أنت هنا

23 جمادى الثانية 1436
المسلم ــ خاص

أكد فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر ــ المشرف العام على موقع المسلم  ــ على أن المعركة في اليمن ينبغي أن تخاض على كافة الأصعدة، وأن النظر إليها على أنها حرب قتالية فقط تقتصر على جهة معينة، كالجيش النظامي أو الجهات المعنية مثلا، هو تصور خاطئ؛ فـ"كل واحد منا يستطيع ان يقدم عملاً عظيمًا".

 

 

وأوضح فضيلته أنه لا يمكن أن يتصور العقل ألا يجد الإنسان له مجالا للمساهمة في هذه المعركة مع أعداء الله، "فهذا خلل في الفهم تبعه خلل في العقل أو في الاتباع"، فخلاف الجانب القتالي الذي تتكفل به الجهات النظامية، هناك العديد مما يمكن أن يقدمه كل منا، وأن يتفكر في كيفية دفع هذا التمدد الصفوي، يقول الله عز وجل : (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ) ( سبأ 46)

 

 

وكل يستطيع أن يقدم جهده واستطاعته في مقاومة الصفويين سواء بالمال أو باللسان، يقول تعالى: (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً) [الإسراء: 84] ، ويقول (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ)، ويقول عز وجل في سورة البقرة (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ) (148)

وأضاف الشيخ العمر في تعليقه على الأحداث خلال درسه الأسبوعي بالعاصمة السعودية الأحد أنه "قد لا يكون هناك اي مجال خاصة في القتال المباشر لكن يوجد جهاد بالمال أو اللسان، فمواقع الانترنت والإعلام الجديد هو سلاح مؤثر الآن، فالذي يتصور أنه لا يستطيع أن يقدم شيئًا يجب أن يعيد النظر في ذاته، فالجهاد يكون بالسنان وباللسان وبالمال كما ورد في الكتاب والسنة، وإن كنت ممن لا يشملك الجهاد بالسنان فيمكنك الجهاد بمالك او لسانك"،مستشهدا بما ورد في الحديث (اعمَلوا فَكل ميسر لِمَا خُلِقَ لَهُ)

 

وحذر فضيلته من اقتصار المساهمة على مجرد متابعة أخبار المعارك، لأن بعضا من هذا مذموم، مذكرا بقوله تعالى (يسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ ۖ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا) (الأحزاب 20).

 

 

ولفت د.العمر إلى أن معركة مثل هذه لها امتداداتها الكبيرة ليس من السهولة أن تحسم في أيام لصالح الأمة، وإن كان هذا ما نتمناه وقال: المعركة الآن كما ترون تتوسع، ويتمنى المؤمن ان تحسم سريعا لصالح الأمة، ولكن الأمر يحتاج إلى صبر خاصة ان المعركة ليس من السهولة ان تنتهي في ايام كما يتمنى البعض، لأن القضية ليست خاصة باليمن.

 

 

ونوه إلى أن "الجهاد ضد الصفويين لا ينبغي أن يقتصر على بلد معين؛ فما يحدث في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها حتى الأحواز داخل ايران نفسها، يدل على أن الأمة في مرحلة حرب عظيمة؛ فالجهاد ضد هؤلاء المجوس ومن معهم واجب عظيم"

 

 

وفي سياق متصل، حذر الشيخ العمر "مما يقوم به إعلام العدو في إحداث الإرجاف من خلال الأخبار التي تبث، وكان آخرها خبر مقتل عبد الملك الحوثي الذي بثته قناة العالم الإيرانية ثم قامت بنفيه في الصباح، معبرًا عن خشيته من ان يكون الأمر مقصودا، حتى يفرح الناس ثم يشعروا بالصدمة إذا ثبت كذب هذا الخبر؛ فإدارة المعارك الإعلامية أمر خطير"، مذكراً بقوله تعالى (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)