تفجيرات مساجد الشيعة..الهدف والأسباب
10 رمضان 1436
خالد مصطفى

شهد أحد مساجد الشيعة في العاصمة الكويتية اليوم انفجارا عنيفا خلف عددا من القتلى والجرحى, بحسب تقديرات أولية, وكانت حوادث مشابهة قد جرت في المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة وسط تنديد واسع شعبي وسياسي ودعوي, والمقصود بالدعوي هنا هم الدعاة والعلماء من أهل السنة والذين يتعرضون لاتهامات باطلة تزعم أنهم يحرضون على مثل هذه الهجمات, وهو أمر من قبيل الأوهام والافتراءات التي تقف وراءها جهات بعينها فكون اعلماء والدعاة يكشفون حقائق العقائد الشيعية في محاضراتهم ودروسهم فهذا لا يعني تحريض على قتلهم..

 

إن التفجيرات جاءت متزامنة مع اضطراب واحتقان طائفي شديد يسود المنطقة وهذا الاحتقان لم يؤد إلى تبادل اتهامات وشتائم وهجمات فردية كما كان يحدث من قبل فحسب بل أدى إلى قتال عنيف وحروب تستعر لظاها حتى اللحظة بفعل فاعل...

 

إن اللاعبين بنار الطائفية يسعون لهدم دول المنطقة من أجل تحقيق أحلامهم بإمبراطورية واسعة على أنقاض جيرانهم وهم في ذلك لا يستنكفون عن دعم مليشيات أو أفراد لتأجيج هذه النيران..

 

إننا إذا نظرنا إلى ما فعله نظام بشار الأسد في سوريا عندما طالبه شعبه بالحرية وتحويله الثورة الشعبية السلمية إلى حرب طائفية شعواء واستدعاء مليشيات طائفية من عدة بلدان لقتال شعبه يجد محاولات لتأجيج الطائفية واضحة..

 

كما أن ما يجري في اليمن من تمرد حوثي يسعى للسيطرة على البلاد وتهميش بقية الشعب وتهديد الدول المجاورة يتخذ لافتة طائفية أيضا وهو مدعوم من نفس الدولة وهي إيران..إيران كذلك تثير اضطرابات في البحرين وتشجع شيعة البحرين على التمرد و العنف وتبرر ما يجري في البحرين من هجمات من خلال تصريحات مسؤوليها أو إعلامها الخاص والعام...إن إيران لا تهنأ عندما تجد الشيعة في بلد ما وهم يعيشون بهدوء دون مشاكل واضطرابات مع أهل السنة ومع النظام الحاكم  فهي تعتبرهم جزءً منها وعليهم أن يحملوا همومها وأحلامها وينفذوا مخططاتها وإلا أصبحوا خائنين لعقيدتهم! وتحاول بشتى الوسائل إقناعهم بسلامة موقفها وتستغل في ذلك بعض المتهورين أو العملاء...

 

أما النوع الأول وهم "المتهورون" فتستفزهم جرائم المليشيات الطائفية في العراق وسوريا واليمن ويظنون أنهم إذا هاجمو شيعة بلادهم يكونون قد انتقموا لإخوانهم الذين يتعرضون للتنكيل والتعذيب في بلدان أخرى ولكن الحقيقة أنهم يخدمون مصالح المحرك الرئيسي لهذه الفتن وهي إيران التي تريد تجييش الشيعة في كل مكان لصالح معركتها الخاصة وإشعال حروب داخلية تضعف من بنية الدول التي تقف في وجه صلفها وغرورها وعلى رأس هذه الدول السعودية وبقية دول الخليج الذين أذهلوا طهران بإطلاقهم عاصفة الحزم ومن بعدها إعادة الأمل في اليمن لوقف التمدد الحوثي..

 

كما أن ليس كل الشيعة خصوصا في بلاد أهل السنة يرون صحة موقف إيران ولا سلامة ما تقوم به المليشيات الشيعية ضد أهل السنة في العراق وسوريا وغيرها من البلدان بل يدينون هذه الجرائم ويتبرؤون منها.

 

أما الصنف الآخر وهم العملاء فهم من أفلحت إيران في تجنيدهم عبر وسائلها المختلفة وبث سمومها في عقولهم وهؤلاء إما من المقتنعين بالحلم الإيراني الذي تصدره ثورة الخميني ويسعى للسيطرة على المنطقة بأسرها أو أنهم ممن يريدون متاع الدنيا وتغريهم الأموال من أجل إشعال فتنة طائفية تستخدمها إيران لتجنيد المزيد من البسطاء والمخدوعين بشعاراتها الزائفة التي بدأت بـ "أمريكا الشيطان الأكبر" و"الموت لأمريكا وإسرائيل" وانتهت بصفقات واتفاقات داخل وخارج الغرف المغلقة.