التفاوض مع العصابة في الشام كمن يحرث البحر
15 ربيع الأول 1437
دـ أحمد موفق زيدان

لأربع سنوات ونيف والعالم يغطي سوءته بخذلانه للشام وتآمره مع عصابة طائفية حاقدة بالقول إن الحل السياسي هو الحل لما يجري بالشام، وعليه فقد دعم وأيد وساند العصابة الطائفية ساعة بالمليشيات الطائفية وأخرى بالغزو الصفوي الإيراني، والآن بالغزو الروسي، وحين بات العالم كله مقتنعاً أن  تآمره وإجرامه عاجز عن وقف وصد ثورة الشام العظيمة بدأ يطرح الحلول السلمية، ومع إدارك المجاهدين والثوار لهذا التآمر والإجحاف فقد قبلوا به ليس اقتناعاً بقدر ما إحراجاً للطغاة والعالم وتخفيفاً عن أهل الشام وداعميها، بيد أن الغزاة الروس أرادوا تحديد هوية المعارض والموالي على هواهم، بل وأرادوا فرض  تعريف الإرهابي وغير الإرهابي على هواهم أيضا ..

 

 

 

 

 

اتفاق فينا الذي أكد على ضرورة الحل السياسي وأوصى بتشكيل هيئة تفاوض مع العصابة الطائفية فكان مؤتمر الرياض من أجل تحقيق هذا الهدف ولكن مع أن الفصائل المدعوة التي كان من ضمنها جيش الإسلام قد أقرت بالعملية التفاوضية إلا أن ذلك لم يمنع الروس من قتل زعيم جيش الإسلام زهران علوش بطريقة إجرامية حاقدة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن التفاوض مع العصابة الطائفية والمحتلين والغزاة كمن يحرث البحر، يأتي ذلك مع استهداف الغزاة الروس بشكل يومي لكل البنى التحتية السورية، ويستهدفون معه الأطفال والنساء، ولا صحة لما أعلنوها منذ اليوم الأول من أنهم يستهدفون داعش فكانت بمثابة المشجب الذي علقوا عليه كل جرائمهم، ومع كل هذا لا نرى تنديداً بجرائمهم وحقدهم هذا الذي يطال الحجر والشجر والأطفال والنساء والمدنيين ...

 

 

 

 

اليوم مع اغتيال زهران علوش على أيدي الروس يظهر و بكل وضوح أن المستهدف لم يكن علوش وإنما عملية التفاوض نفسها، فالروس لا يريدون تفاوضاً مع العصابة وإنما يريدون عصابة تفاوض عصابة، فهم ليسوا مستعدين للتفاوض مع ممثلي الثورة السورية الحقيقيين وهي الفصائل الجهادية والثورية التي تم جمعها في مؤتمر الرياض، ولذا فما لم يدرك الطرف الثوري الجهادي وأصدقاؤهم الحقيقيون من أن لعبة الانتظار التي يريد الروس والإيرانيون لأهل السنة أن يظلوا يلتزموا بها لا نهاية لها ولا ضوء في نفقها المظلم، فالإبادة الجماعية لأهل السنة في الشام والعراق وتدمير كل بناهم التحتية هو الهدف الاستراتيجي لهم، وبالتالي فالحل الذي لا مناص عنه هو توفير الأسلحة النوعية الحقيقية لإسقاط هذه  العصابة الطائفية الحاقدة ليس على الشام فقط وإنما على كل من دعم هذه الثورة بشكل حقيقي وواقعي ..