المجوس يطالبوننا بالاعتذار عن فتح العراق!!
11 محرم 1438
منذر الأسعد

بالرغم من حجم الآلام الرهيبة التي يتحملها السوريون منذ ما يقرب من ست سنوات، فإن من ينظر بقليل من التأني يدرك جانباً من الحكمة الربانية في تأخير النصر على أكبر حلف للكفرة في التاريخ.

 

فلو أن الله سبحانه كتب النصر للثوار السوريين في وقت مبكر، لما سقطت الأقنعة عن وجوه المجوس الذين يرفعون شعارات "إسلامية" ويتاجرون بقضية فلسطين ويزعمون أنهم يعملون على تحرير القدس..

 

إن من أعظم ما تمن به الثورة السورية على أمة التوحيد كلها، تعرية هؤلاء المنافقين وإجبارهم على الخروج من أوكار الكذب الذي مردوا عليه واقتاتوا منه مئات السنين..

 

اليوم لم يعد عداؤهم للصحابة الكرام سرًّا يتداولونه في معابدهم الشركية وإنما صار ممارسة يومية مكشوفة، وأضحت فضائياتهم الخبيثة تبثه ليل نهار.

 

ولم يعد كرههم لكل الفاتحين من صدر الإسلام حتى اليوم طلاسم مدفونة في كتبهم الساقطة المحجوبة عن المسلمين..

 

لا داعي للتذكير بشتائمهم الوضيعة لهؤلاء الأبطال الاستثنائيين، والتي دأبوا على سترها بمزاعمهم عن "اغتصاب الخلافة"..

 

يكفي الوقوف على الصورة المصاحبة، ليدرك المسلم حقيقة القوم، وأنهم منافقون يبطنون الكفر ويتظاهرون بالإسلام بعد تحريف حقائقه الساطعة..

 

هذا المعمم الخسيس يركب موجة قانون الحقد الصليبي على السعودية لأنها مسلمة فحسب، ليطالب بتعويضات مماثلة عن الفتح الإسلامي للعراق مصحوباً باعتذار!!

 

لو أن أحد الكُتَّاب المسلمين اتهم المجوس بذلك من قبل، استناداً إلى سجلهم المخزي في بغض الفاتحين كافة، لسارع بعض مغفلينا ليصفه بالطائفية والافتراء... لكن هذا المعمم الوقح لم يترك فرصة لأي تأويل ولا فسحة لتأويلات سقيمة وتمحلات باطلة..

 

أجل.. هم يرون الفتوحات الإسلامية جريمة!! تماماً مثلما يعتبرها غلاة الصهاينة والصليبيين..
فإلى متى يواصل بعض الأغبياء بلادتهم ويرفضون أن نقول للمجوس: لكم دينكم ولنا ديننا؟

 

ولله در الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله، عندما أطلق حكم الكفر على من يكره الصحابة رضوان الله، مستدلاً بقول الحق تبارك وتعالى:

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}. فالقضية لا تحتاج إلى كلام كثير، لأن النص جلي: إن الصحابة الذين زكاهم ملك الملوك سبحانه مصدر غيظ للكفار، فمن غاظه الصحابة فلا ريب في كفره..نقطة انتهى.. ومن أصدق من الله حديثاً.. ومن أصدق من الله قيلاً..