كيف أتوقع حرباً وشيكة بين العرب والفرس، بينما لا يتحدث عنها أحد من المسؤولين في الجانبين:العربي أو الإيراني، وأما ثرثرة مجانين قم عن إزالة النظام السياسي السعودي من الوجود، فهي تهريج ليس له وظيفة سوى الاستهلاك المحلي نظراً إلى حاجة القطيع هناك إلى "علف" إضافي، في ضوء الخسارة الجلية في اليمن، إذ أصبح الجيش اليمني والمقاومة الشعبية على أطراف صنعاء.
يقابل هذه الرعونة كثيرٌ من الحكمة والتروي في الضفة الـمُقابِلة، فالرجل الثالث في هرم القيادة السعودية-الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز- استبعد وقوع حرب كهذه، في حديثه المهم إلى مجلة إيكونوميست الشهيرة، قائلاً: {لا نتوقع خوض حرب مع إيران، وأيا كان من يدفع في هذا الاتجاه فهو شخص لا يتمتع برجاحة العقل}.
وأكد ولي ولي العهد في حديثه للمجلة البريطانية، {أن نشوب حرب بين المملكة وإيران سيكون إيذاناً بكارثة، وهذا شيء لا نتوقعه على الإطلاق" !!
السلام لا يأتي من طرف واحد
لم يكن الأمير يمارس دبلوماسية إعلامية في تصريحاته تلك، فبلاده-حقاً- لا ترغب في الحرب لأنها تدرك أنها ستكون حرباً شرسة تؤذي الجميع، وهي تفضّل الحلول السياسية إذا كان ثمة سبيل إليها، ولذلك فقد صبرت على الأذى الإيراني سنوات طوالاً، ولم تنخرط في الحرب مع بغداد ضد طهران، بالرغم من وقوفها إلى جانب العراق، وبالرغم من استيائها من إصرار الخميني على معاداتها من دون أن يبدر منها موقف سلبي من ثورته الشاذة.
إلا أن التسويات تحتاج إلى قناعة الطرفين بجدواها، وتاريخ إيران الخمينية مخيّب للآمال في هذا الميدان، فهي لا تفاوض إلا راغمةً ومُكرهة منذ كأس السم الشهيرة التي تجرعها الخميني سنة 1988م، عندما اضطر إلى القبول بوقف إطلاق النار مع صدام، وصولاً إلى الملف النووي ..
بيد أن النفور السعودي من المواجهة العسكرية لا يعني القبول باستمرار التغلغل الإيراني في الجسد العربي، فمرحلة الصبر القديمة انتهت بإصرار صفوي على الرعونة والاستخفاف، منذ تزوير حادثة رافعة الحرم ثم بالتدخل الفظ في شأن قضائي داخلي محض، وأخيراً بتسليط الرعاع لإحراق سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد.ولعل خير ما يعبّر عن التحوّل الجذري في الموقف السعودي، تصريح وزير الخارجية عادل الجبير مؤخراً، حيث أكد استحالة القبول بإيران ما لم تغادر فوضوية الثورة إلى استقرار الدولة!
القادسية المتوقعة
لا أنتقص من ثبات العراق في وجه السرطان المجوسي الجديد، خلال حكم صدام حسين طول ثماني سنوات، عندما أنفي تسميته الحرب العراقية/الإيرانية بأنها القادسية الثانية، لأنها كانت محطة ثبت أنها عابرة، فلم تفعل شيئاً غير تأجيل السرطان الصفوي، وذلك بسبب التكوين القومي العنصري العلماني لبعث العراق، واستبداد صدام الذي جعله يقترف غلطة عمره باحتلال الكويت، التي بددت ثمار الإنجاز العراقي كلياً.
الحرب المقبلة تستحق التيمن باسم القادسية، لأنها لا تنطلق من رؤية عرقية ترد على العنصرية الصفوية بمثيلها، وإنما تمتزج فيها يقظة الروح الإيمانية وإلحاح حماية الوجود العربي من خطر غير مسبوق، بعد زوال الغشاوة التي جعلت كثيراً من العرب ينبهرون بتجارة الخميني وأتباعه بقميص فلسطين، وأعمت بصائرهم عن الحقد الطائفي العدواني البغيض، الذي حجبه عن المغفلين تشدق القوم بالوحدة الإسلامية، مع أن دستورهم هو الدستور الوحيد المتخم بنصوص طائفية وقحة، من بين دساتير سائر الدول المنتسبة إلى الإسلام!
ثم جاءت وحشية الملالي في ذبح الشعبين العراقي والسوري، وفي محاولة اختطاف اليمن، ليتبين الجميع أن شر إيران الخمينية أشد وطأة من شر الشاه المخلوع الذي كان استعلاؤه عنصرياً محضاً، لكنه لم يتطلع إلى تغيير دين العرب وفرض دينه عليهم!والمقارنة الموضوعية نفسها تقطع بأنهم شر من الصهاينة، الذين لا يعملون على نشر اليهودية بالترغيب والترهيب.
والحرب المتوقعة لن تقع بالضرورة بصورة مباشرة بين جيوش نظامية، فقد تبدأ من تطبيق مبدأ أن الهجوم هو الوسيلة المثلى للدفاع، وذلك بالاعتراف –مثلاً- باستقلال الأحواز العربية المحتلة، وتقديم العون لأهلها المناضلين للحصول على حقهم في تقرير مصيرهم.لتكون تلك أول حرب داخل نطاق إمبراطورية الحقد.
الغرور مقبرة الغزاة والطغاة
لا شك في أن استئصال السرطان عملية مؤلمة ومكلفة، لكن التلكؤ في إجرائها، يضاعف من آلامها وكلفتها، وربما يودي بحياة المريض – لا قدّر الله-. ولا يختلف عاقلان في أن هذه المعالجة لو تمت قبل 20 سنة لكان ثمنها أقل وعذاباتها أخف مما تتطلبه الآن.
إن إيران نمر ورقي بالرغم من امتلاكها عناصر قوة واضحة، لكنها تبدو ضخمة بتأثير التمزق العربي، الذي جعلها تستأسد علينا، حتى استطاعت ابتلاع العراق وتكاد تبتلع سوريا ولبنان وكانت على وشك أن تنجح في اليمن لو استمر العرب في مقاعد المشاهدين.
ولديها طابور خامس من الذين استتبعتهم بعد اختطاف الأقليات الشيعية في البلاد العربية، لكن دورهم محدود فليس لهم مظلمة حقيقية تشبه ولو بنسبة 1% شيعة الأحواز فما بالك بأهل السنة من عرب وكرد وبلوش تحت نير الاحتلال الصفوي؟
وهن اقتصادي مزمن
وحتى في الحقل الاقتصادي، فإن إيران في وضع سيئ بالرغم من تبدل أحوالها مع رفع العقوبات الاقتصادية الغربية عنها، فقد نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالاً للكاتب مارك دوبوفيتز، أشار فيه إلى أن التوتر في العلاقات بين طهران والرياض قد يتطور ليؤدي إلى "حرب اقتصادية" بين الجانبين، بحيث تميل دفتها لصالح السعودية.
وأشار الكاتب -الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والخبير في برامج العقوبات والمشاريع المالية- إلى أن السعودية وإيران بينهما خلافات جذرية في كل من سوريا والعراق، إضافة إلى الحرب في اليمن.
وبينما تحدث الكاتب بشأن تفاصيل الأحداث الأخيرة والأزمة الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وأضاف أن لدى السعودية مزايا اقتصادية كبيرة يمكنها توظيفها ضد الاقتصاد الإيراني.
وأضاف دوبوفيتز أن الإنتاج النفطي الإيراني اليومي انخفض من 3.7 ملايين برميل في 2011 م إلى 2.8 مليون برميل في نوفمبر/تشرن الثاني 2013. وأن أسعار النفط انخفضت بشكل حاد، وهو ما يعني أن العقوبات ضربت الاقتصاد الإيراني بشكل قاس.
وأشار إلى أنه ينبغي لطهران أن تبيع ما معدله 3.7 ملايين برميل بشكل يومي، وذلك إذا أرادت الحصول على نفس العائدات التي كانت تجنيها قبل فرض العقوبات، لكن هذا الأمر أصبح غير ممكن بشكل كبير بالنسبة لها، وذلك بحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية للأشهر الستة الأولى بعد رفع العقوبات الدولية.
أدوات سعودية
وقال إنه إذا ما بقيت أسعار النفط في حالة انخفاض، فإن إيران لن تحصل إلا على ما يقرب من نصف السعر الذي قدرته وربطته بميزانيتها للعام الماضي.
وأضاف أنه يمكن للسعودية استخدام سلاح اقتصادي آخر ضد إيران، وذلك من خلال مئات المليارات التي تحتفظ بها الرياض في الخارج. وأشار إلى أن لدى السعوديين نفوذا ماليا مهما في البنوك الأجنبية ومع المستثمرين الأجانب، وأن الرياض يمكنها التهديد بسحب الأموال من الجهات التي تتعامل مع إيران.
الحلف المدنس
طهران الصفوية مغتبطة حالياً بالاتفاق النووي، الذي كان بمثابة رفع الستر عن تحالفها الذي كان سرياً مع أمريكا/إسرائيل والعلني مع روسيا، ولذلك يتعامى أوباما عن إعدامات الملالي الجماعية الممنهجة ويتحذلق بشأن الإرهابي نمر النمر ويحرّض غلاة الصهاينة في إعلام بلاده على شن حملات مغرضة على السعودية ويرفض معاقبة طهران على انتهاكها الاتفاق النووي في موضوع الصواريخ البالستية حتى إن بعض أنصاره من الحزب الديموقراطي انتقدوه على تصرفه الرديء.
كل ذلك يجب أخذه في الاعتبار عند اتخاذ القرار المفروض للذود عن وجودنا الذي يهدده المجوس الجدد، أكثر مما يفعل العدو الصهيوني الذي يعيش أجمل لحظات عدوانه، بعد أن حصل على عملاء يحملون كل هذه الكراهية للعرب بخاصة وللمسلمين جميعاً بعامة، ويفعلون له ما يستحيي من الهبوط إلى دركه، تاركاً لهم المهمات الوضيعة التي يأنف السيد من أدائها بنفسه!
وأحدث أخبار الخيانة الصفوية بالتواطؤ مع اليهود، وردت في تقرير رسمي
نشره موقع متخصص في رصد حركة الأقمار الصناعية حول العالم يكشف وجود 6 قنوات إيرانية دينية موجهة إلى العرب تبث من قلب تل أبيب، وتقف وراءها واحدة من أكبر شركات الاتصالات الإسرائيلية.
والقنوات هي «آل البيت، الأنوار، فدك، الحسين، العالمية، الغدير»، وجميعها موجودة على القمر الإسرائيلي (AMOS أموس)، من خلال شركة (RR Sat).
وكشف تقرير موقع (sat age) ، بأن (RR Sat) هي شركة اتصالات إسرائيلية خاصة يملكها رجل الأعمال اليهودي (David Rive)، وقد تأسست في عام 1981 بموجب ترخيص من وزارة الاتصالات الإسرائيلية، ومنذ يناير 2002 تقوم بتقديم خدمات التداول عبر الأقمار الصناعية للإذاعة والتلفزيون إلى جانب الألياف البصرية، والإنترنت. ويرأس إدارة الشركة منذ أبريل 2001 (راموت جلعاد) وهو عميد (احتياط) في قوات الدفاع الجوي بجيش إسرائيل وحاصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية من جامعة (بار أيلان) بإسرائيل، وعلى درجة الماجستير في الإدارة من كلية الحرب العليا للطيران بفرنسا.
وتعمل تلك القنوات الست على تجميل صورة إيران وتشويه الإسلام والادعاء بوجود قرآن في بلاد فارس مخالف للقرآن الكريم الذي بين يدي المسلمين في بقية أنحاء العالم، وأن مصحف عثمان المتداول منذ 1400 سنة يحتوي على أخطاء فجة، بينما المصحف الإيراني خالٍ من الأخطاء!.