الفخ الحوثي
25 ذو الحجه 1436
خالد مصطفى

بدأ المتمردون الحوثيون وأنصارهم من قوات الرئيس اليمني المخلوع علي صالح المناورات من اجل كسب الوقت والتعافي من الهزائم التي لحقت بهم أخيرا بعد أن سيطرت الحكومة الشرعية والمقاومة على عدد من المناطق الاستراتيجية..

 

فقد أعلن أولا حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده علي صالح موافقته على خطة السلام الأممية ـ على حد وصفه  ـ وجاء في بيان الحزب "جدد مصدر مسؤول بالمؤتمر الشعبي العام موقف المؤتمر المتمسك بإيقاف العدوان ورفع الحصار والحل السلمي للأزمة اليمنية"، وأضاف في بيانه إن أي تطبيق لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 يجب أن يتم "وفق آلية تنفيذية يتم التوافق عليها ويتم تنفيذها من جميع الأطراف"..

 

ثم تبعه في ذلك جماعة الحوثيين التي أعلنت عن استعدادها للانضمام لمحادثات بشأن تسوية اعتمادا على خطة سلام من 7 نقاط توسطت فيها الأمم المتحدة في محادثات جرت بسلطنة عمان الشهر الماضي. وأكد محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين، في رسالته دعم جماعته وحلفائها للخطة المؤلفة من 7 نقاط..إلا أن هذا الإعلان حمل التفافا على قرار مجلس الامن الدولي الذي يقضي بانسحاب الحوثيين من جميع المناطق التي سيطروا عليها بالقوة, وهذا ما يظهر في قولهم "إيقاف العدوان ورفع الحصار والحل السلمي للأزمة اليمنية" دون توضيح لماهية الحل السلمي والمقصود بالعدوان حيث أن الحوثيين وأنصار صالح يعتبران تدخل التحالف ضد الانقلاب على السلطة الشرعية, نوعا من العدوان! كما أنهم أظهرا مماطلة بشأن موضوع الانسحاب بقولهم "وفق آلية تنفيذية يتم التوافق عليها ويتم تنفيذها من جميع الأطراف" يعني هم يرون أن الحكومة الشرعية عليها الانسحاب أيضا من بعض المناطق وأن المفاوضات ستشمل تحديد آلية للانسحاب يتم التفاوض عليها وهو ما رفضته الرئاسة اليمنية التي اعتبرت الموقف الحوثي تلاعبا ومناورة  وكشف مصدر في الرئاسة اليمنية أن الحكومة لن تقبل أي آلية تدعو لها مليشيات الحوثي وصالح لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 مالم تشمل تنفيذ بنود القرار كاملة دون أي استثناءات أو انتقائية في التنفيذ...

 

إن سقوط مأرب وباب المندب وانتزاعهما من ايدي الحوثيين أصابهم في مقتل واصبحوا محاصرين بقوة ومنع عنهم جميع أنواع المساعدات التي كانت تأتيهم من إيران عبر البحر لذا تجد عبارة "رفع الحصار" في البيانات التي أصدروها بشأن التفاوض..الحوثيون يريدون الدخول في تفاوض طويل ومناورات ودهاليز سياسية لالتقاط الأنفاس وإيجاد ثغرة ينفذون منها لإبقاء الوضع على ما هو عليه حتى لا تزيد خسائرهم ويفقدون المزيد من الأراضي ويسوء موقفهم التفاوضي أكثر وأكثر..

 

كما أنهم يحاولون استغلال التوتر الحاصل في المنطقة بعد التدخل الروسي وما أثاره من قلق واضطراب من اجل الحصول على أفضل شروط للتفاوض والضغط على المجتمع الدولي ودول التحالف بذريعة أن الاوضاع في اليمن ستزيد من التدهور التي تعيشه المنطقة وستعقد المواجهة مع المنظمات التي يريد الغرب القضاء عليها مثل داعش...على الأغلب أن المخضرم صالح هو الذي سيقود التخطيط للعبة التفاوض والمقايضة في المحادثات التي من المقرر أن تشهدها سلطنة عمان وهو يعلم أن المنظمة الدولية غارقة تماما في أزمة سوريا ولاجئيها وتريد الخلاص السريع من الأزمة اليمنية خوفا من تأثيراتها السلبية...

 

الواضح ان الحكومة اليمنية وقوات التحالف فطنا للفخ الحوثي الذي اتضحت معالمه من صياغة القبول بالخط الأممية والتي اشتملت على العديد من مواضع الريبة والشك لذا أصرا على مواصلة العمليات العسكرية حتى تظهر بوادر قبول حقيقي لقرار مجلس الامن لإنهاء الأزمة وهو أمر مستبعد فالحوثيون لن يسلموا بسهولة قبل القضاء على معاقلهم الرئيسية شمالي البلاد وقبل أن يتيقنوا بأن معطيات التغيرات في المنطقة لم تعد في صالحهم وان أكبر داعم لهم أصبح ملتصقا بالوحل في سوريا.