لماذا فشلت أمريكا في سوريا رغم نجاحها في العراق؟
من أجمل الصور التي تثلج الصدر في ملحمة تحرير حلب، صورة أهالي الأحياء التي كسر المجاهدون عنها طوق الحصار وهم يسجدون شكراً لله، على أن أنقذهم من أنياب الروس والمجوس والنصيرية!
كما تصدر وسمٌ "هاشتاغ" يبارك لمدينة حلب فك الحصار النصيري عنها، موقع تويتر على المستويين: العربي والعالمي حيث جاء في المرتبة الرابعة!!
ونظم الشاعر عبد الرحمن العشماوي لمناسبة فك الحصار عن حلب عدة أبيات نشرها عبر حسابه على تويتر، يقول في بعضها:
ملاحِمُ الشَّام تجري في رَوابِيها * حرباً تُؤجَّجُ في شتَّى نواحيها
تجري بحاراً من الأحداث مائجة * تكاد تغمر دنيانا دواهيها
وعبَّر مسلمون كثر عن اغتباطهم بالنصر المؤزر، الذي كتبه الله عز وجل للمجاهدين في حلب، على تحالف أممي يضم روسيا وأمريكا وإيران ومرتزقة القتلة المجوس من شتى الأنحاء، تدعمهم الصهيونية العالمية من وراء ستار.
حسون يستغيث بروسيا
النصر المباغت جاء بعد 25 يوماً من تقدم حشود الكفر ومحاصرة 400 ألف من المدنيين في أحياء حلب الشرقية، وأكد قادة المجاهدين أن خطتهم لفك الحصار كانت تستغرق شهراً بحسب توقعاتهم، لكنهم فوجئوا بالنصر الرباني يأتي في 6 أيام!!
وهي المسافة نفسها بين هراء حسن زميرة عن انهيار الأحلام الإمبراطورية –يعني السعودية وتركيا!!- وبين هراء نائبه في الاتجاه النقيض تماماً بعد هزيمة فلولهم: معركة حلب ليست عاجلة!
وأسفرت ملحمة تحرير حلب عن نفوق عدد كبير من قيادات المجوس والنصيرية ومرتزقتهم المجلوبة، وفي الهالكين رموز كبرى مثل القيادي بحزب اللات حسن محمود عيسى الذي ترك حزب زميرة لحليفه الصليبي ميشيل عون مهمة نعيه!!كما نفق في المواجهات الملتهبة قائد القوات الخاصة في حلب اللواء محمود عزيز حسن –نصيري-
وبلغت الهزيمة الأسدية ذروة مرارتها بمقطع لمفتي البراميل أحمد حسون وهو يستنجد بروسيا وحزب اللات وإيران، والذين وصفهم هذا الضال المضل بأنهم –جميعاً-يدافعون عن "دينهم"!!
نصر رباني
حار المراقبون في تفسير التحول الدراماتيكي في حلب من حصار خانق يهدد باستئصال 400 ألف مدني أعزل، فالقاعدة الثابتة في العلوم العسكرية تؤكد أن عدد المهاجمين يجب أن يكون 3 أضعاف عدد المـُدافعين بينما حصل في ملحمة حلب العكس تماماً، فأعداد المجاهدين هناك أقل من ثلث عدد المدافعين؛فكيف وليس للمهاجمين غطاء جوي، بل إن العالم المتآمر عليهم منعهم من الحصول على مضادات طيران فعالة؟ والغطاء الجوي المكثف يحاول عرقلتهم بهجمات مسعورة، يشارك فيها ثاني أقوى سلاح جو في العالم؟
فكيف وقد كانت مدة 22 دقيقة لدك كلية المدفعية وإسقاطها، مع أن العصابات النصيرية نقشت في إحدى بوابتها كفراً بواحاً، يقول: المدفعية "آلهة الحرب"؟!!
وفي محاولة لتفسير انتصار الثوار في حلب، كتب العميد مصطفى الشيخ تحليلاً، ركَّز فيه على أهمية فشل المحاولة الانقلابية في تركيا منتصف شهر تموز/يوليو الماضي، وأضاف : الإدارة الامريكية في حال انزواء وعدم فاعلية لأن أيامها معدودة ، هذه الفجوة مع فشل الانقلاب الذي أعطى أردوغان قوة خارقة لإعادة الامور إلى نصابها وخاصة للجيش استطاعت تركيا وقطر والسعودية الدخول من هذه النقاط الميتة وتقدم دعماً مميزاً لأول مرة في تاريخ الثورة ، وتزامن ذلك مع توحد الفصائل الثورية بحلب وانفكاك النصرة عن القاعدة حتى لم نلحظ أعلاماً سوداء في كل معارك حلب اليوم.
ومضى العميد الشيخ قائلاً:
اذاً نحن أمام حالة جديدة نوعية للثوار مع جانب اهم من هذا هو اعادة الحاضنة للثوار بعد ان تمت تلبية رغبتها بتوحد الثوار وهذا اهم انجاز بل اقول انه اعاد ألق الثورة وصارت معركة حلب معركة شعبية بامتياز وهذا للإنصاف وها هو المشهد امامكم ، بالاضافة الى الضربة المهينة باسقاط الحوامة الروسية وسحل الطيارين امام العالم في مشهد مهين لروسيا أفقدها توازنها الداخلي والخارجي من حيث الهيبة ، فروسيا مذلولة تسابق الزمن لاحتلال حلب وإعادة تدوير وإنتاج النظام في جنيف القادم وفق الاتفاق مع أمريكا.
من بركات النصر الأخير
تجلى البعد المعنوي في ملحمة حلب من خلال عدة نقاط جوهرية جلية للعيان:
1- أعلنت جبهة فتح الشام أن خسائر حزب الله والإيرانيين في معركة تحرير حلب هي الأكبر منذ اندلاع الثورة السورية.
2- الفرار الجماعي لقطعان القتلة ، بحسب تأكيدات المتحدث العسكري باسم حركة أحرار الشام، أبي يوسف المهاجر، أنه في بداية عملية تحرير حلب حصل هروب من جميع المليشيات الإيرانية والأفغانية وحزب الله من المناطق المستهدفة، جراء إصابتهم بانهيار كامل في معنوياتهم، بعدما فوجئوا بتقدم المجاهدين.
3-إعلان كتائب ثوار الشام اندمجت بشكل تام فى صفوف جيش المجاهدين.
و أكدت مصادر خاصة بشبكة "شام" الإخبارية أن ثوار الشام قد اندمجت بشكل الكامل في صفوف جيش المجاهدين، في اطار بهدف رص الصفوف وإسقاط النظام.
و جاء الاندماج بين الفصيلين الكبيرين في شمال البلاد بعد ساعات قليلة من إعلان فك الحصار عن حلب جراء المعارك الكبيرة التي خاضها الثوار طوال الأيام الست الماضية.
فشل الصحوات العميلة
إن الفرق الحاسم بين مسيرة الثورة السورية وفشل أهل السنة في العراق، يكمن في حضور الصحوات العميلة في العراق ، والتي تركت الرافضة وانشغلت بمحاربة القاعدة، منخدعة بوعود أمريكية كاذبة، وهذا ما أخفقت واشنطن في تحقيقه في سوريا، فعدد الذين ارتضوا الانخراط في مشروعها التآمري بالعشرات لا أكثر!!
كما غاب داعش وإجرامه عن ساحة الوغى في حلب، بالرغم من محاولة بعض مجرميه طعن الثوار في بعض أنحاء الريف الشمالي لحلب.