ليست العصابة السورية المسؤولة عن تفشيل مباحثات جنيف، فهي أداة طيّعة بأيدي أسيادها والدليل هو فقدانها السيطرة تماماً على الأرض السورية ولولا العصابات الطائفية المجرمة من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان مدعومة من الصفويين والروس المجرمين لما كان طاغية الشام الآن حياً يرزق، ولا حاكماً في دمشق..
المسؤول المباشر عن تفشيل مباحثات جنيف هو من استضاف جنيف 1 ثم نسخه دون أن يرى النور بـ جنيف 2، ثم نسخ الثاني دون أن يبصر النور أيضاً بـ فينا واليوم ينسخ الكل بجنيف 3، بينما لا يزال يصر ديميستورا على تسميتها بمباحثات وليس مفاوضات، وقد فسره الكشف عن وثيقة سرية موجهة من ديميستورا نفسه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونشرتها مجلة الفورين بوليسي حيث يقول فيها إن الأمم المتحدة لا يمكن أن تضمن تنفيذ اتفاق السلام في حال التوصل إليه..
لعل ديمستورا صدق فقط في هذه إذ سبق وأن نشرت صحف عالمية رصينة تورط وفده في دمشق بتزوير وثائق وتقارير أممية استجابة لضغوط العصابة الطائفية في دمشق وتتعلق بعدم حصارها للمدن وقضية البراميل المتفجرة، وكشفت هذه الصحف عن علاقة خطيرة بين ممثل ديميستورا في دمشق مع العصابة الطائفية المجرمة هناك..
الدور الأممي لم يقتصر على هذا الإجرام بل وصل حتى إلى الإشراف على اقتلاع سكان مدنيين من قراهم وبلداتهم في حمص والزبداني ومضايا إرضاءاً للطائفيين في القرداحة وقم وطهران بغية إحداث تغيير ديمغرافي في الشام بإحلال شيعة من إيران ولبنان وأفغانستان وباكستان في هذه المناطق، ووصلت دناءة ووضاعة المنظمة الدولية إلى إرسال مساعدات ومعونات للمحاصرين ولكنها مواد منتهية الصلاحية ومليئة بالصراصير والحشرات وهو ما تسبب في تسميم بعض المحاصرين ووفاة بعضهم ..
على هذه الخلفية إذن المسؤول عن تفشيل المفاوضات هي المنظمة الدولية ومن خلفها أميركا وروسيا اللتان تواصلان دعم هذا النظام المجرم، ويرفض الجميع الضغط على العصابة الطائفية لتطبيق قرارات أممية ستة صدرت حتى الآن منذ عام 2012، وهو لوحده يجعلها دولة مارقة ينبغي طردها من المنظمة الدولية، ومع هذا نرى سفير العصابة الطائفية بشار الجعفري لا يزال يأخذ مكانه فيها، في حين نرى اللهاث كالمجانين في تطبيق أي قرار يخص ما ينعتونه بالإرهاب ..
التشبيح الأممي والتشبيح الدولي هو الشيء الوحيد الذي تعلمته هذه الدول طوال السنوات الخمس من عمر الثورة الشامية ، وعليه فكيف سيثق المفاوض السوري وكيف سيثق الشعب السوري معه بإمكانية تطبيق أي قرار يتم اتخاذه، هذه المنظمة الأممية انتهت صلاحيتها وفقدت أبسط مبررات وجودها مع فشلها في خدمة الشعار الذي رفعته كمبرر لوجودها وهو حفظ الأمن والسلم العالميين، وها نحن نراها تشرعن وتقنن الجوع سلاحاً يمارسه الطائفيون في الشام واليمن والعراق، حين تطالب الجزار المجرم بالسماح ببعض الفتات للمحاصرين وأحياناً يمنّ عليهم وغالباً ما يركلهم بحذائه، دون أن تتخذ أي قرار أممي ملزم يرغم هؤلاء الطائفيون على وقف هذا السلاح الوحشي المجرم الذي تعفُّ عنه حتى الحيوانات المفترسة..