هل استسلم الحوثيون؟
16 جمادى الثانية 1437
خالد مصطفى

كشفت التطورات الأخيرة بشأن الأوضاع في اليمن عن تراجع كبير من جانب الانقلابيين الحوثيين في مواقفهم الرافضة للقرار الأممي وعنادهم المستمر؛ فقد قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي: إن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أبلغه قبول الحوثيين تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216،وهذا القرار يقضي بانسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها بالقوة العسكرية...

 

كما أعلنت الأمم المتحدة أن أطراف الصراع وافقت على وقف الأعمال القتالية بدءا من منتصف ليلة العاشر من أبريل المقبل على أن تبدأ مباحثات سلام في الكويت في 18 أبريل...هذه الأحداث المتلاحقة تأتي مع تزايد خسائر الحوثيين وتراجعهم خصوصا في محيط العاصمة صنعاء والجوف وتمكن المقاومة اليمنية من فك الحصار عن تعز مع ملاحقة طائرات التحالف لعناصر الحوثيين في أماكن تواجدهم وحصونهم ووصول المعارك حتى المعقل الرئيسي للمتمردين في صعدة...

 

هذا التراجع الكبير جاء في وقت تزايدت فيه الخلافات بين طرفي التمرد والانقلاب المكون من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح حيث انتشرت معلومات عن قتال بين الطرفين وصراع على كيفية الخروج من المأزق الحالي ولأن الطرفين جمعتهما المصالح والبحث عن السلطة فإنه بغياب هذه الأمور أصبح من الصعب استمرارهما معا....

 

في ظل هذه الأوضاع المضطربة بدأ كل طرف يبحث عن النجاة بحسب الأطر التي ينطلق منها فصالح بما عنده من علاقات بعد أكثر من 30 عاما في السلطة لا يرضى بالخسارة أو المحاكمة على جرائمه لذا بدأ يبحث عن خروج يحفظ ماء وجهه وبدأ يلجأ لبعض أصدقائه هنا وهناك وانتشر الحديث عن خروج إلى روسيا أو غيرها بشرط تسليم صنعاء دون قتال وهو ما يفسر ما قيل عن القتال الداخلي هناك وانتشار الشعارات المؤيدة للثوار مع التخلص من شعارات الحوثيين تدريجيا...

 

الحوثيون من جهتهم وبعد أن ارتفعت روحهم المعنوية إثر التدخل المباشر لروسيا في سوريا ومحاولتهم تكرار التجربة في اليمن أصابتهم خيبة أمل عارمة بعد الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا حيث شعروا أن ظهورهم عارية خصوصا مع تزايد الحمل على إيران التي أصبحت السند الوحيد لنظام الأسد الذي يعد الأولى بالرعاية في هذه المرحلة...الحوثيون أيضا نظروا حولهم فوجدوا الدائرة تضيق وأن الضغوط تتزايد حتى الأوضاع في سوريا وصلت لهدنة مستمرة رغم بعض الخروقات ومحادثات في جنيف شارك فيها نظام الأسد فلماذا لا يجربون هم أيضا نفس الطريقة ولو من باب التقاط الأنفاس؟!...المحادثات بحسب الامم المتحدة ستبدأ الشهر القادم في الكويت وسط ترحيب من جميع الأطراف حيث خرج المتحدث باسم التحالف لكي يكشف رغبة البلاد المشاركة في التحالف في التوصل السريع لحل سياسي وتأييدها لذلك وتأكيدها على ضرورة مشاركة جميع الأطراف فيه لضمان نجاحه...

 

كما كشف عن أهم الإنجازات التي حققها التحالف وأكد على سيطرة المقاومة والجيش الوطني اليمني على أكثر من 90 في المائة من الأراضي اليمنية في إشارة على أهمية عملية التحالف وتأثيرها على القرارات الأخيرة للحوثيين وقوات صالح...التوقعات للمحادثات يصعب التكهن بها الآن ولكن المؤكد أن الحوثيين لن ينفذوا القرارا الأممي بسهولة وأنهم سيماطلون للحصول على أكبر مكاسب ممكنة كما أن المهم بالنسبة لهم في المستقبل هو الحفاظ على قوتهم الحالية وهو ما ينبغي الحذر منه..