أنت هنا

24 رجب 1436
المسلم - صحف

أوضحت صحيفة أمريكية أن مليشيا الحوثي في اليمن تقوم بعمليات تجنيد للأطفال وزجهم في جبهات القتال، مبينة أن هناك نحو 25 ألف طفل مقاتل بين صفوف هذه المليشيات.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قصة عبد الله علي، الذي يبلغ 15 عامًا والذي اختفى من منزله قبل 3 أشهر، قبل أن يبلغ أهله بأنه انضم إلى مليشيا الحوثي.

وقالت الصحيفة نقلًا عن والد عبد الله، الموظف الحكومي، الذي يعيش بمدينة تعز: إن ابنه اختفى من المنزل قبل 3 أشهر، رغم أنه طالب في الصف التاسع، وكان يفترض أن يكون في صفوف الدراسة، وليس في جبهات القتال مع ميليشيات الحوثي.

وأشارت الصحيفة إلى أن المئات وربما الآلاف من الأولاد راحوا ضحية الصراع في اليمن، حيث يبلغ أعمار الأطفال الذين يتم زجهم في الحروب، ما بين 13- 16 عامًا، في حين وصل عدد الذين التحقوا بجبهات القتال دون سن 18 عامًا، أكثر من 25 ألف مقاتل في صفوف الميليشيات.

وأدت الحرب القائمة في اليمن، عقب سيطرة ميليشيات الحوثيين على صنعاء، إلى تفاقم الحالة الإنسانية، بالإضافة إلى تعطل الدراسة في أغلب أجزاء البلاد؛ مما ساهم في زيادة أعداد المجندين في صفوف عصابات الحوثي.

وقال جلال الشامي، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان باليمن: إن الوضع الإنساني المتدهور يجبر المزيد من الأسر على تحويل أطفالهم إلى معيلين، مبينًا أن "العوائل صارت هي من تدفع أبناءها للانخراط في صفوف المليشيات الحوثية، بعد أن صارت تحصل على عوائد مالية، حيث يمكن لصبي أن يحصل على 100 دولار شهريًّا، وهو مبلغ يعتبر كبيرًا في بلد مثل اليمن، يعيش فيه نصف السكان على دولارين يوميًّا".

ويؤكد الشامي أن المخاطر التي تنتظر اليمن، من جراء مشاركة الأطفال في القتال، ستكون كبيرة على المدى الطويل؛ لأن هذه المشاركة في القتال بالنسبة للأطفال ستؤدي إلى إصابتهم بمشاكل نفسية عند البلوغ، منها الأسلوب المعادي للمجتمع.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيون ومحللين وسكان، أكدوا أن الحوثيين يزجون بالأطفال في جبهات القتال، وأن جزءًا كبيرًا منهم على الخطوط الأمامية، ومنهم أيمن البالغ من العمر 17 عامًا، والذي كان يحرس منشأة عسكرية يسيطر عليها الحوثيون، حيث أكد أنه يكسب 3 دولارات باليوم الواحد.

واختتمت الصحيفة بأن "أم كمال، يمنية كانت تبحث عن ابنها عند أحد مقار الحوثيين في صنعاء، قالت: إن الحوثيين جندوا ابنها الشهر الماضي، ولم تعرف عنه أي شيء، مشيرة إلى أنه بدأ معهم في حراسة منشأة عسكرية، ثم بعد ذلك نقل إلى مكان آخر لا تعرف عنه شيئًا".