انفجار القطيف
4 شعبان 1436
خالد مصطفى

الانفجار الذي وقع اليوم الجمعة في أحد مساجد الشيعة في القطيف والذي أسفر عن مقتل 20 شخصا بالإضافة لعدد من الجرحى يعد تحولا نوعيا في الهجمات التي كانت تستهدف الأراضي السعودية والتي كانت تتركز على المصالح الغربية في الأغلب أما أن يتم استهداف مسجد للشيعة بالتحديد في وقت تقوم فيه السعودية بشن هجمات على المليشيات الحوثية الشيعية في اليمن من أجل وقف تمردها وكبح جماحها فهذا عمل يرمي لأهداف أخرى قد تكون أشد خطورة..

 

السعودية تتعرض لهجوم من إيران التي تعتبر نفسها راعية للشيعة في المنطقة, بشكل شبه يومي منذ بداية عاصفة الحزم, وتسعى طهران دائما لإلباس عملية عاصفة الحزم ومن بعدها إعادة الأمل "لبوس طائفي" من أجل تنفير المجتمع الدولي وتهييج الشيعة بالمنطقة وخصوصا بالخليج.. وهذا الهجوم يشمل أذرع إيران في المنطقة مثل حزب الله اللبناني والمليشيات الطائفية بالعراق والحكومة العراقية, وبعض النواب الشيعة في الكويت وأجهزة الإعلام التابعة لهذه الأذرع والتي تسدد سهامها وافتراءاتها على النظام السعودي زاعمة أنه يرعى "الإرهاب" في العراق وسوريا رغم أن المليشيات الشيعية الموالية لطهران متورطة حتى أذنيها في الحرب ضد أهل السنة في هذه البلدان وجرائمها موثقة بالصوت والصورة...

 

إيران تحارب بنفسها في سوريا لدعم بشار "الإرهابي" بوصف مجلس الأمن والأمم المتحدة ومع ذلك ترفض أن يصفها أحد بأنها راعية "للإرهاب"! وتسقط كل آفاتها على جيراتها وخصوصا السعودية التي فاجأتها بعاصفة الحزم التي أحبطت المخطط الإيراني للاستيلاء على اليمن وتهديد حدود المملكة الجنوبية...

 

السعودية التي تدافع عن حدودها من مليشيات طائفية متمردة "إرهابية" بينما طهران التي تمد أذرعها خارج حدودها في كافة نواحي المنطقة معترفة بأنها ستدافع عمن تسميهم "مظلومين" و"مضطهدين" وستصدر "الثورة" لكل مكان تعتبر نفسها "راعية للسلام"!..لقد فشلت إيران في أن توقف الهجوم والدعم المتزايد من المجتمع الدولي على التمرد الحوثي في اليمن كما فشلت في مد هذا التمرد بالأسلحة والعتاد المطلوب لمواصلة الحرب ومواجهة المقاومة الشعبية؛ بعد الحصار المفروض على الموانئ اليمنية وإصرار التحالف على تفتيش السفن الإيرانية التي تزعم طهران أنها تحمل مساعدات..

 

ومع تصاعد الضغوط على حليفها الأول في المنطقة بشار الأسد وهزائمه المتواصلة أمام الثوار في الفترة الأخيرة لم تجد إيران ومن خلفها إلا محاولة الالتفاف وتفجير الوضع الداخلي في دول التحالف وعلى رأسها السعودية بعد أن حاولت ذلك في الكويت بطريقة سياسية عن طريق بعض النواب الموالين لها أما في السعودية فيبدو أن الحل الامثل في نظرها كان هجوما طائفيا لزعزعة استقرار السعودية ومحاولة إشعال فتنة تؤثر على الاصطفاف الداخلي ضد التهديد الحوثي للأراضي السعودية..إن التحقيقات بدأت في التفجير ولم تعلن بعد أية تفاصيل عن شخصية مرتكب الهجوم ومن خلفه ولكن خلال أيام قليلة ستتبين الحقائق وستنكشف ألاعيب الإخطبوط الطائفي.