هل من زعيم عربي أو مسلم قادر على تمزيق صحيفة الحصار على المدن العربية؟
14 جمادى الثانية 1437
دـ أحمد موفق زيدان

صور الهياكل العظمية التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي اليوم عن المدن العربية الخاضعة لحصار الصفويين والقرامطة الجدد تتوسع جغرافيتها، لتشمل مدناً وبلدات جديدة، فمن كان يخال يوماً ما أن الغوطة الغناء ومنها الزبداني ومضايا ثم الرستن على ضفاف العاصي والحولة والفلوجة الصامدة الصابرة في عراق العز، وتعز الصمود بوجه قرامطة العصر سيموت أهلها جوعاً وسط صمت عربي وإسلامي غير مسبوق لسنوات..

 

استخسر القرامطة الجدد رصاصة في صدور مشاريع الموت الشامية والعراقية واليمنية، ففضلوا أن نموت صبراً، بحبسنا في مدن حتى الموت، بينما عالم العرب والإسلام يندد ويطالب ويناشد، ولا أدري ممن يطالب وممن يناشد وهو يرى أن مشروع الموت صبراً مشروع متنقل بين العواصم العربية والإسلامية، وإنما الميت جوعاً غداً يندد بحال ميت الجوع اليوم..

 

انضمت الفلوجة إلى سلة المدن العربية التي اختارها القرامطة ليقتلوها جوعاً، ومن استطاعوا قتله قصفاً فعلوا ومن لديهم فائض وقت له، أبقوه يموت متضوراً جوعاً أمام أعينهم ليرضوا بذلك ساديتهم، أو قرمطيتهم بعد أن تقازمت ظاهرة السادية لديهم فبزّت ظاهرة القرمطة لديهم ما فلعه الساديون من قبل..

 

ليس الوقت وقت النواح ولا وقت البكاء ولا وقت المطالبة والمناشدة، فالميدان مفتوح للفرسان، ولولا تدخل المملكة العربية السعودية في اليمن لرأيناه كله اليوم لا سمح الله ولا قدر مثل الغوطة والفلوجة، لقد كانت أخلاق بعض كفار قريش عالية جداً حين رفضوا تلك الصحيفة الظالمة، ولم يسمحوا لها بأكثر من ثلاث سنوات حتى مزقوها وفكوا الحصار عن النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه، فهل من يقتدي بأفعالهم في فك الحصار عن الموتى جوعاً، تمزيق الصحيفة يكون باتخاذ خطوات عملية مباشرة في تدخل عسكري يمزق صف القتلة المجرمين من القرامطة الجدد، ويفك الحصار عن الموتى جوعاً وينتصف للمظلومين والمعذبين بالأرض، وهل من عاقل لا يعرف أن أسباب تفجيرات تركيا وفرنسا وبلجيكا هو تلك المحرقة اليومية المتواصلة في الشام والعراق واليمن..