين في بيان نشره على موقعه الرسمي إن المحادثة الهاتفية جاءت بناء على "اتفاق مشترك بين الجانبين"، دون ان يوضح من بادر منهما إلى ذلك. وأضاف أن بوتين تمنى لترامب "النجاح في تطبيق برنامجه الانتخابي"...

 

كذلك ظهرت سلبية فوز ترامب سريعا في فلسطين المحتلة حيث تنامت بشدة  حركة الاستيطان وبدأ الاستعداد لتشريع قوانين لحماية المستوطنات وتم منع رفع الأذان في مكبرات الصوت في الداخل الفلسطيني..هذه مجرد إرهاصات تبين أن القادم لن يكون مريحا على الإطلاق ليس فقط للعرب وللمسلمين ولكن للكثير من دول العالم ولقيم الحق والعدالة والإنسانية التي طالما تشدق الغرب يسعيه للحفاظ عليها .