التبجح والعنجهية التي بدأت تظهر في تصريحات المسؤولين الإيرانيين والتي جعلتهم يعترفون بشكل علني بمخططاتهم الرامية للسيطرة على المنطقة تجاوزت طهران إلى أذرعها في المنطقة مما يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة من "الإرهاب الطائفي" الذي تقوده إيران ويدعمها في ذلك عدد من الدول الكبرى بحجج وذرائع واهية...
لقد خرج أحد قيادات المليشيات الشيعية في العراق التابعة لما يسمى "الحشد الشعبي" ويدعى أوس الخفاجي لكي يهدد السفير السعودي في بغداد على الملأ ويقول: إن اغتياله شرف! ويشير إلى أن للحشد الشيعي ثأراً مع السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان..وقال الخفاجي في لقاء تلفزيوني إنه "إذا اغتيل السبهان، وهو شخص مطلوب، فهذا شرف يدعيه الجميع"، زاعماً أن "عداء الشعب العراقي للسبهان واضح"، على حد تعبيره....
الخفاجي ليس هاربا من وجه القانون في العراق بل هو أحد القيادات الهامة في مليشيات أصبحت تابعة للجيش العراقي بشكل رسمي وهو أحد الأفراد الذين قاتلوا في الفلوجة بجانب الأمريكيين وسيقاتل في الموصل أيضا دون أن يوجه له أحد في الحكومة العراقية أو المؤسسات الدولية أي اتهامات "بالإرهاب" رغم اعترافه علنا بتخطيطه لقتل سفير دولة أخرى تابعة للأمم المتحدة والمفروض أنه يتمتع بحصانة دبلوماسية.. لقد طالب السفير السعودي لدى العراق ثامر السبهان؛ الحكومة العراقية، بأن توضح رأيها بخصوص تحريض زعيم ميليشيا أبو الفضل العباس، أوس الخفاجي خلال لقاء تلفزيوني على قتله.
وقال السبهان في تغريدة له عبر حسابه على “تويتر”: “ننتظر تصريحاً من الحكومة العراقية بخصوص التصريحات من قِبل أحد مكوناتها (بحسب تبنيها الحشد) فهل هي موافقة على ذلك وتتبناه؟”...السجال مستمر من فترة بين السفير السعودي وأركان المليشيات الإيرانية في العراق ومع ذلك لم تتحرك حكومة بغداد وأنى لها التحرك وهي معينة بقرار من طهران وإذا أرادت إيران أن تقيلها لن تمكث يوما واحدا...
وكانت مصادر أمنية عراقية قد كشفت عن مخطط لمليشيات شيعية، يهدف إلى اغتيال السفير السعودي في العراق وأشارت المصادر ، إلى أن هذه الميليشيات على ارتباط مباشر بإيران، وأبرزها كتائب خراسان، ومجموعة تعمل مع أوس الخفاجي، الأمين العام لقوات “أبو الفضل العباس” التي تعد مكونا بارزا في ميليشيات الحشد الشعبي...وأوضحت المصادر أن هناك محاور لتنفيذ عملية اغتيال السفير ثامر السبهان، وكل محور مختلف عن الآخر، على أن تنفذ العملية في أسرع وقت..ما الفرق بين مليشيات إيران في المنطقة من حزب الله في لبنان للحوثيين في اليمن للحشد في العراق وبين تنظيم داعش؟! لماذا تحشد هذه القوات الكبيرة لقتال داعش وتترك هذه المليشيات المجرمة التي قتلت في السنوات الأخيرة من أهل السنة أضعاف ما قتله تنظيم داعش؟! ولماذا التضخيم من داعش بهذا الشكل؟! أسئلة كثيرة تدور في هذا الموضوع دون أن تجد إجابة حاسمة من أصحاب الشأن وهو ما يعني أن ما خفي كان أعظم وأن ما هو قادم سيكون أخطر مما هو متوقع ومن قبل قتل حزب الله رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ولم يهتز له جفن ولم يقترب منه أحد رغم المعلومات الكاملة عن المتورطين في الجريمة فليس من المستبعد أن تقدم مليشيات الحشد في العراق على جريمة من هذا النوع وتتلقى الحماية الكاملة ليس فقط من حكومة العبادي بل ومن الدول الكبرى والمؤسسات الدولية التابعة لها..
إذا كان شرف مليشيات إيران اغتيال سفير يقوم بمهام دبلوماسية ولا يملك جيشا أو أسلحة للدفاع عن نفسه ولم يصدر منه سوى مجموعة من التصريحات التي تدين جرائم هذه المليشيات ومن يقف خلفها فإن هذا يظهر حقيقة الشرف عند هؤلاء الذين استحلوا دماء أهل السنة واستباحوا حرماتهم.